وداعا يا رفاق العمر.. الأفوكاتو مديحة: إني راحلة

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

رحلت عن عالمنا الفنانة المصرية الكبيرة، مديحة يسري، أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ97 عامًا، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، بعد رحلة فنية حافلة بدأت قبل أكثر من سبعة عقود، وكانت واحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم، خلال حقبة الأربعينات، في هذا التقرير نرصد لكم أبرز المحطات في حياة سمراء النيل:

البداية الحقيقية

كانت بدايتها الحقيقية حين اكتشفها “يوسف بِك وهبي” وهي تؤدي مشهدًا في إحدى البلاتوهات فاستدعاها هو وشريكه “توجو مزراحي”، وعرض عليها العمل معه في ثلاثة أفلام بشكل حصري، وهي “ابن الحداد، فنان عظيم، أولادي”. وقدم لها دور البطولة في فيلم “الفنان العظيم” حيث قامت بدور مديحة، في نفس العام قامت الفنانة ببطولة فيلم شهر العسل مع الفنان فريد الأطرش، وخلال مشوار فني طويل امتد حتى عام 2012 قدمت عددًا كبيرًا من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا وتنوعت أدوارها بين أدوار البطولة والابنة والحبيبة ثم الأم في مراحل متقدمة، وقدمت في مشوارها رصيد فنى كبير يزيد عن 90 فيلمًا، وكان آخر ظهور سينمائى لها فى فيلم “الإرهابى” مع الفنان “عادل إمام” في عام 1994م، كما قدمت على شاشة التلفزيون مسلسلات “لؤلؤ وأصداف” و”الرجاء التزام الهدوء” و”وداعا يا ربيع العمر” و”صباح الورد” و”هوانم جاردن سيتي” و”يحيا العدل”. 

الحب وزيجاتها الـ4 

تزوجت مديحة يسري أربع مرات من الملحن والممثل محمد أمين، ثم الممثل والمخرج أحمد سالم، ثم المغني محمد فوزي، وأخيرا الشيخ إبراهيم سلامة راضي.

“مطرب يدخر الحب ويتزوج من غزالة”.. هكذا كتبت مجلة الكواكب، بعد زواج مديحة يسري من الفنان محمد فوزي، وإعلان زواجهما عام 1952، وجسدت تلك العلاقة أسمى معاني الحب، حيث جمعتهما الحياة صدفة، وبدأت مسيرة من العشق تخللها مشوار من الإبداع، ولكن انتهى بمأساة بطلتها “الغيرة”، بعد 7 سنواتٍ فقط من زواجهما، ولكن عند سؤالها في حوار لها مع الإعلامي عمرو الليثي، من هو أكثر شخص أحببتيه، سارعت تقول “أحمد سالم”، مؤكدة أن السبب في ذلك هو عدم خيانته لها، فكان سبب طلاقها دائمًا هو الخيانة.

وفاة ابنها وأزمتها النفسية

سبب وفاة ابنها الشاب الرياضي عمرو في حادث سيارة، لها أزمة نفسية كبيرة، وقالت عنه: “لقد سببت وفاة عمرو لي ألماً اعتزلت بسببه عن العالم لأكثر من عام، كرست الوقت فيه للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتي على اجتياز المحنة والخروج إلى المجتمع من جديد، إنني لم أنسَه يوماً، وما زلت أحتفظ بصور كثيرة له في منزلي، وأنا أشعر به ينتظرني على باب الجنة لنكون معاً في الآخرة”.
 

ولدت الفنانة الراحلة باسم “هنومة حبيب خليل” في عام 1921 بالقاهرة، وبدأت رحلتها مع السينما بمشهد صامت في فيلم “ممنوع الحب” من بطولة محمد عبد الوهاب عام 1942، بعد أن اكتشفها المخرج المصري الرائد “محمد كريم”، وشاركت معه أيضًا بدور صغير في فيلم “رصاصة في القلب”، مما أهلها لدور البطولة للمرة الأولى في عام 1942 في فيلم “أحلام الشباب”.

ربما يعجبك أيضا