هدوء نسبي وضغوطات داخلية.. هل تُفشل إسرائيل صفقة أمريكا وإيران المنتظرة؟

محمد النحاس

هناك جملة من الأسباب قد تدفع إسرائل لقبول صفقة بين طهران وواشنطن.. ما هي؟


تشير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين إلى أن الحكومة غير قادرة على إفشال التفاهمات الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الصفقة الجارية بـ”اتفاق صغير” في تصريحات أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، وفق وسائل إعلام محلية، في رد فعل هادئ مقارنة بمواقف سابقة.

الأقل مقابل الأقل

يشير تقرير نشرته صحيفة المونيتور الإخبارية إلى أنه منذ تولي رئيس الوزراء الإسرائيلي منصبه -بخلاف بعض الإشارات العابرة- تجنب نتنياهو الحديث الصريح عن المحادثات بين طهران وواشنطن.
وترجح التقديرات الإسرائيلية الحالية أن تكون هذه الصفقة “الأقل مقابل الأقل” بمعنى عقوبات أمريكية أقل على طهران في مقابل تنازلات إيرانية محدودة، أو تجميد تخفيف العقوبات نظير تجميد إيران بعض أنشطتها النووية، وفقًا للتقرير المنشور الجمعة 16 يونيو 2023.

ما تفاصيل الصفقة؟

قد لا تكون الصفقة مُضمّنة في وثيقة رسمية موقعة، بدلًا من ذلك سيعمل الطرفان على تنفيذ الاتفاق كـ”بادرة حسن نية”، ما يساعد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في كبح جماح إيران في طريقها لحيازة السلاح النووي، دون الحاجة لموافقة الكونجرس.
ويذكر التقرير أنه وفقًا للتقدير الإسرائيلي، تستلزم الصفقة تخصيب اليورانيوم عند حد 60% فقط.

وأشارت تقارير غربية إلى أن طهران تجاوزت عتبة 80%، بالإضافة إلى كبح تقدمها في مشروع الصواريخ الباليستية، والتوقف عن نقل مسيرات إلى روسيا، والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية في عمليات التفتيش والمتابعة، والإفراج عن 3 أمريكيين محتجزين لديها.

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض ينفي اقتراب أمريكا وإيران من اتفاق نووي مؤقت
في المقابل، ستفرج الولايات المتحدة عن نحو 20 مليار دولار من الأصول الإيرانية المودعة في بنوك أجنبية مختلفة، وسوف تسمح بمرور ناقلات النفط الإيرانية دون قيود في المياه الدولية، غير أنها ستتجنب تقديم قرارات مناهضة لإيران في الأمم المتحدة.

عوامل داخلية

وفق ما نقلت المونيتور عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي -رفض الكشف عن هويته- تشير هذه الصفقة المبدئية إلى وجود اتصالات مستقبلية، ويرى أنها صفقة رابحة لبايدن، فيما يستعد إلى بدء حملته الرئاسية قبل انتخابات 2024.

وبحسب التقرير، ينبع الهدوء الإسرائيلي النسبي في التعامل مع هذا الاتفاق بسبب العوامل الداخلية في إسرائيل.

اقرأ أيضًا| أمريكا وإيران تجريان محادثات لتهدئة التوتر بتفاهم ثنائي
وتتمثل العوامل الداخلية في أن موقف نتنياهو نفسه غير مستقر سياسيًّا، وعلى صعيد تحالفه الحاكم لديه شركاء متشددون يطالبونه بتمرير الإصلاحات القضائية، بالإضافة إلى تململ داخل حزبه (الليكود)، وتراجع شعبيته، واحتجاجات مناهضة لحكومته، واتهامات له بالفساد.

عوامل أخرى

ليست هذه كل العوامل التي أدت للتعامل الإسرائيلي الهادئ مع الموقف، فبحسب التقرير، تدرك إسرائيل تأثيرها المحدود على الإدارة الأمريكية الحالية، وهو أقل مما كان عليه في عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.
ويعتقد عدد غير قليل من كبار مسؤولي الدفاع في إسرائيل، أن أي اتفاق أمريكي مع إيران سيكون سيئًا، غير أن البديل سيكون أسوأ بكثير.

وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي سابق رفيع المستوى للمونيتور، رافضًا الكشف عن اسمه: “لا يمكن منع جهود إيران من تخصيب اليورانيوم حاليًّا، لذا يبقى هذا خيارًا وحيدًا، وهو اتفاق محدود وحسب”.
وبحسب المسؤول، سيكون الاتفاق غير المكتوب أكثر فائدة، فلا يمكن تصور أن إسرائيل قد تقدم على عمل عسكري ضد دولة وقعت اتفاقًا مع الولايات المتحدة، لكن من ناحية أخرى، يعطي أي اتفاق غير رسمي إسرائيل قدرًا أكبر من الحرية.

ربما يعجبك أيضا