هل تكون COP27 قمة وفاء الدول الغنية بتعهداتها المالية بشأن المناخ؟

أحمد السيد

الصين الأكثر تسببًا في الانبعاثات الكربونية بـ11 مليون طن سنويًّا، ثم أمريكا بـ5.1 مليون طن، والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بـ3.3 مليون طن.. فهل تمول الدول الغنية جهود مكافحة تغير المناخ؟


تسهم الدول الغنية على مستوى العالم بالنسبة الأكبر في تلوث المناخ، رغم التعهدات العالمية بخفض الانبعاثات الكربونية الضارة.

وأعادت دول أوروبا تشغيل محطات الفحم الملوثة للبيئة، من أجل توليد الطاقة لأصعب شتاء يمر عليها من جراء توقف إمدادات الغاز الروسي، في وقت تحتاج فيه جهود مكافحة تغير المناخ إلى تمويل ضخم تعهدت به الدول الغنية ولم تنفذه بعد.

الصين وأوروبا أكثر تلويثًا للعالم

تأتي الصين على قمة دول العالم الأكثر تسببًا في الانبعاثات الكربونية بـ11 مليون طن سنويًّا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ5.1 مليون طن، والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بـ3.3 مليون طن ثم الهند بـ2.5 مليون طن، وروسيا بـ1.7 مليون طن، وفق تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 21 نوفمبر 2021.

وأعلنت ألمانيا والنمسا إعادة تشغيل محطات الطاقة العاملة بالفحم لأسباب طارئة، ورفعت هولندا جميع القيود المفروضة على محطات الطاقة التي تستخدم الوقود الأحفوري، والتي كانت تقتصر على إنتاج ثلث الطاقة في هولندا، وفق ما نشره موقع قناة “يورو نيوز” في 24 يونيو 2022.

الدول المصدرة للانبعاثات

بريطانيا تعيد محطات الفحم

في 31 مايو 2022، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستمدد خدمة المحطات الحرارية العاملة بالفحم الحجري، والتي كان مفترضاً أن تتوقف عن العمل نهائياً أواخر هذا العام، وذلك بسبب أزمة إمدادات الطاقة العالمية الراهنة، بحسب إندبندنت عربية، في 31 مايو 2022.

قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها، إن الاستهلاك العالمي للفحم من المرجح أن يرتفع 0.7% في العام الحالي 2022، ليصل إلى 8 ملايين طن، بدعم الحرب الروسية، فضلا عن أن استهلاك الفحم في الاتحاد الأوروبي يتجه نحو الارتفاع 7% هذا العام، مع سعي الدول الأعضاء لتوفير إمدادات الغاز المتراجعة، وفق ما نشرته منصة “الطاقة“، في 28 يوليو 2022.

صدارة أمريكية صينية لانبعاثات الكربون

حسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، في 29 أكتوبر 2021، تصدرت الصين وأمريكا قائمة الدول الأعلى في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، لذا فإن أي محاولة لمعالجة أزمة المناخ ستحتاج إلى خفض كبير للانبعاثات من هاتين الدولتين القويتين.

وأشار التقرير إلى أن انبعاثات الصين تزيد على ضعف الانبعاثات الصادرة عن الولايات المتحدة، ولكن تاريخيًّا، أصدرت الولايات المتحدة انبعاثات أكثر من أي دولة أخرى في العالم.

الصين تصدر 14 مليار طن متري انبعاثات

أصدرت الصين 14.1 مليار طن متري في عام 2019، وهذا أكثر من ربع إجمالي انبعاثات العالم. وعلى النقيض من ذلك، كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن 5.7 مليار طن، 11% من إجمالي الانبعاثات، تليها الهند (6.6%) والاتحاد الأوروبي (6.4%).

وحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي” نشرته أمس الأول الأحد، يأتي انعقاد قمة المناخ العالمية cop27 في شرم الشيخ بمصر، بعد وقوع عدد من الكوارث، من فيضانات أودت بحياة أكثر من 1700 شخص في باكستان، إلى جفاف أدى إلى تدمير المحاصيل في الصين وإفريقيا وغرب الولايات المتحدة.

55 دولة معرضة للخطر بسبب تغيرات المناخ

خسائر مليارية تنتظر الدول الفقيرة بسبب التغيرات المناخية

خسائر مليارية تنتظر الدول الفقيرة بسبب التغيرات المناخية

أشار تقرير “سي إن بي سي” إلى تعرض 55 دولة للخطر بسبب تغيرات المناخ، وقدر الخسائر المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الماضيين بنحو 525 مليار دولار.

وتمثل خسائر هذه الدول نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي لها جميعًا. وتشير أبحاث إلى أن هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار كل عام.

الدول الغنية يجب أن تدفع.. وماكرون يؤيد

تقول الدول المعرضة للخطر ونشطاء المناخ، إن الدول الغنية التي تسببت في الجزء الأكبر من تغير المناخ بانبعاثاتها على مدار التاريخ يجب أن تدفع الآن، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خشية الدخول في دوامة من الالتزامات، وفق “سي إن بي سي”.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين 7 نوفمبر 2022، إن بلاده ستسهم بملياري دولار لدعم الحياد المناخي عالميا. وأضاف خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر COP27 بمدينة شرم الشيخ، أن الدول الغنية يجب أن تفي بوعودها بشأن التحول إلى الطاقة النظيفة، حسب ما نقلته فضائية “إكسترا نيوز” المصرية.

ربما يعجبك أيضا