وزير خارجية تركيا يزور طهران غدًا الأحد.. ما الأهداف؟

يوسف بنده

تلعب طهران دور وساطة بين أنقرة ودمشق وسط مخاوف مشتركة من تصاعد الدور الكردي في منطقة شرق الفرات بدعم أمريكي.


يجري وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، زيارة لطهران، غدًا الأحد 3 سبتمبر 2023، تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وحسب ما أفادت وكالة فارس الإيرانية، اليوم السبت، من المتوقع أن يجري فيدان اتصالات رفيعة المستوى في إطار زيارته، وأن يتبادل الوزيران وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

اجتماع عبد اللهيان مع الأسد

اجتماع عبد اللهيان مع الأسد

رسالة من دمشق

تأتي زيارة الوزير التركي بعد عودة نظيره الإيراني من سوريا، حيث شدد الرئيس السوري، بشار الأسد، على أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية “أمر حتمي لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا).

اقرأ أيضًا: هل تنجح إيران في تعديل مسار محادثات آستانة بشأن سوريا؟

ولعبت إيران دور وساطة للمصالحة بين دمشق وأنقرة، وسط مساعٍ روسية لاستضافة اجتماعات لإعادة العلاقات بين البلدين، في ظل وجود القوات الروسية إلى جانب الإيرانية والتركية داخل المناطق الحدودية في سوريا، وإصرار دمشق على انسحاب القوات التركية أولًا قبل الحديث عن أي مصالحة سياسية مع أنقرة.

اقرأ أيضًا: عبداللهيان في دمشق.. هل تقود إيران وساطة بين سوريا وتركيا؟

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري فيصل المقداد، قال عبداللهيان: “لن يسهم الوجود العسكري للدول الأجنبية في سوريا في توفير الأمن لهذا البلد. نتفهم مخاوف تركيا، لكننا نعتقد أن الأسلوب العسكري في سوريا ليس هو الحل، ونعتبر أن إطار الاجتماع الرباعي هو المسار الدبلوماسي الأنسب للاتفاق وإرساء الأمن على الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا”.

قوات قسد الكردية

قوات قسد الكردية

اشتباكات كردية-عربية

أيضًا تأتي هذه الزيارة بعدما أصدرت وزارة الخارجية التركية، أمس الجمعة، بيانًا بخصوص الاشتباكات بين عشائر عربية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في دير الزور شرقي سوريا. وقالت الخارجية التركية في بيانها: “نتابع من كثب وبقلق الاشتباكات التي تدور منذ فترة في ريف دير الزور، بين فروع التنظيم الإرهابي الانفصالي في سوريا، وبعض العشائر العربية”.

وتسعى طهران لاستغلال الورقة الكردية لتحقيق تقارب بين دمشق وأنقرة، خاصة وأن إيران تشارك تركيا مخاوفها من قيام كيان سياسي مستقل للكرد داخل الأراضي السورية، بما ينعكس على الكرد داخل إيران وتركيا.

وتتألف “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة من فصائل كردية وعربية، على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، وتتمركز على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور. وتتولى الإدارة الذاتية الكردية، وجناحها العسكري ”قسد”، إدارة مناطق سيطرتها، خصوصًا ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية، في محاولة للتخفيف من الحساسية العربية-الكردية.

63c57fcf4236045f5a683e4f

مسار آستانة

التعاون مع روسيا

أيضاً تأتي زيارة فيدان لطهران بعد زيارته لروسيا، الحليف المشترك مع إيران، يومي الخميس والجمعة الماضيين. فحسب ما أفادت قناة روسيا اليوم، تناولت زيارة فيدان العديد من ملفات التعاون بين روسيا وتركيا، بدءًا من أوكرانيا وحتى سوريا.

اقرأ أيضا: لقاء سوري تركي بحضور إيران.. تطبيع العلاقات ومشاورات لمواجهة الأكراد

وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إن روسيا تعتزم مواصلة الشراكة الثنائية الاستراتيجية مع تركيا لحل مجموعة مختلفة من المسائل. ولفت شويجو إلى الأمور المتعلقة بالعمل في سوريا، قائلًا: “المشروع الذي بدأناه معكم هو إقامة علاقات بين تركيا وسوريا بمشاركتنا، ثم انضم الزملاء الإيرانيون إلى هذا المشروع”.

اقرأ أيضا: مبادرة روسية لإعادة العلاقات بين سوريا وتركيا.. ما العقبات؟

ربما يعجبك أيضا