«ناشيونال إنترست»: لماذا يجب أن تستمر المساعدات الغربية إلى أوكرانيا؟

آية سيد
مساعدات عسكرية

يحاول الرئيس الروسي إطالة أمد الحرب ويفهم أن الوقت يعمل لصالحه. ولذلك، يجب على المجتمع الدولي مواصلة إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، حتى تتمكن من ربح الحرب.


تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من شهرها الثامن، وسط معارك عنيفة وخسائر فادحة للجانبين، لكن الأسلحة الغربية ساعدت كييف على تحقيق بعض النجاحات.

ولذلك، يلفت الصحفي والزميل غير المقيم بمركز “أوراسيا” التابع للمجلس الأطلسي، مارك تمنيكي، إلى أهمية استمرار المساعدات الدولية لأوكرانيا لمساعدتها في مواصلة هجومها المضاد، وتزويدها بالأدوات التي تحتاجها لإنهاء الحرب.

خسائر للطرفين

في مقال نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، يوم الجمعة 14 أكتوبر 2022، ذكر تمنيكي أن عشرات الآلاف من الأوكرانيين لقوا حتفهم من جراء الحرب، في حين نزح ربع سكان الدولة. وإضافة إلى هذا، دمر القصف الروسي عشرات المدن والقرى، ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تكلف إعادة تعمير أوكرانيا مئات المليارات.

وتكبد الجانب الروسي خسائر فادحة أيضًا. ووفق وزارة الدفاع الأوكرانية، قُتل أكثر من 62 ألف جندي روسي في أثناء الحرب. وخسرت موسكو عددًا كبيرًا من الدبابات لصالح القوات الأوكرانية وتدمرت آلاف القطع من المعدات العسكرية، ما كلف الكرملين مليارات الدولارات.

تصعيد الحرب

بالرغم من الخسائر الضخمة، قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تصعيد الحرب. وأمر، في 21 سبتمبر الماضي، بتعبئة عسكرية جزئية للمواطنين الروس، وأعلن أن جنود الاحتياط والمواطنين أصحاب الخبرة العسكرية السابقة سيخضعون للخدمة، ثم نظم استفتاءات وُصفت بـ”غير الشرعية” لضم 4 مناطق أوكرانية، وأعلن أنه سيستخدم كل الوسائل اللازمة للدفاع عنها.

وبحسب تمنيكي، كل هذا يشير إلى أن بوتين ليست لديه نية للانسحاب من أوكرانيا. بل على العكس، يحاول الرئيس الروسي إطالة أمد الحرب، ويفهم أن الوقت يعمل لصالحه لعدد من الأسباب، التي أبرزها الكاتب في مقاله.

تأثير الانتخابات

رجح تمنيكي أن يُعاد انتخاب بوتين في العام 2024 لولاية رئاسية جديدة، نظرًا لسيطرته على النظام السياسي الروسي، وفترة حكمه الطويلة كرئيس للكرملين. وهذه الولاية الجديدة، التي تمتد 6 سنوات، ستتيح له مواصلة السعي وراء طموحاته وأجنداته التوسعية، على حد وصف الكاتب.

وفي المقابل، تعقد دول غربية عدة انتخاباتها البرلمانية والمحلية، هذا الخريف، وسط صعود لحركات اليمين المتطرف، التي تدعو إلى تخفيف المساعدات لأوكرانيا. ولفت الكاتب إلى أن اليمين المتطرف حقق مكاسب بالفعل في إيطاليا والسويد. وحال حدوث تغيير سياسي في هذه الدول، إلى جانب الولايات المتحدة، قد يتضاءل الدعم الدولي لكييف، ويبشر بالخير لبوتين.

الغاز الروسي

تعتمد أوروبا على الغاز الروسي، وفق تمنيكي. وفي بداية الحرب الروسية الأوكرانية، فرضت أوروبا عقوبات صارمة على موسكو. وردًا على ذلك، خفضت الأخيرة صادراتها من الغاز إلى الدول الأوروبية.

وفي ظل تصاعد التوترات، يعتقد بعض الأوروبيين أنهم “ليسوا مستعدين للشتاء المقبل”، بسبب النقص المحتمل في التدفئة والكهرباء. ونتيجة لذلك، يوجد خوف من أن بعض الدول الأوروبية قد تقلل مساعداتها لأوكرانيا، مقابل الحصول على الغاز الروسي.

الإنهاك من الحرب

مع استمرار الحرب، بدأ الإنهاك في الظهور بأوروبا. ووفق مجلة “بوليتيكو“، استبعدت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينا لامبريشت، زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، بالرغم من نجاح الهجوم المضاد الأخير بالقرب من خاركيف. وبالمثل، عندما سئل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال إن بلاده يجب أن “تركز على تجنب” تصعيد الحرب.

وردًا على ذلك، تساءل الأوكرانيون عن سبب تراجع هذه الدول عن تعهداتها بمساعدة أوكرانيا. وأشار تمنيكي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها شحنات الأسلحة، ففي بداية الصيف، أجّل الاتحاد الأوروبي إرسال مساعدات إضافية إلى أوكرانيا بسبب خلافات بين الدول الأعضاء.

أهمية استمرار المساعدات

بسبب شن روسيا مؤخرًا ضربات صاروخية على المناطق المدنية في أنحاء أوكرانيا، وجهود بوتين لإطالة أمد الصراع، رأى الكاتب أنه يجب على المجتمع الدولي مواصلة إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، حتى تتمكن من ربح الحرب، لافتًا إلى أن النجاحات في الشرق والجنوب أظهرت أن الأوكرانيين مستعدون لفعل ما يلزم للدفاع عن وطنهم وهزيمة الروس.

وختامًا، حذر تمنيكي من أن تراجع المساعدات العسكرية يتيح لروسيا إعادة تنظيم صفوفها، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات. وكذلك يخبر روسيا أن المجتمع الدولي عاجز عن “محاسبة الدول المعتدية على سلوكها”، وقد يشجعها على التدخل في شؤون جيرانها من دون عواقب. وبالتالي، يجب أن يفعل المجتمع الدولي كل ما بوسعه لوقف الحرب.

ربما يعجبك أيضا