هل يخدم الانتشار النووي في بيلاروسيا أهداف بوتين في أوكرانيا؟

شروق صبري
بوتين يصدر مرسومًا بتعيين سفير جديد في ليبيا

أثار قرار الرئيس الروسي نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا انتباه المعلقين والخبراء العسكريين.. فهل يقدم على هذه الخطوة؟


حذرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية من النظر لتهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنشر أسلحة نووية تكتيكية بالخارج على أنها رسائل دعائية.

وقالت، في تقرير نشرته يوم الجمعة 31 مارس 2023، إن هذا التصريح خرج في أعقاب اجتماع بوتين، الذي استمر 3 أيام مع نظيره الصيني، شي جين بينج، في موسكو، وتوقيع البلدان عددًا من الاتفاقات بشأن التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي في المستقبل.

مخاوف روسية

رجحت المجلة أن روسيا والصين تعملان الآن على نحو صريح ومشترك على إنشاء نظام عالمي جديد، يهمّش الولايات المتحدة، ومن وجهة نظرهم، استبدال نظام متعدد الأقطاب بالعالم أحادي القطب الذي تهيمن عليه واشنطن، ملائم للأهداف الصينية والروسية.

وأشارت إلى أن المصافحة الذهبية بين شي وبوتين منحت إحساسًا متجددًا بالثقة لروسيا، في ما يتعلق بأهدافها السياسية والعسكرية. ومع ذلك، فإن نقل بوتين البنادق العسكرية لمنطقة الصراع، والرسائل النووية التي صرح بها، لا تدل على الثقة، لكنها علامة على عدم اليقين واليأس، وفق تعبير المجلة.

اقرأ أيضًا| الصين تعلن عزمها تعزيز التعاون العسكري مع روسيا.. ما الدلالات؟

 بوتين يشدد على أهمية تعزيز الإمكانات الدفاعية لدولة الاتحاد

عثرات روسية

لفت تقرير ناشيونال إنترست إلى أنه بعد أكثر من عام من القتال في أوكرانيا، لم تتمكن القوات الروسية من إبرام صفقة، وفشلت الحرب الخاطفة الأولية في الاستيلاء على كييف، أو إجبار حكومة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على الاستسلام.

وأسفرت العمليات العسكرية الروسية في شرق وجنوب أوكرانيا عن الجمود وحد أدنى من التقدم، وكانت الخسائر هائلة والقوات محبطة. إضافة إلى ذلك، فإن فصائل السيلوفيكي (النخبة الأمنية الروسية) باتت على خلاف واضح مع مجموعة فاجنر المسلحة وقوات الجيش النظامي. وأدت زيادة التجنيد إلى فرار العديد من الشباب في سن التجنيد من البلاد، وفق ما جاء في التقرير.

الحرب الروسية الأوكرانية

حرب استنزاف

حسب المجلة الأمريكية، لم تؤثر العقوبات الاقتصادية في روسيا، كما كان يأمل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا يزال غالبية الجمهور الروسي يدعم الحرب في أوكرانيا. ويتوقع القادة السياسيون والعسكريون الروس أن تنتهي الحرب في صالح موسكو، بسبب تعداد سكانها الأكبر ومواردها الأكبر.

من ناحية أخرى، تُميز العقلية الروسية بين حروب الإبادة، التي يتحقق فيها نصر حاسم بعملية عسكرية سريعة، وحرب استنزاف، ويحاول طرفان استنزاف بعضهما البعض، بسبب القوة البشرية والموارد والإرادة، فترة طويلة من الزمن. وقد ينطبق هذا التمييز على الحرب في أوكرانيا.

اقرأ أيضًا| بوتين: التعاون مع بيلاروسيا يجري بفعالية رغم العقوبات الغربية

 ماذا يعني انضمام فنلندا لحلف الناتو؟

إحياء الناتو

أشارت المجلة الأمريكية إلى أن توحيد وإحياء الناتو، كتحالف سياسي، وزيادة قدراته العسكرية، مقارنة بروسيا، ودخول فنلندا (وربما السويد) إلى عضوية الحلف، دفع موسكو للإقدام على خطوات حاسمة، مضيفة أن بوتين أدرك أن روسيا تواجه ضرورة ملحة لإظهار النتائج في ساحة المعركة، ما دفعه للاستعداد لهجوم كبير مخطط له في وقت لاحق من هذا الربيع.

من ناحية أخرى، يخطط الأوكرانيون أيضًا لشن هجمات مضادة في الشرق والجنوب، ووعدت الولايات المتحدة، مع حلفائها في الناتو، بتسليم أسلحة أكثر تقدمًا إلى كييف، مثل الدبابات الحديثة وناقلات الأفراد، والصواريخ بعيدة المدى، والطائرات دون طيار، إضافة للدعم الاستخباراتي لعمليات ساحة المعركة.

لماذا تهدد روسيا بالنووي؟

لفتت المجلة الأمريكة إلى أنه إذا واجهت روسيا انتكاسات خطيرة في ميدان المعركة إلى الحد، الذي تفقد فيه الأهداف الأساسية، وإذا استعادت أوكرانيا جميع أراضيها السابقة، فمن الممكن اتخاذ قرار روسي بشأن الاستخدام الأول للأسلحة النووية “المحدودة”.

ورأت أن روسيا قد تتخذ هذا القرار، ليس فقط كوسيلة للتعويض عن حرب تقليدية هُزمت فيها، لكن أيضًا على افتراض أن إطلاق أول سلاح نووي منذ قصف ناجازاكي سيكون له قيمة صدمة غير مسبوقة، وقد يذهل القيادة العليا الأوكرانية ويقسم الناتو سياسيًّا، ويخلق خوفًا جماهيريًّا في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، ويدفع العالم نحو الإذعان للشروط الروسية للتسوية السلمية.

فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو

فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو

رد فعل الناتو على الاستخدام النووي

حذرت المجلة الأمريكية من تغيير طبيعة الحرب من حقبة إلى أخرى، بناءً على التغييرات في التكنولوجيا والتكتيكات، مشيرة إلى أن الحروب الطبيعية تميل إلى التصعيد في عمليات القتال.

لكن، إذا تُرك القتال لأجهزة غير منضبطة، فالحرب سيكون لديها ميل طبيعي للتوسع في الدمار. وبالتالي فإن رد فعل الناتو على الاستخدام النووي الروسي للمرة الأولى قد لا يكون إذعانًا، بل انتقامًا.

إثارة الرأي العام

رأت المجلة الأمريكية أن الطلقة النووية “التجريبية”، التي قد تطلقها روسيا، كتفجير سلاح حول الأصول العسكرية الفضائية المهمة، أو تعطل الاتصالات الأرضية وأنظمة التحكم، قد يفشل في تحقيق النتائج المرجوة. وبدلًا من إذهال الناتو ودفعه إلى التراجع، قد يؤدي إلى إثارة غضب الرأي العام والنخبة ضد روسيا.

وتعتقد المجلة أن قرار روسيا بنشر بعض أسلحتها النووية في بيلاروسيا رسالة خاطئة، تستند إلى منطق خاطئ، فربما الهدف منها ردع عمليات الكوماندوز الأوكرانية أو المعارضين البيلاروسيين لنظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

ربما يعجبك أيضا