منتديات رؤية| صعود طالبان الثاني.. كيف ومتى بدأ؟

عقدت شبكة رؤية الإخبارية، أمس الخميس 6 إبريل 2023، ندوة حوارية عن صعود حركة طالبان في أفغانستان.

وحملت الندوة عنوان “الصعود الثاني لطالبان: خطاب الحركة وتداعيات الصعود على الديناميات الجيوسياسية في آسيا”، بمشاركة خبراء بالشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة، ويستعرض هذا التقرير مقتطفات من الندوة، وتليه تقارير بمزيد من التفاصيل.

اللعبة الكبرى

افتتح الندوة خبير الشؤون الدولية ومدير منتديات رؤية أنس القصاص، منوهًا بأن كل القوى العظمى التي حاولت غزو أفغانستان واجهت صعوبات جمة، بدءًا من الإسكندر الأكبر وحتى نابليون، ومن ثم الغزو البريطاني والروسي والأمريكي.

وكانت أفغانستان جزءًا من حلقة موصولة في صراع “اللعبة الكبرى” بين بريطانيا وروسيا، وفق القصاص الذي أشار إلى الجغرافيا الاستراتيجية لأفغانستان، التي قد يكون من السهل الدخول إليها، ومن الصعوبة بمكان الخروج منها.

وأشار إلى أن صعود الصين، ومشروعها الذي تهدف به إلى فرض نظام عالمي جديد، وفي القلب منه إحياء طريق الحرير القديم، يلقي مزيدًا من الثقل على الملف الأفغاني مجددًا.

اصطدام بالواقع الأفغاني

في مستهل حديثه، قال خبير الشؤون الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد عليبة، إن مشهد خروج قوات الولايات المتحدة من أفغانستان، كان معبرًا عن طبيعة السياسات الأمريكية في ما يتعلق بالملف، معتبرًا أن “الانسحاب على هذا النحو نقطة فاصلة للغزو الأمريكي”.

وأضاف عليلة أن الأهداف الأمريكية اصطدمت بالواقع الاجتماعي الأفغاني المعقد، واصفًا المشهد بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بـ”الفشل وليس الهزيمة”.

متى بدأ الصعود الثاني لطالبان؟

حسب عليبة، عبّر المشهد الفوضوي في أفغانستان عن “فشل المشروع الأمريكي بمثل هذه المناطق، خاصةً وأن هذه المشاهد تكررت في أكثر من مكان”. وعاد خبير الشؤون الاستراتيجية بالزمن إلى عام 2005، إذ بدأت الحركة في إعادة ترتيب صفوفها، والتحول إلى تنظيم عسكري، وهو الصعود العسكري الثاني لطالبان، لتبدأ عملية استنزاف طويلة الأمد ضد القوات الأفغانية.

ويرى عليبة أن طالبان لن تستخدم فائض القوة العسكرية في تنظيم عسكري حقيقي، بسبب غياب الرؤية المؤسسية لدى الحركة، التي أوضح أنها لن تكون نواة لـ”جيش حديث”، ولكنها رغم ذلك تؤدي الدور الوظيفي بنحو فعال.

بنية الحركة

بدأ الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة مصطفى زهران، بإيضاح ما أسماه “المدخل إلى فهم العقل الطالباني”، والذي استطاعت الحركة بموجبه الصمود ومجابهة تحديات الواقع. وأبرز مرتكزات هذا المدخل، وفق زهران، أن “طالبان ابنة بيئتها المحلية، لها حاضنة اجتماعية قوية، وشديدة التأثر بالبنية القَبلية”.

ومن خلال التمترس حول الفكرة، والاكتفاء الداخلي، على الصعيد اللوجستي والمادي وكذلك الفكري والحركي العملياتي، تمكنت من البقاء والصمود، ومن ثمّ الصعود مجددًا، حسب زهران.

تطور طالبان

يلفت زهران إلى أن الحركة كانت تستعد بنحو جاد منذ سنوات لدخول العاصمة الأفغانية كابول، وقد أكسبها وجود أكثر من جناح مرونة في التعامل مع الظهير الاجتماعي، وتطورت الحركة على مستوى القيادة والإدارة، والآليات التنظيمية، مضيفًا: “باتت الحركة أقل من الدولة، وأكبر من التنظيم” في طبيعة إدارتها للبلاد.

وأبرز زهران حضور الجانب القبلي في طريقة تعاطي الحركة مع الواقع، وأوضح أنه في ما يتعلق بتطور أساليب الحكم، تعد إدارة البلاد ذات تنوع طائفي وعرقي، وأشار إلى إمكانية التطور المستقبلي على الصعيدين السياسي والاجتماعي مع قدوم أجيال جديدة.