11 جامعة بريطانية متهمة بتطوير برنامج «المسيرات الإيرانية»

شروق صبري
جامعة كامبريدج

كشف تحقيق أمريكي عن تعاون أكاديمي بريطاني مع مشاريع بحثية إيرانية لتطوير محركات للطائرات المسيرة.


تعد كامبريدج واحدة من بين عشرات الجامعات البريطانية، المتهمة بالمساعدة في تطوير أسلحة إيران، خاصة «المسيّرات الانتحارية».

وكشف تحقيق أجراه مجموعة من الباحثين في المملكة المتحدة، كيف ساعدت كيانات بريطانية النظام الإيراني على تطوير تقنية متطورة، يمكن استخدامها في برنامج الطائرات من دون طيار والمقاتلات، التي تسخدم في الحرب الروسية الأوكرانية.

حظر تصدير التكنولوجيا

قالت صحيفة ذي تلجراف البريطانية، في تقرير أمس الخميس 8 يونيو 2023، إنه على الرغم من هذا التحقيق، لكن بريطانيا تحظر تصدير التكنولوجيا العسكرية إلى إيران، أو حتى تكنولوجيا “الاستخدام المزدوج”، التي تستخدم في التطبيقات المدنية والعسكرية، وفرضت الحكومة مؤخرًا عقوبات جديدة على الإيرانيين، الذين يزودون روسيا بطائرات “كاميكازي” دون طيار.

وردًا على التحقيق، الذي أوردته صحيفة The Jewish Chronicle اليهودية الأسبوعية، دعا أعضاء البرلمان البريطاني الوزراء إلى فتح تحقيق بشأن مزاعم أن ما لا يقل عن 11 جامعة بريطانية ساعدت فى تطوير تطبيقات عسكرية إيرانية. في حين قالت الحكومة إن بريطانيا “لن تقبل أي تعاون من شأنه المساس بالأمن القومي”.

دعم تطبيقات عسكرية إيرانية

ووفق التحقيق، أجرى أكاديميون من جامعات كامبريدج، وإمبريال كوليدج لندن، وجلاسكو، وكرانفيلد، ونورثمبريا، أبحاثًا أساسية في أحد المشاريع الممولة من طهران، وعمل باحثون في المملكة المتحدة على تحسين محركات الطائرات من دون طيار، من خلال زيادة الارتفاع والسرعة والمدى.

وعملت جامعات بريطانية أخرى مع باحثين إيرانيين، لاختبار ضوابط جديدة للمحركات النفاثة، لزيادة “قدرتها على المناورة ووقت الاستجابة” في التطبيقات العسكرية.

مهاجمة أهداف أوكرانية

كشف التحقيق عن ترقية المحركات المستخدمة لتشغيل الطائرات من دون طيار، بما في ذلك شاهد HESA 136، التي يقول الغرب إن روسيا تستخدمها حاليًّا في الهجوم على أهداف أوكرانية.

وفي دراسة مشتركة، أجريت عام 2021 بين جامعة كرانفيلد والجامعة الإيرانية للعلوم والتكنولوجيا، فحصت “التطبيقات العسكرية” للأنظمة المتقدمة المعروفة باسم “وحدات التحكم الضبابية” في المحركات التوربينية الإيرانية.

طائرات إيرانية مسيرة

طائرات إيرانية مسيرة

انتهاك عقوبات

دعا وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية، ديفيد لامي، إلى إجراء تحقيق في المزاعم “المقلقة للغاية”، داعيًا الحكومة إلى “التحقيق على وجه السرعة في ما إذا كان جامعات وأكاديميون بريطانيون انتهكوا عقوبات المملكة المتحدة على إيران في ما يتعلق بالتعاون في التقنيات العسكرية”.

ونقلت تلجراف عن رئيسة لجنة اختيار الشؤون الخارجية، أليسيا كيرنز، قولها إنها ستدعو إلى تحقيق في “التعاون المرعب”، الذي يخاطر بخرق العقوبات المفروضة بشأن التقنيات الحساسة وذات الاستخدام المزدوج.

