وسط الضغوط لوقف إطلاق النار.. الولايات المتحدة تعتزم إرسال أسلحة لإسرائيل

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لإرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، في الوقت الذي تضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.

وحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، ستساوي الشحنة المقترحة عشرات ملايين الدولارات وستشمل ألف من كل من قنابل “إم كيه-82″، وذخيرة الهجوم المباشر المشترك “كيه إم يو-572” التي تضيف خاصية التوجيه الدقيق للقنابل، وصمامات قنابل “إف إم يو-139”.

لحظة حرجة

ذكرت الصحيفة، أمس السبت 17 فبراير 2024، أن شحنة الأسلحة المقترحة تأتي في لحظة حرجة وسط الحرب في غزة، إذ تخطط إسرائيل لشن هجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون فلسطيني من الحرب.

القصف الإسرائيلي لغزة

وحسب تقييم أعدته السفارة الأمريكية في القدس للشحنة المقترحة، واطلعت عليه وول ستريت جورنال، طلبت الحكومة الإسرائيلية “الحصول السريع على هذه الأسلحة للدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات الإقليمية المستمرة والناشئة”.

المساعدات الأمريكية

قال مسؤول أمريكي سابق إن شحنة السلاح ستكون ممولة من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى من مشتريات الأسلحة الإسرائيلية من الولايات المتحدة تأتي من مليارات الدولارات التي تحصل عليها من التمويل الحكومي الأمريكي لتعزيز جيشها كل عام.

ومنذ بداية الحرب، منحت الولايات المتحدة إسرائيل 21 ألف ذخيرة دقيقة التوجيه، واستخدمت إسرائيل نصفها تقريبًا. ووفق تقييم استخباراتي أمريكي، الأسلحة المتبقية كافية كي تواصل إسرائيل القتال لـ19 أسبوعًا آخر في غزة.

لكن حسب شخص مطلع على التقييم الأمريكي، هذه المدة ستنكمش إلى أيام إذا فتحت إسرائيل جبهة ثانية ضد حزب الله في لبنان.

دعم بايدن لإسرائيل

يقول المسؤولون الأمريكيون إن شحنة الأسلحة تشير إلى جهد أوسع من إدارة بايدن لتسريع تدفق الأسلحة إلى إسرائيل عقب هجوم 7 أكتوبر. وأقامت الولايات المتحدة جسرًا جويًا مباشرًا لنقل الأسلحة إلى إسرائيل بعد وقت قصير من الهجوم، واستخدمت إجراءات الطوارئ مرتين لتجاوز الكونجرس وتسليم الأسلحة إلى إسرائيل.

الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل

ورغم تزايد إحباط بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وسط المحاولات الأمريكية لكبح الحملة العسكرية الإسرائيلية، استبعدت الإدارة حتى الآن فرض شروط على مبيعات الأسلحة لإسرائيل كطريقة لإجبار تل أبيب على تغيير سلوكها في الحرب.

ووفق وول ستريت جورنال، انحاز بايدن بقوة لإسرائيل عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، لكنه حث إسرائيل على الحد من خطر وقوع ضحايا مدنيين في غزة والقبول باتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أيضًا أن يحرر الأسرى المحتجزين لدى حماس.

سكب الزيت على النار

تُعد شحنة الأسلحة المقترحة صغيرة مقارنة بحجم حملة القصف الإسرائيلية لغزة. وقال مسؤولون أمريكيون إن تقييم لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكي وجد، في ديسمبر الماضي، أن إسرائيل أسقطت 29 ألف قنبلة على غزة في مدة شهرين تقريبًا.

إلا أن المحللين الأمنيين يقولون إن الحكومة الإسرائيلية ستعتبر أي شحنات أسلحة إضافية علامة على الدعم الأمريكي للحرب، وتراجع النفوذ الأمريكي، في الوقت الذي يخاطر الصراع بالدخول في مرحلة خطيرة جديدة.

وفي هذا الشأن، قال المحامي السابق بوزارة الخارجية الأمريكية والمستشار الحالي بمجموعة الأزمات الدولية، براين فينوكان: “الولايات المتحدة تسكب الزيت على النار في هذا الصراع الإقليمي ثم تحاول إخماد النيران”.