وزيرة الثقافة الأردنية لـ«رؤية»: مشاركتنا الاستثنائية بمعرض القاهرة للكتاب تتويج لدور المملكة

يحل الأردن ضيف شرف هذا العام على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54، باختيار وزارة الثقافة المصرية منذ نهاية دورة 2022.

وقبل انطلاق المعرض في 24 يناير 2023، وصلت وزيرة الثقافة الأردنية إلى القاهرة، لمتابعة المشاركة الاستثنائية لبلادها بأحد أعرق معارض الشرق الأوسط، وهو ما رأته تتويجًا للثقافة الأردنية ودورها، خلال حوار أجرته معها شبكة رؤية الإخبارية.

ما تطلعات الأردن من المشاركة في معرض القاهرة؟

تلقت وزارة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، دعوة من وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب، في العام الماضي، للمشاركة ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، تقديرًا لدور الأردن الثقافي. وقد لاقى الاختيار ترحابًا لما للأردن من مكانة في قلوب المصريين، والعكس بالعكس.

وتقول الوزيرة هيفاء النجار إنه “بكل المحبة والجمال، نتطلع إلى مشاركة تؤكد دور الثقافة الأردنية ببعدها الوطني والعربي والإقليمي والدولي، بهدف التعريف والاعتزاز بالمثقف الأردني وبمنجزنا الثقافي المرتبط بقيم الدولة الأردنية ودور الرؤية الملكية السامية للحفاظ على ثوابت الأمة”.

وزيرة الثقافة الأردنية

كيف استعد الأردن للمشاركة الاستثنائية بمعرض القاهرة؟

اعتبرت وزيرة الثقافة الأردنية مشاركة المملكة ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، تتويجًا للأردن من حيث تأطير ثقافتها ورموزها الإبداعية، التي رسخت مكانتها عربيًّا ودوليًّا، واستدركت قائلة: “نسعى للثقافة بكل أصالتها، لنضع لها مكانتها وتقديرها الرفيع”.

وبمجرد أن أعلنت وزارة الثقافة المصرية اختيار الأردن ضيف شرف دورة 2023، شكلت المملكة لجنة عليا لإدارة الملف تتكون من وزارتي الثقافة والسياحة، وأمانة العاصمة عمّان، ومؤسسة عبدالحميد شومان، واتحاد الناشرين الأردنيين، ومؤسسة التوثيق الملكي.

ما محاور المشاركة الأردنية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 54؟

قالت الوزيرة هيفاء النجار لـ”رؤية” إن المشاركة الأردنية في معرض القاهرة الدولي للكتاب تعتمد على 3 محاور، هي جناح ضيف الشرف، والبرنامج الثقافي، والبرنامج الفني.

وتشارك في الجناح مديرية التراث الأردنية تمثيلًا للديوان الملكي الهاشمي، ووزارة الثقافة، ووزارة السياحة، ووزارة الاتصال الحكومي، وهيئة تنشيط السياحة، وأمانة عمّان، ومؤسسة عبدالحميد شومان، واتحاد الناشرين الأردنيين.

وزيرة الثقافة الأردنية

كيف تؤثر المشتركات الثقافية في العلاقة بين مصر والأردن؟

شددت النجار على أن القواسم المشتركة بين مصر والأردن حضارية وتاريخية، وقالت إن “بين البلدين الكبيرين مشتركات سياسية واجتماعية تدعمها القيادة العليا في كل بلد، جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي”.

وقالت وزيرة الثقافة الأردنية إن هذا “يؤطر علاقاتنا الثقافية نحو التميز، والتشاركية في التبادل الثقافي والمعرفي، تعزيز دور الفعاليات المشتركة والتدريب والنشر”.

كيف يتفاعل الأردنيون مع الثقافة المصرية؟

قالت الوزيرة هيفاء النجار إن الأردنيين يرون، بل يعيشون، روافد الثقافة المصرية في كل أزمانها وأماكانها.

ورأت أن هذا الوضع يتيح فرصة للاستفادة من حدث مثل معرض الكتاب المصري، لتوطيد العلاقات ونشر الثقافة الأردنية في مصر، في إطار التبادل الثقافي المميز الجاد في كل المناسبات والمهرجانات، وفي ظل العلاقات المميزة عربيًّا ودوليًّا.

كيف كانت تجربة اختيار إربد الأردنية عاصمة للثقافة العربية 2022؟

قالت النجار إن اختيار مدينة إربد الأردنية عاصمة للثقافة العربية 2022، أكد الإرادة والمحبة والدافعية المرسخة من الرؤية الملكية السامية، لتحريك الإبداع وصون الثقافة الأردنية بكل روافدها العربية والعالمية.

