هل يجلب الغاز ترقية إستراتيجية لقطر وسط صراع روسيا وأوكرانيا؟

authoraccount401

رؤية

واشنطن – لا حديث يعلو في الآونة الأخيرة على حديث المواجهة المحتملة بين روسيا من جهة وأوكرانيا من الجهة المقابلة ومن خلفها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي “ناتو” والاتحاد الأوروبي.

يظهر الحدث على أنه الأكثر تأثيراً على مجريات السياسة العالمية والاقتصاد على حد سواء، لكن يبدو أن هذا الصراع الذي قد يوقف إمدادات الغاز لأوروبا في شتاء شديد البرودة جاء بما تشتهي السفن القطرية.

أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني بدأ زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، أول أمس (الأحد)، بعد أن أعد لها العدة خلال الفترة الماضية، عبر مباحثات مع إيران وتجهيز صفقة شراء طائرات شحن من شركة “بوينج” الأمريكية، وأمور أخرى.

حليف رئيسي

أبلغ الرئيس الأمريكي بعد لقائه بأمير قطر الكونجرس بأنه يعتزم تصنيف الدوحة كـ “حليف رئيسي من خارج ناتو”، حسبما ذكرت عدة وكالات أنباء من بينها وكالة “سبوتنيك” الروسية، وهو ما يسمح بعلاقات عسكرية وتجارية أوسع بين البلدين، ما يعني نجاحها في الترقي الإستراتيجي الإقليمي من حيث العلاقات الديبلوماسية، والدور الاقتصادي، فضلاً عن الحصول على عتاد عسكري متطور مقارنة ببعض دول المنطقة.

تقول وزارة الخارجية الأمريكية إن تسمية دولة كحليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو تعد رسالة رمزية لقوة العلاقات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بتلك الدولة، وفقا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.

تعاون عسكري

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في تصريحات سابقة إن “هذا التصنيف سيغير الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة وجيشها مع قطر”.

كيربي أكد خلال مؤتمر صحفي أن هذا التصنيف “سيفتح نطاقاً جديدا من الفرص والتدريبات والعمليات، وربما الحصول على معدات عسكرية كذلك”.

وهناك 17 دولة تقع ضمن هذا التصنيف حالياً، بينها 6 دول عربية، هي مصر، والأردن، والبحرين، والكويت، والمغرب، وتونس.

من جهته قال الخبير العسكري، ديفيد دي روش إن وضع الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو يجلب بعض الفوائد اللوجستية، مثل الأولوية للحصول على معدات عسكرية أمريكية.

وبحسب صحيفة “الشرق” القطرية، فإن للدول التي تحمل هذا التصنيف استضافة مخزونات من العتاد الاحتياطي للقوات الأمريكية، كما يحق للشركات الخاصة من هذه الدول تقديم عطاءات للحصول على عقود لصيانة أو إصلاح المعدات العسكرية الأمريكية، وتسهل كذلك إبرام اتفاقات للتدريب العسكري مع واشنطن.

تلبية احتياجات الغاز

في المقابل، يعد المطلب الرئيسي من قطر مقابل كل هذه الامتيازات هو تلبية احتياجات السوق الأوروبية من الغاز والتي ستئن جراء وقف الإمدادات الروسية حال نشوب صراع شرق مع أوكرانيا.

في هذا السياق، قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، سعد بن شريدة الكعبي، اليوم (الثلاثاء)، إن قطر لا يمكنها تلبية جميع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز وحدها.

وكشفت مصادر مطلعة لرويترز، أمس (الاثنين)، عن أن قطر طالبت الاتحاد الأوروبي بضمان ألا تتم إعادة بيع أي إمدادات غاز طارئة للاتحاد خارج التكتل، وذلك إذا كان يريد من قطر ومنتجين رئيسيين آخرين للغاز أن يوفروا إمدادات طارئة في حال نشوب صراع بين روسيا وأوكرانيا.

تسوية

ونقلت الوكالة عن المصادر قولها إن قطر طلبت التوصل إلى تسوية لتحقيق يجريه الاتحاد الأوروبي، بخصوص العقود القطرية طويلة الأمد للغاز، التي تقول المفوضية الأوروبية إنها ربما تمنع التدفق الحر للغاز إلى أوروبا وسوقها الموحدة للغاز.

وتمس مطالب قطر جوهر قواعد تحرير سوق الغاز الأوروبية، في حين يرى الاتحاد الأوروبي أن تجارة الغاز الحرة تماما ضرورية لأمن الطاقة، لكن كبار المنتجين وبعض المستهلكين للغاز يرون أن الإصلاحات التي جرت في العقدين الماضيين كانت كثيرا ما تثير الاضطرابات وتقود لرفع الأسعار.

ويرى خبراء أنه مع ارتباط قطر بعقود طويلة الأمد مع زبائن كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.

وقد تقدّم قطر بعض المساعدة، بينما تسعى للحصول على موطئ قدم أكبر في أوروبا، وتسجيل نقاط دبلوماسية ثمينة، لتصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الخليج.

ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 40% من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا.

ربما يعجبك أيضا