هل تخلت روسيا عن اقتحام العاصمة الأوكرانية كييف؟

أحمد ليثي

الجيش الروسي ركز على نزيف القوات الأوكرانية في الشرق، وواصل استخدام ترسانته من صواريخ كروز التي تُطلق من الجو والبحر لاستهداف مستودعات الوقود والترسانات العسكرية ومصانع الأسلحة في جميع أنحاء البلاد


مع تطلعاتها لتحقيق نصر سريع تأجل بسبب المقاومة الأوكرانية الشديدة، ركزت روسيا بشكل متزايد على هزيمة الجيش الأوكراني في الشرق على أمل إجبار كييف على الاستسلام.

وفق تقرير أسوشيتد برس المنشور يوم 28 مارس 2022، يتركز الجزء الأكبر من الجيش الأوكراني في الشرق ليخوض قتالًا مع الانفصاليين المدعومين من موسكو في صراع استمر قرابة 8 سنوات، لكن نجاح روسيا في تدمير القوات الروسية في الشرق، سيمكنها من إملاء شروطها على كييف.

لماذا تحارب القوات الروسية في الشرق؟

نوّه تقرير أسوشيتد برس أن الجيش الروسي أعلن يوم الجمعة 25 مارس 2022، أن المرحلة الأولى من العملية اكتملت، ما سمح للقوات الروسية بالتركيز على تحرير الدونباس، ويقول العديد من المراقبين إن التحول في الاستراتيجية أن يعكس اعتراف الرئيس الروسي بفشل خطته لخوض حرب خاطفة بأوكرانيا، ما أجبره على تضييق أهدافه وتغيير تكتيكاته.

وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين يشيرون إلى أن موسكو تركز على محاربة القوات الأوكرانية في الشرق والمدن الكبرى الأخرى وضربها بالصواريخ والمدفعية، وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، يوم الأحد 37 مارس 2022، إن تغيير التركيز يعكس أمل بوتين في تقسيم أوكرانيا، مثل كوريا الشمالية والجنوبية.

هل تخلت روسيا عن محاولات اقتحام كييف؟

قال المحلل العسكري في مركز رازومكوف للأبحاث، ميكولا سونهوروفسكي، إن روسيا تخلت عن محاولات اقتحام كييف ومدن أوكرانية كبيرة أخرى في الوقت الحالي وتفرض عليها حصارًا في محاولة لإضعاف أوكرانيا وكسب الوقت، فالقوات الروسية حاصرت ميناء ماريوبول الرئيسي، وقصفته بالصواريخ في مذبحة راح ضحيتها آلاف المدنيين.

وأضاف سونهوروفسكي: “لقد غيرت روسيا تكتيكاتها، وأعادت توزيع قواتها والاستعداد للمرحلة التالية من الحرب، لكن سقوط ماريوبول سيحرر القوات الروسية هناك، ويسمح لها بالالتقاء مع مجموعة أخرى من القوات تتحرك من خاركيف في الشمال الشرقي لمحاولة تطويق الجيش الأوكراني في الشرق”.

ماذا تريد روسيا الآن؟

أشار مسؤول دفاعي أمريكي كبير إلى أن التركيز الروسي الأخير على دونباس، وقال إن بوتين يأمل في السيطرة على الشرق مع إبقاء القوات الأوكرانية مشغولة بالدفاع عن كييف أخرى، ثم محاولة الضغط على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للتخلي رسميًّا عن السيطرة على دونباس والاعتراف بملكية روسيا لشبه جزيرة القرم.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان نشرته بي بي سي: “يبدو أن القوات الروسية تركز جهودها لمحاولة تطويق القوات الأوكرانية التي تواجه مباشرة المناطق الانفصالية في شرق البلاد، وتتقدم من اتجاه خاركيف في الشمال وماريوبول في الجنوب”.

كيف تقطع روسيا الإمدادات عن الشرق؟

قال تقرير أسوشيتيد بريس إن الجيش الروسي ركز على نزيف القوات الأوكرانية في الشرق، وواصل استخدام ترسانته من صواريخ كروز التي تُطلق من الجو والبحر لاستهداف مستودعات الوقود والترسانات العسكرية ومصانع الأسلحة في جميع أنحاء البلاد بشكل منهجي.

ووصف أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز، فيليبس ب. أوبراين، ضربات صاروخ كروز يوم السبت كجزء من الاستراتيجية الروسية لقطع الإمدادات عن القوات الأوكرانية التي تقاتل في الشرق.

ولاحظ أوبراين: “الروس يرغبون في تعطيل تدفق السلع والإمدادات من الغرب للشرق، وهذا سبب استيلاء الروس السريع على ميناء خيرسون وتقدمهم إلى ضواحي مركز بناء السفن الرئيسي في ميكولايف لتوقف هجومهم، لأن نجاح القوات الروسية في تطويق ميكولايف وأوديسا والعديد من موانئ البحر الأسود الأخرى، سيكون ضربة مدمرة لاقتصادها.

123474305 ukraine russian control areas map 03 01 2x640 nc

هل يواصل الجيش الروسي تقدمه؟

على الرغم من المخاوف الأوكرانية والغربية، لم يواصل الجيش الروسي حتى الآن جهوده لتجاوز ميكولايف والتقدم نحو أوديسا، ما دفع  السلطات الأوكرانية إلى ملاحظة أن فشل روسيا في شن هجومها على طول الساحل يمكن تفسيره بأن معظم قواتها في الجنوب عالقة في معركة ماريوبول حيث تكبدت خسائر فادحة.

وقال تحليل نُشر يوم السبت 26 مارس 2022 من قبل معهد دراسة الحرب في واشنطن نقلته أسوشيتيد بريس، إن تقدم الروس بخطوات متسارعة لعزل دونباس ستعتمد جزئيًّا على مدى سرعة سيطرة قواتهم على ماريوبول ومدى إلحاق الضرر بها، وأشار إلى أن وقف الهجوم الروسي على كييف يعكس عجز القوات الروسية بدلًا من أي تحول في الأهداف أو الجهود الروسية في هذا الوقت.

ربما يعجبك أيضا