وذكرت الوزيرة أن احتفالية إربد بتلك المناسبة، حضرها معظم وزراء الثقافة والسياحة العرب، ما جعل المدينة نجمة ساطعة في سماء الثقافة العربية. وحققت الاحتفالية عدة نجاحات ينبغي البناء عليها لتطوير الواقع الثقافي في إربد بكل من فيها من كبار المبدعين.

كيف تغيرت إربد بعد تركيز وزارات الثقافة العربية عليها؟

صرحت النجار بأن احتفالية إربد باختيارها عاصمة للثقافة العربية 2022 مثلت نقطة تحول في القيام بدور إبداعي للثقافة الوطنية والهوية. وكان تعاون وزارة الثقافة والمؤسسات الأهلية ومؤسسة إعمار إربد، من مفاتيح نجاح الفعالية، مع تنوع أماكن الأنشطة بفضاءات المحافظة كافة.

وتضيف الوزيرة في حديثها إلى “رؤية”: “كنا في الاحتفالية ندعم جمالًا ثقافيًّا وفكريًّا مع مواهب وطاقات وقامات غيرت شكل المدينة، وستكون ضمن جناح الأردن بمعرض القاهرة، إصدارات مهمة للغاية بهذه المناسبة التي زخرت بالكثير من الإنتاجات الثقافية”.

كيف سيبدو جناح الأردن في معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

قالت هيفاء النجار إن “المشاركة الأردنية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ستكون منارة ثقافية، ومنارة للحب والجمال والتبادل المعرفي، والتنوير الذي تسير علية رؤيتنا في مجالات الإدارة الثقافية للأحداث الكبرى، والعلاقة والإنتاج مع روافد الثقافة المصرية”.

ولفتت الوزيرة إلى أن جناح ضيف الشرف صممته المهندسة المعمارية رولا الصناع، بطريقة تبين ملمح العمارة الأردنية، مستوحاة من جماليات هندسية تمثل المشهدية الأشهر للدخول إلى المدينة الوردية التي بناها الأنباط العرب، وتتمثل في السيق والخزنة.

معرض القاهرة الدولي للكتاب

ماذا يضم جناح الشرف الأردني بمعرض القاهرة؟

يحتوي جناح ضيف الشرف على رموز الأردن الوطنية، وأعمال فنية وصور فوتوغرافية لجماليات عدد من المدن والقرى والآثار والمرافق السياحية بالأردن، ومشغولات حرفية تتصل بالصناعات الثقافية، كالمطرزات والمنسوجات، إلى جانب نسخة من تمثال عين غزال، الأقدم في العالم، الذي يعود إلى أكثر من 7 آلاف سنة قبل الميلاد.

وتشتمل المشاركة الثقافية للمملكة الأردنية على جناح يضم الإصدارات الأردنية للكتاب والأكاديميين والباحثين الأردنيين، التي أصدرتها وزارة الثقافة وأمانة عمّان ومؤسسة شومان.

ماذا يمثل تولي امرأة لوزارة الثقافية في الأردن؟

تقول الوزيرة هيفاء النجار: “في عصرنا الحاضر، كما في مراحل ثقافية وإبداعية سابقة، للمرأة حضور فكري وإداري وإبداعي، أدخلت من خلاله روح المحبة والسلام في الإبداع، ومختلف مجالات الحياة”.

وأردفت أن “المرأة في المملكة الأردنية الهاشمية تميزت عن نظيراتها في بقية الدول، بحضورها الثقافي والإبداعي وتمكنها الإداري، وهذا شأن مهم لإحداث التحول وتوجيه مسارات التحديث”.

ماذا تمثل المرأة في الممكلة الأردنية؟

حسب ما صرحت وزيرة الثقافة الأردنية، تركت المرأة في الأردن مناخًا إبداعيًّا جادًّا ومتنوعًا، من خلال دورها في تشكيلة الحكومة الأردنية، بثقة وإصرار من جلالة الملك عبدالله الثاني على تمكين المرأة في كل الأدوار القيادة.

وتصف النجار المرأة بأنها “روح الحياة والعنوان الداعم لتنمية المجتمعات فكريًّا وإبداعيًّا”، وقالت إن “معالم الثقافة الأردنية تنيرها إبداعات المرأة التي تهيئ أجيالًا وتبنيها ثقافيًّا واجتماعيًّا، وتسهم في بناء الوطن بانخراطها في مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الأمنية”.