وأضافت أنه من المحتمل أن يساعد هذا التعاون في ممارسات التمييز بين الجنسين داخل إيران، ويدعم تدخلها العدائي وعنفها في الشرق الأوسط، وحتى المساعدة في قتل المدنيين بأوكرانيا.

وتأتي الدعوات لإجراء تحقيق في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة لضغوط متزايدة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني، الذي يسيطر على ترسانة الطائرات من دون طيار والصواريخ الإيرانية، مظمة إرهابية.

نتائج مقلقة

من بين الأجزاء الرئيسة في البحث البريطاني الإيراني، الذي كشفه التحقيق، أن أحد الأبحاث أُنتجت بالاشتراك بين الباحث في الكلية الامبريالية للعلوم والتكنولوجيا (إمبريال كوليدج لندن)، أحمد نجاران خيربادي، وعلماء من جامعة شهرود للتكنولوجيا، وجامعة فردوسي في مشهد.

ودعم الوزير السابق بوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيرانية، كامران دانشجو، ونائب الوزير الحالي، محمد نوري، المشاريع البريطانية الإيرانية، وهما على قائمة عقوبات المملكة المتحدة.

قائمة العقوبات

أُدرجت جامعة شهيد بهشتي بطهران في قائمة عقوبات المملكة المتحدة، منذ مايو 2011. ومع ذلك، فإن إحدى الأوراق، التي اكتشفها التحقيق، تتعلق بتطوير الأجهزة الإلكترونية باستخدام الموصلات الفائقة والجرافين، والتي، كما قالت الصحيفة، يمكن استخدامها في الجيل التالي من الاتصالات اللاسلكية.

وعملت إيران أيضًا مع جامعة كرانفيلد، التي لديها شراكة إستراتيجية مع سلاح الجو الملكي البريطاني، ومتخصصة في الهندسة والفضاء والعلوم. والأكاديميون هناك شاركوا في تأليف أوراق بحثية تقرّ بالتطبيق العسكري.

وكان من بين المشاركين في الأبحاث بجامعة جلاسكو، سامان كالهور، التي حصلت على الدكتوراه من جامعة شهيد بهشتي الإيرانية، وماجد غانتشوار، الذي لا زال يعمل في المؤسسة الإيرانية، وآخرين من جامعة كامبريدج.

تطوير طائرات إيرانية

تطوير طائرات إيرانية

التحقيقات مستمرة

قال العقيد السابق في الجيش البريطاني وخبير الأسلحة الكيميائية، هاميش دي بريتون جوردون: “لا يوجد أي سبب يدعو الجامعات البريطانية إلى إجراء أبحاث مع نظيراتها الإيرانية، وأضاف “من المفترض أن تجري أجهزة الأمن الحكومية والإدارات تحقيقًا في هذه الادعاءات”.

وقال متحدث باسم جامعة كرانفيلد: “الجامعة تعمل في بيئة تشغيل عالمية متزايدة التعقيد، وتتخذ نهجًا شاملاً وقويًا للتعاون الدولي والحفاظ على أمن الأبحاث”. وأضاف “نحن نراجع سياساتنا وعملياتنا الأمنية على أساس مستمر، للتأكد من أن أنشطة البحث تتوافق تمامًا مع الإرشادات والالتزامات القانونية.”

وقال متحدث باسم جامعة نورثمبريا، إنه “تماشيًا مع عمليات تخفيف مخاطر المشاريع البحثية، فإننا نبحث في المعلومات المقدمة إلينا، وسيتطلب الأمر إجراء تقييم شامل، لذلك سيكون من السابق لأوانه تقديم المزيد من التعليقات في هذه المرحلة.”

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض ينفي اقتراب أمريكا وإيران من اتفاق نووي مؤقت

اقرأ أيضًا|بعد الإعلان عن «فتاح».. إيران تواصل أزمة برنامجها الصاروخي

اقرأ أيضًا|إسرائيل تستهدف وحدة إيرانية في سوريا.. التفاصيل وحجم الخسائر

ربما يعجبك أيضا