مندوب فلسطين في الأمم المتحدة: متى تقولون لإسرائيل كفى؟

إسراء عبدالمطلب
مجلس الأمن.. فلسطين

المستشار المشارك في المفاوضات العربية الإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي: لا مجال للعقوبات، لأن مجلس الأمن الدولي لا يمتلك الصلاحيات.. فما الهدف من انعقاد مجلس الأمن الدولي؟


عقد مجلس الأمن الدولي، الخميس 5 يناير 2023، جلسة لبحث القضية الفلسطينية وتطورات الوضع في المسجد الأقصى المبارك.

وانعقدت الجلسة بعد طلب تقدمت به الإمارات والصين، إثر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى، وانفضت الجلسة دون صدور أي بيان رئاسي أو بيان صحفي، أو حتى عناصر لبيان صحفي.

مجلس الأمن.. فلسطين

مجلس الأمن.. فلسطين

جلسة طارئة

شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي ليل الخميس، مواجهة حامية بين السفير الفلسطيني، رياض منصور، ونظيره الإسرائيلي جلعاد إردان، فرأى منصور أن اقتحام إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، تجاوز للخط الأحمر، في حين سخّف إردان المسألة برمّتها.

وبالإضافة إلى أعضاء المجلس الـ15، شارك السفراء، الإسرائيلي والفلسطيني والأردني، في جلسة مجلس الأمن العلنية، وقبل دخول قاعة الاجتماع قال السفير الإسرائيلي جلعاد إردان للصحفيين: “أنا مصدوم حقًّا، لماذا؟ لأنه لا يوجد أي سبب على الإطلاق لعقد هذه الجلسة الطارئة اليوم، هو أمر عبثي حقًّا”.

شد وجذب بين مندوبي فلسطين وإسرائيل في مجلس الأمن

نفى إردان أن تكون زيارة بن غفير اقتحامًا للمسجد الأقصى أو خروجًا عن الوضع الراهن التاريخي المتعلق بالأماكن المقدسة في القدس. وعندما دخل السفير الإسرائيلي إلى قاعة مجلس الأمن، عاد وكرّر خطابه نفسه، ورد المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور بشن، بهجوم عنيف على السفير الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وانتقد السفير الفلسطيني خلال رده، مجلس الأمن نفسه، الذي أصدر، على مر العقود الماضية، قرارات عديدة بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، والتي ظلت حبرًا على ورق، وقال منصور، في خطاب مطول، أي خط أحمر ينبغي على إسرائيل أن تتجاوزه لكي يقول مجلس الأمن في النهاية (كفى)، ويتحرك تبعًا لذلك، متى ستتحركون.

اقتحام الأقصى

كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، دعا كل الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات يمكن أن تزيد من التوتر في القدس ومحيطها، حسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد، إيتمار بن غفير، الثلاثاء 2 يناير 2023، باحة المسجد الأقصى، ما أثار موجة تنديد دولية واسعة، بما في ذلك أمريكا، الحليفة التاريخية لإسرائيل، وأجرت إسرائيل تحركات حثيثة لإحباط صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يتضمن استنكار الزيارة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

الدكتور طارق فهمي

ومن جانبه قال الأكاديمي المتخصص في الشؤون الدولية، والمستشار المشارك في المفاوضات العربية الإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي في تصريحات لشبكة “رؤية” الإخبارية إن مجلس الأمن ليس أمامه فرص كثيرة، ولن يتخذ عقوبات على إسرائيل.

الرسالة الموجهة

أضاف أستاذ العلاقات الدولية أن الرسالة من الجلسة هي أن ملف فلسطين لا يزال يحتل اهتمامًا كبيرًا في الأمم المتحدة، وبالتالي من الممكن البناء عليها، وأن الجلسة ليس لها قرارات رمزية أو دلالات، وإنما الجانب الإسرائيلي يحاول إحباط هذه الخطوة وإفشالها ووضع الكثير من العقبات أمام تنفيذها.

وتابع طارق فهمي أن المطلوب الآن هو دعم عربي ودولي للقضية الفلسطينية، وإعادة تقديمها للواجهة الدولية، ويعجل الوفد الفلسطيني والقيادة الفلسطينية بوضع الأراضي العربية المحتلة تحت الائتمان الدولي، وهي صيغة من صيغ الحماية الدولية، مثل الانتداب ويجري التحرك في هذا الإطار.

وقف التنسيق الأمني

أوضح فهمي أن القيادة الفلسطينية لديها بدائل وخيارات، ومنها وقف التنسيق الأمني، لأن التنسيق الأمني توقف بقرار من اللجنة المركزية، ولكن كان يجري خلال الفترة الأخيرة، وكانت تُجرى لقاءات بين المسؤولين الفلسطينيين ونظرائهم الإسرائيليين، ولا بد أن تتوقف مثل هذه الأمور.

ولفت فهمي إلى أن هذه السيناريوهات سوف تتكرر مرة أخرى، ولكن الخوف من أن ننتقل من مجرد زيارة المسجد الأقصى إلى السماح بالصلاة فيه، وهو ما سيمثل مشكلة كبيرة، وسيشعل الموقف ويؤدي إلى انتفاضة في مدينة نابلس وجنين والقدس، وهو أمر خطير إذا حدث.

مجلس الأمن.. فلسطين

مجلس الأمن.. فلسطين

حكومتان إسرائيليتان

أضاف الدكتور طارق فهمي أن الخوف هنا من أن تتشتت الجهود خلال هذه الأجواء، لأنه توجد حكومتان، الأولى يديرها نتنياهو والأخرى موازية لها، يديرها المستوطنون بقيادة إيتمار بن غفير وسموتريتش، ومجموعة من المتطرفين، وبالتالي يوجد مزايدات خطيرة في هذا الإطار.

وتابع: “لن يجري فرض عقوبات من مجلس الأمن، لأنه ليس لديه صلاحيات كبيرة، وواشنطن ترمي بثقلها على الموقف، متابعًا أن الإسرائيليين يحاولون، من خلال 12 سفيرًا في دول الاتحاد الأوروبي والعديد من العواصم، إفشال هذه الخطوة.

وفي النهاية الجلسة الطارئة رسالة مهمة لما هو قادم، لأن إسرائيل تحاول تهدئة المشهد، لكن نتنياهو الآن هو أضعف من أن يتحكم في إدارة المشهد أمام الوزراء المتطرفين الموجودين في حكومته، والذين يمثلون المستوطنين، وفق رؤية الدكتور طارق فهمي.

ربما يعجبك أيضا