هل تراهن إيران على اتفاق المصالحة مع السعودية لإنقاذ اقتصادها؟

يوسف بنده

ينتظر اقتصاد طهران المتدهور بفعل العقوبات الغربية، النتائج الإيجابية للمصالحة السياسية مع الرياض، بما ينعكس على هذا الاقتصاد ويدعم الاستثمارات داخل إيران.


تنعكس خطوات تنفيذ المصالحة الإيرانية مع المملكة العربية السعودية، بنتائج إيجابية على المصالح الاقتصادية.

وبعد إبرام اتفاق المصالحة بين الرياض وطهران، في العاصمة الصينية بكين، 10 مارس 2023، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن الاستثمارات السعودية في إيران “يمكن أن تحدث سريعًا جدًّا” بعد اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين.

إحسان خاندوزي

وزير الاقتصاد الإيراني، إحسان خاندوزي

خريطة للتجارة مع السعودية

صرح وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي، أمس الثلاثاء 11 إبريل، بأن بلاده تعمل حاليًّا على إعداد خريطة طريق للتجارة مع السعودية. وحسب وكالة إيلنا، أضاف خاندوزي، أنه سيزور جدة الشهر المقبل، لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع نظيره السعودي.

ولفت إلى أن على أجندة طهران إحياء هذه العلاقات ورفع التبادل التجاري إلى مليار دولار كخطوة أولى، فقد كان حجم التجارة بين إيران والسعودية، خلال السنوات الماضية “صفرًا”، غير أن إيران صدرت خلال العام الماضي سلعًا بقيمة 15 مليون دولار إلى السعودية، دون استيراد أي شيء منها.

الاتفاق بوابة للتعاون الاقتصادي

أوضح الوزير الإيراني أن العمل جار حاليًّا لإنشاء غرفة التجارة المشتركة بين البلدين. وحسب موقع تريبون نيوز الإيراني، 9 إبريل، فقد قال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية كيوان كاشفي، إن تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية كان القضية السياسية والاقتصادية الرئيسة للبلاد الشهر الماضي.

وبناء على ذلك فإن القطاع الخاص الإيراني شرع في اتخاذ إجراءات لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية وبدء تبادل زيارات وفود رجال الأعمال فور إعادة فتح سفارتي البلدين.

unnamed 2

ميناء إيراني

تدشين خط ملاحي

أعلنت منظمة الموانئ البحرية الإيرانية، 11 إبريل، استعدادها لتدشين خط نقل بحري مباشر مع السعودية. وحسب وكالة مهر، فقد أكد  رئيس دائرة الموانئ في محافظة هرمزكان جنوب إيران، حسين عباس نجاد، عدم وجود مشكلات تقنية أو في الموانئ أمام فتح الخط المباشر مع السعودية.

وقال نجاد، إنه وقبل الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية استمر التبادل التجاري بين البلدين، ولكن بنحو محدود، وكانت البضائع الإيرانية تصل إلى السعودية عبر الإمارات.

وأشار إلى أنه رغم قلة حجم التبادل التجاري وتبادل السلع بين البلدين، فإنه توجد مطالبات من اقتصاديين لخفض تكاليف النقل والتبادل التجاري مع السعودية عبر تدشين خط نقل بحري مباشر بين البلدين.

download 62

العملة الإيرانية

إنقاذ الاقتصاد الإيراني

حسب صحيفة الجريدة الكويتية، 7 إبريل، نقلًا عن مصدر إيراني، فإن الجانب السعودي أكد، خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني في بكين، أنه مستعد لأنْ يستثمر في إيران بما ينتشل اقتصادها من الأزمة التي يغرق فيها، شريطة أن تحصر طهران علاقاتها بالدول العربية في الأطر الدبلوماسية، وتوقف تدخلاتها في شؤونها الداخلية.

وأشار مصدر الصحيفة، إلى أن طهران أعلنت استعدادها للسماح للسعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي باستخدام أراضيها ومياهها الإقليمية وأجوائها لاستيراد وتصدير البضائع والنفط والغاز إلى شرق آسيا وأوروبا، خصوصًا أن إيران لديها خطوط أنابيب مرتبطة بالهند والصين عبر باكستان.

اقرأ أيضًا: لتثبيت المصالحة الإيرانية-السعودية.. جهود إقليمية لإنهاء الأزمة اليمنية

خطوط أوروبية وأخرى عربية

تابع المصدر بأنه توجد خطوط أنابيب مرتبطة بأوروبا عبر تركيا، ويوجد أيضًا خط أنابيب النفط العراقي المرتبط بالبحر الأبيض المتوسط عبر سوريا ولبنان. وقد اتفقت طهران والرياض في مباحثاتهما في بكين من 6 إلى 10 مارس الماضي، على تفعيل الاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.

وتنص هذه الاتفاقية التي تتكون من مقدمة و8 مواد، على تعاون البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والتقنية والثقافية والرياضية والشبابية.

اقرأ أيضًا: ما هدف الصين من التوسط في اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران؟

ربما يعجبك أيضا