وزيرة الخزانة الأمريكية في الصين.. هل تنجح محاولات رأب الصدع؟

محمد النحاس

أين تتجه العلاقات الأمريكية الصينية؟


حثّت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، على توثيق الاتصالات بين الصين والولايات المتحدة، خلال زيارتها للصين. 

وعلى الرغم من التوترات بين البلدين، أظهرت مستويات التجارة بينهما خلال العام الماضي 2022، مدى عمق العلاقات التجارية والاقتصادية وتشابكها، فالعلاقة بين بكين وواشنطن تتعدى أبعاد التنافس الجيوسياسي. 

دعوة للتواصل 

دعت يلين، اليوم السبت 8 يوليو 2023، في ثاني أيام زيارتها للصين، إلى توثيق الاتصالات بين بكين وواشنطن، لتحسين “صنع القرار الاقتصادي” في ظل تعقيدات يعيش على وقعها الاقتصاد العالمي.

وحثت المسؤولة الأمريكية البارزة، الصين على الانضمام للمبادرة العالمية لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة التحديات المرتبطة بالتغيّر المناخي، وفق ما نقلت وكالة أنباء رويترز. 

محاولة لرأب الصدع 

حسب يلين التي ترأس الوزارة المسؤولة عن فرض التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، يوجد مجال واسع للانخراط في التجارة والاستثمار بين بكين وواشنطن. 

وأشارت، خلال لقائها المسؤولين الصينيين، إلى ضرورة التشاور في مجالات ذات الاهتمام المشترك، ومعالجة الخلافات من خلال الحوار.

وتُمثل زيارة وزير الخزانة الأمريكية أحدث محاولة لواشنطن لمحاولة رأب الصدع بين الجانبين، وتقليل مساحات الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق تقارير دولية.

دلالات مستوى التجارة الثنائية

رأت يلين أن المستوى القياسي للتجارة الثنائية بين البلدين عام 2022، سلط الضوء على وجود فرص كبيرة أمام شركات البلدين للتعاون في مجالات التجارة والاستثمار.

ويذكر أنه بلغ مستوى التجارة بين البلدين خلال العام الماضي، معدلًا قياسيًّا، ووصل لـ690 مليار دولار، رغم ما يكتنف العلاقات من توترات مستمرة. 

تبادل وجهات النظر

أوضحت يلين “توجد حاجة ملحة لأن يتواصل أكبر اقتصادين وسط توقعات اقتصادية معقدة، ويتبادلا وجهات النظر بشأن كيفية الاستجابة لمختلف التحديات”. 

وعلى الرغم من أن الوزيرة الأمريكية رأت أن مثل هذا المسار يساعد على التعامل مع التحديات الاقتصادية، أوضحت أن بلادها ترغب في رؤية “مجموعة عادلة من القواعد” التي من شأنها أن تعود بالنفع على البلدين.  

مخاطر التصعيد

قبل وصول يلين، أعلنت الصين فرض ضوابط تصدير على معدنين من المعادن الحيوية في صناعة أشباه الموصلات والسيارات الكهربية، بذريعة الحفاظ على مصالح الأمن القومي، في نهج مماثل لأسلوب الإدارة الأمريكية. 

ودائمًا ما تطالب الصين الولايات المتحدة بمطابقة “الكلمات بالأفعال”، وتشير بكين في هذا الصدد إلى استمرار فرض الولايات المتحدة للقيود على وصول الصين للرقائق الإلكترونية، وأشباه الموصلات. 

ورفضت بكين استئناف الاتصالات العسكرية بين الجانبين، في حين ترى واشنطن أن هذا النوع من التواصل يمنع الانزلاق في تصعيد عسكري غير مقصود، وخلال زيارتها حثّت يلين الصين على عدم السماح لأي خلافات “أن تؤدي إلى سوء تفاهم، لا سيما الناجمة عن انعدام الاتصالات”.

قضايا المناخ 

بشأن قضايا المناخ، قالت يلين، يوم السبت، إن الصين لديها القدرة على مساعدة العالم في مواجهة “التهديد الوجودي” لتغير المناخ، في حين ترى الصين أن الأمر يقع على عاتق الدول “المتقدمة” التي تشير بها إلى عادةً إلى الغرب. 

وقالت المسؤولة الأمريكية “التعاون في التمويل المناخي مسؤولية لأكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، وأكبر مستثمرين في الطاقة المتجددة”، موضحةً “يجب على بكين وواشنطن أخذ زمام المبادرة في مساعدة الدول الفقيرة على تحقيق أهدافها المناخية، والتعامل مع تأثير تغير المناخ”، وفق ما نقلت رويترز.

خلافات وآمال 

الخلاف بين بكين وواشنطن، متعدد المستويات، فبداية من تايوان، والهيمنة الإقليمية وحتى العلاقات التجارية والاقتصادية، فضلًا عن الساحات التقنية، خاصةً الرقائق الحساسة، بالإضافة إلى الموقف من حرب أوكرانيا.

والشهر الماضي، زار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الصين في محاولة لرأب الصدع، لكن الخلافات سرعان ما تطفو على السطح مجددًا. 

وتبقى آمال الجانبين معقودة على تعزيز كل طرف لموقفه، ما يحقق أكبر قدر من المكاسب دون انزلاق المنافسة إلى صراع، ولن يكون في مصلحة واشنطن وبكين، غير أن خيار التواصل لا يزال بابًا مفتوحًا لكل طرف، وفق تقديرات دولية.

اقرأ أيضًاالصين: على أمريكا التوقف عن التدخل في شؤوننا

اقرأ أيضًاأمريكا تحشد الدعم لمؤسسات التمويل الدولية لمقاومة نفوذ الصين

ربما يعجبك أيضا