نحو رؤية لهيكلة شركة النصر للسيارات (2)

هيثم البشلاوي

كتب – هيثم البشلاوي

تناولنا في الطرح السابق نشأة وتكوين شركة النصر للسيارات بهدف الوقوف على التوصيف الدقيق للوضع الراهن للشركة، ومن ثم الوقوف علي أهم التحديات التي تواجهه عملية التطوير والهيكلة المستهدفة وذلك كالتالي:

التحديات:

بعد عملية الانفتاح الذي شهدتها مصر في عهد الرئيس السادات ومع أوائل التسعينيات تم فتح السوق للسيارات الأوروبية والأمريكية بعد أن كان مقتصر على سيارات شركة النصر الوكيلة لشركات إيطالية وروسية  وأصبح التحدي الأكبر الذي يواجه الشركة هو تقادم الموديلات التي تقدمها مع السيارات المستوردة بالإضافة إلى تقارب الأسعار والتسهيلات التي يقدمها الوكلاء الآخرون من تقسيط طويل وخدمات صيانة مميزة لما بعد البيع، وعلى ذلك تضاعف عدد السيارات في شوارع مصر وأصبح السوق المصري بمثابة ساحة منافسة قوية بين الوكلاء خاصة مع عدم التزامهم بربط أسعار السيارات مع السوق العالمي ليصبح السوق المصري ذو طابع خاص ويتحول فيما بعد من مساحة للمنافسة إلى سوق للاحتكار الضمني للوكلاء.

تراجعت  موازنة تصنيع شركة النصر للسيارات لعدم قدرتها علي مواكبة التحديث وامتناع الشركات التي سبق التعاقد معها عن منح وكاله التصنيع للموديلات الحديثة مع ارتفاع تكنولوجيا عملية التصنيع والتجميع وتقادم معدات المصنع، كل هذا دفع الشركة للاستمرار في إنتاج نفس الموديلات القديمة للحفاظ على هامش لها بالسوق المصري، ولكن بكل أسف فقدت قدرتها التنافسية أمام عملية تسهيلات وتسويق ضخمة قام بها المنافسين وتعاظمت الخسائر سنويًا وخاصة مع ارتفاع تعداد القوي العاملة بالمصانع، تحركت الشركة في عدد من المحاولات للبحث عن تعاقدات تعيد لها الحياة ولكن انخفاض غطاء الشركة من العملة الصعبة وهشاشة البنية التحتية والمعدات لم تكن داعمة لها في عقد أي اتفاق، لتبدأ بكل أسف إجراءات تصفية الشركة بسبب تراكم مديونياتها إلى 2 مليار جنيه، ليتم  بذلك تقليص عدد العمالة من 10 آلاف إلى 300 عامل لتقدم الشركة ميزانياتها محققة خسائر 165 مليون جنيه. 

ويبدأ فصل جديد من محاولات إنعاش الشركة ورفض بيع أصولها وتمسك وزارة قطاع الأعمال بضرورة إحياء مارد الصناعة الثقيلة في مصر  لتعلن في مارس 2019 عن عقد اتفاق مبدئي مع شركة نيسان اليابانية للدخول في شراكة مع الشركة لإنتاج نحو 100 ألف سيارة سنويًا، على أن يكون من المستهدف رفع نسبة المكون المحلي مع التركيز على تصدير معظم الإنتاج إلى الخارج، ولكن يظل التحدي الرئيسي لتطوير شركة النصر للسيارات قائم، وهو هل تعود الشركة كمنافس قوي للسوق المحلي؟

يتبع
 

ربما يعجبك أيضا