واحة ليوا ومكة ونهر النيل.. بعدسة هزاع المنصوري في وداعه للفضاء

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

رحلة قصيرة المدى كبيرة الأثر، قام بها أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، حققت حلمه منذ الطفولة، وحلم الشيخ زايد آل نهيان، وحلم الإماراتيين والعرب معه، وخلدت اسم الإمارات وتجاربها لأول مرة خارج الغلاف الأرضي.

عاش العرب مع هزاع تفاصيل رحلته في الفضاء التي يختتمها اليوم ويعود إلى الوطن “الإمارات” بعد أسبوع مثمر في محطة الفضاء الدولية، واستغل هزاع وجود أول عربي إماراتي هناك واستخدم عدسة كاميرته في توثيق لقطات لدولة الإمارات وغيرها من المعالم العربية البارزة من الفضاء، ومن أبرزها :

أول صورة:

علق عليها هزاع قائلا: “وأخيراً، أوثّق حلمي من الجانب الآخر من السماء، لتكون أعين هزاع نافذتكم إلى الفضاء. بعدستي، ألتقط أول صورة من محطة الفضاء الدولية”.

دولة الإمارات من الفضاء:

التقط المنصوري من الفضاء صورة تظهر دولة الإمارت في كوكب الأرض بوضوح، ونشرها مرفقة بعبارة “من أسعد رائد فضاء إلى أسعد شعب.. هنا التاريخ.. هنا الإمارات من الفضاء”.

مكة المكرمة:

وقال: صورة فضائية لمكة المكرمة، حيث تهفو قلوب المؤمنين، وتلهج ألسنتهم بالابتهال إلى الله، مع كل الحب للمملكة العربية السعودية الشقيقة.

شمال أفريقيا ونهر النيل:

صورة واضحة لشمال أفريقيا ويظهر فيها بوضوح نهر النيل في الجزء الشرقي منها.

واحة ليوا:

وعلق قائلا:”من هنا بدأ كل شي، من كثبان ليوا في الربع الخالي. نظرت للغيوم وحلمت بأن أصبح طياراً، ونظرت للنجوم وحلمت بأن أصبح رائد فضاء. واليوم أنظر إليك يا وطني من الطرف الآخر وأحلم أن أعود إليك لأقبل ترابك الطاهر بعد أن شارفت المهمة على الانتهاء. حلم بدأ من الصحراء أعانق به الآن الفضاء.

ولم ينس هزاع مشاركة صورة صديقه “سهيل” الدمية رائد الفضاء:

ومكانه المفضل 

كانت تلك الصور واللقطات الخيرة التي شاركها هزاع قبيل انطلاق رحلة العودة من محطة الفضاء الدولية إلى الأرض، في رحلة انطلقت صباح اليوم الخميس في تمام الساعة 11:37 ص بتوقيت الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن تهبط المركبة في كازاخستان تمام الساعة 2:59 بتوقيت الإمارات.

ونشرت وكالات الأنباء الإماراتية لقطات فيديو للحظة إغلاق مدخل مركبة “سوريوز” التي ستقل هزاع وزملاؤه رائد الفضاء الأميركي “نيك هايغ” ورائد الفضاء الروسي “أليكسي أوشينين” اسعدادا لانفصال المركبة عن محطة الفضاء الدولية.

وتتكون مركبة الفضاء الروسية “سويوز إم إس 12” من 3 أجزاء؛ هي: “الوحدة المدارية” و”وحدة الالتحام” و”وحدة الهبوط” وأثناء عودتها إلى الأرض تنفصل الأولى والثانية، وتحترقان في الجو، لتبقى الأخيرة التي تحمل رواد الفضاء.

يبدأ التحضير للعودة إلى الأرض قبل يوم من انفصال المركبة من المحطة؛ حيث يجري أفراد الطاقم اختبارات على أنظمة التحكم والملاحة، بعدها يستعدون للدخول إليها، ويتم غلق البوابات التي تربطها بالمحطة، مع إجراء فحوص التسرب قبل إعطاء إشارة الجهوزية التامة، وعند التأكد من سلامة وعمل كل الأجهزة داخل المركبة، يبدأ القائد بفصلها عن المحطة بسرعة بطيئة جداً، ويراقب الرواد الذين يقيمون في المحطة حالة المركبة واستقرارها؛ من خلال آلة تصوير خارجية مثبتة على “سويوز إم إس 12”.

وعندما تصل المركبة إلى ارتفاع نحو 120 كليومتراً من سطح الأرض، تبدأ مرحلة “واجهة الدخول”، وفيها تكون المركبة قد تخلصت من ثلثي كتلتها، وبدأ احتكاكها بالغلاف الجوي يُسخن سطحها الخارجي، وفي هذه المرحلة (قبل نصف ساعة من الهبوط على الأرض)، يعمل الطاقم على إبطاء سرعة نزول المركبة، ثم تبدأ المركبة بالهبوط بسرعة 230 متراً في الثانية، ويتم تخفيض سرعتها تدريجياً إلى أن تصل إلى أمتار قليلة في الثانية.

وقبل 15 دقيقة من الهبوط تبدأ مرحلة نشر المظلات، وفيها يتم فتح أربع مظلات، تعمل على إبطاء هبوط المركبة بشكل كبير لتصل سرعة نزولها إلى نحو 79 متراً في الثانية.

وفي المرحلة الأخيرة من الهبوط يتم إطلاق مظلة عملاقة تبلغ مساحتها 10767 متراً مربعاً، تعمل على التحكم بزاوية ودرجة نزول المركبة، إضافة إلى إبطاء حركتها بشكل كبير جداً لتصل إلى سبعة أمتار في الثانية، وقبل الهبوط الرئيسي بثوانٍ تبدأ ثلاث محركات صغيرة بالعمل؛ لتخفيف سرعة هبوطها إلى أبعد درجة للنزول بشكل مريح، وعلى الرغم من ذلك وبحسب تجارب الكثير من رواد الفضاء فإن ارتطام المركبة بالأرض يشبه التعرض لحادث سير بسيارة.

بعد الهبوط، وتحديد موقع المركبة بواسطة قمرين صناعيين، يهرع فريق من المنقذين المختصين إلى المكان، ويتم قطع حبال المظلة؛ لمنع سحب الكبسولة بواسطة الريح، وتفتح صمامات نظام التنفس في المركبة الفضائية، وتتم مساعدة رواد الفضاء وإخراجهم من المركبة.

وبثت وكالة “ناسا” للفضاء في بث مباشر لقات لانفصال مركبة هزاع المنصوري وزملاؤه واستعدادها للهبوط على الأرض:

ربما يعجبك أيضا