هل انقلبت الولايات المتحدة على إسرائيل؟.. توماس فريدمان يجيب

شروق صبري
بايدن ونتنياهو

دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل في جميع المحافل الدولية، لكن ممارسات حكومة نتنياهو المتطرفة، دفعت واشنطن لردع تل أبيب، فماذا حدث؟


تناول توماس فريدمان، الصحفي الأمريكي، في مقال تحليلي، منشور الثلاثاء 11 يوليو 2023، بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مسألة التوتر الحالي بين تل أبيب وواشنطن.

وهاجم فريدمان في مقاله التعديلات القضائية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تسببت في احتجاجات ضد الخطة الحكومية لإصلاح القضاء.

أزمة حكومة نتنياهو

علّق فريدمان على اجتماع رئيس إسرائيل، إسحاق هرتسوج، وجو بايدن، الرئيس الأمريكي، في واشنطن الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أنها طريقة بايدن المعتادة للإشارة إلى أن مشكلته ليست مع الشعب الإسرائيلي، ولكن مع الحكومة المتطرفة.

وأضاف “بايدن سيوجه رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي، الذي كان يناشد ائتلاف نتنياهو للتراجع عن فرض أي تغييرات في السلطة القضائية، مفادها أنه عندما تتباين مصالح وقيم الحكومة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية إلى هذا الحد، فإعادة تقييم العلاقة أمر لا مفر منه”.

إسحاق هرتسوج وجو بايدن

إسحاق هرتسوج وجو بايدن

حقوق الفلسطينيين على المحك

لفت الكاتب الأمريكي إلى أن بايدن لا يتحدث عن التقييم للتعاون العسكري والاستخباراتي مع إسرائيل، الذي يظل قويًا وحيويًّا، ولكن عن النهج الدبلوماسي الأساسي تجاه إسرائيل التي تتمسك بفكرة الدولة الواحدة “دولة يهودية فقط” غير مبالية بمصير الفلسطينيين وحقوقهم التي وضعتها على المحك.

واتهم الصحفي الأمريكي سياسة نتنياهو في الضفة الغربية، فهي تخطط علانية لضم الضفة الغربية من خلال منح اثنين من أكثر المروجين للضم، وهما: وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، ووزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، نشاطًا أمنيًّا مكثفًا وسلطات أمنية ومالية من أجل هذه المستوطنات والمشروع الاستيطاني.

المصالح الإسرائيلية والأمريكية المشتركة

أشار الكاتب الأمريكي إلى أن أحد أهم المصالح الإسرائيلية والأمريكية المشتركة هو أن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية مؤقت فقط، وسيوجد حل للدولتين مع وجود 2.9 مليون فلسطيني هناك، ولا يوجد قلق في الولايات المتحدة بشأن وجود أكثر من 500 ألف مستوطن إسرائيلي هناك، فالبعض سيبقى عندما يوجد اتفاق لحل دولتين، بينما سيذهب الآخرون.

وبسبب هذه التفاهمات المشتركة بين تل أبيب وواشنطن، دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل في الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي ضد قرارات أو أحكام ترى أن إسرائيل تحتل الضفة الغربية، إذ رأت أنه احتلال مؤقت، ولكن في الواقع أن تل أبيب ضمتها بنحو دائم، وتبذل الحكومة الإسرائيلية قصارى جهدها لترسيخ الاحتلال، وفق تقدير الكاتب.

نتنياهو

نتنياهو

ممارسات نتنياهو العدوانية

منذ تأدية اليمين الدستورية في ديسمبر 2022، وافق نتنياهو على بناء أكثر من 7000 وحدة سكنية جديدة، معظمها في عمق الضفة الغربية، وعدّلت الحكومة قانونًا لتمكين المستوطنين الفارين من العودة إلى 4 مستوطنات، كان الجيش الإسرائيلي قد أخرجهم منها، ما يخالف تعهدًا إسرائيليًّا للرئيس جورج دبليو بوش بعدم فعل هذا.

وأعلن سموتريتش، في مارس 2023، أنه “لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيين لأنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني”، فحزب سموتريتش يعارض إقامة دولة فلسطينية ويؤيد الضم، فتدمير نتنياهو المستمر للمصالح الأمريكية يهدد استقرار الأردن، وهي مصلحة أمريكية وإسرائيلية حيوية، حسب ما ذكر الكاتب.

وتجبر تصرفات نتنياهو الولايات المتحدة على تأكيد إذا كانت حكومة نتنياهو ستتصرف، كما لو أن الضفة الغربية هي إسرائيل، فسيتعين على الولايات المتحدة أن تختار بين أمرين، الإعفاء من التأشيرة التي تريدها إسرائيل من الولايات المتحدة، التي ستسمح للمواطنين الإسرائيليين بالدخول إلى الولايات المتحدة دون تأشيرة، وتطبيق هذا على جميع الفلسطينيين، البالغ عددهم 2.9 مليون فلسطيني، في الضفة الغربية.

دعم قوي لبايدن

أشار فريدمان إلى أن استعداد بايدن للدخول في مواجهة مع نتنياهو، قبل انتخابات 2024 في أمريكا، يشير إلى أن الرئيس الأمريكي يعتقد أنه يحظى بدعم ليس فقط من معظم الأمريكيين، ولكن من معظم اليهود الأمريكيين ومعظم اليهود الإسرائيليين.

ويرى فريدمان أنه إذا اعتقد نتنياهو أنه يمكنه القضاء على الديمقراطية الإسرائيلية بهذه الطريقة، فهو مخطئ، لكن من الواضح أنه على استعداد بالمخاطرة باندلاع حرب أهلية من أجل البقاء في السلطة.

اقرأ أيضًا: عاملان لحل الأزمة.. كيف صار نتنياهو غير مرغوب فيه لدى واشنطن؟
اقرأ أيضًا: بايدن يتجاهل نتنياهو.. العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في حالة فتور

ربما يعجبك أيضا