«3 يوليو».. بوابة مصرية جديدة للحفاظ على الأمن القومي وثروات المتوسط

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، قاعدة 3 يوليو البحرية بحضور دولي وإقليمي، كما شهد حفل الافتتاح مناورات عسكريه تحت عنوان “قادر 2020-2021” تشارك فيها أحدث الوحدات العسكرية البحرية والجوية والبرية.

3 يوليو هي أحدث القواعد البحرية المصرية المطلة البحر المتوسط، ويأتي افتتاحها في سياق تأمين الأراضي المصرية في وجه التحديات، وحماية مصالح البلاد الاقتصادية، لا تشكل فقط نقطة ارتكاز للدعم اللوجستي للقوات وإنما تمثل “حصنا” يؤمن أبواب أوروبا من الهجرة، ويشكل البحر الأبيض المتوسط هاجساً وصداعاً مستداماً لكل الدول الأوروبية التي تطل على شواطئه، بسبب الهجرة غير النظامية، ما يعني أن افتتاح قاعدة “3 يوليو” البحرية في مصر على شواطئ البحر المتوسط سيؤدي حتماً إلى الحد من ظاهرة تؤرق القارة العجوز.

وشارك في مراسم الافتتاح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.

بوابة عالمية

تقع القاعدة بمنطقة جرجوب بمحافظة مطروح شمال غربي مصر، على مقربة من الضبعة، وهي مدينة ستستضيف محطة الطاقة النووية في مصر، التي ستبنيها شركة “روس آتوم” الروسية، ويأتي بناء المحطة في وقت تسعى فيه مصر إلى تنويع مصادر الطاقة لتدخل عصر استخدام الطاقة النووية السلمية.

تم إنشاء قاعدة 3 يوليو البحرية عند بلدة النجيلة على مسافة 70 كيلومتراً غرب مدينة مرسى مطروح على مساحة 2650 فدان أكبر من قاعدة برنيس 4 مرات، وتعد أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط في اتجاه الغرب حيث ستعمل البحرية غربي مطروح، على تأمين الجزء الغربي من الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وبها 22 كيلو طرق ويعد بناء هذه القواعد يأتي في إطار خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية المصرية، وهذه القواعد ستكون نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة التحديات والتهديدات المتواجدة حاليا في المنطقة من ضمنها حماية المصالح الاقتصادية المصرية، وحماية وتأمين خطوط الملاحة العالمية، ودور مصر في حماية أمن الملاحة في شرق وجنوب شرق البحر المتوسط.

تجمع القاعدة أكبر مجمع للوحدات البحرية وبها أكثر من 70 وحدة بحرية و47 قطعة بحرية، وعلى يمين البوابة الرئيسية لمدخل قاعدة 3 يوليو البحرية يوجد مزارع مساحتها من 300 إلى 500 فدان تم زراعتها تين وزيتون باعتبارها مورد هام من موارد الدولة ووفقا لتوجيه القيادة السياسية بتصديرها نظرا لتواجد ميناء تجاري في غرب القاعدة.

ويوجد مركز رئيسي بها قاعة الاجتماعات الرئيسية مجهزة بأحدث الأجهزة العالمية لاستضافة المؤتمرات وقد تم التعاقد مع محافظة مطروح والوزارات لاستضافة أي مؤتمرات يتم عقدها، ويوجد بالقاعة مركز محاكاة ومركز ترجمة كما يوجد بجوار المركز الرئيسي مسرح روماني صيفي، كذلك يوجد مركز للأمن والإطفاء، ويوجد مركز قيادة رئيسي.

كما يوجد داخل قاعدة 3 يوليو البحرية ميناء تجاري ثاني ميناء بحري بعد ميناء قاعدة برنيس البحرية وتعد نقطة ارتكاز لدول شر أوروبا ويصدر منها الملح لأمريكا وكندا بنسبة 30%، وقد استغرق بناء قاعدة 3 يوليو البحرية عامان ونصف بعمق 14كيلو والواجهة في اتجاه الغرب يبلغ مساحتها 2800 كم وفي اتجاه الشرق يبلغ مساحتها 2200كم.

سر التسمية

أطلق على القاعدة اسم “3 يوليو” تخليدا للقرارات التي اتخذت في مصر  في الثالث من يوليو وبيان القوات المسلحة الذي كان ترجمة لمطالب ثورة 30 يونيو عام 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان.

الأمن القومي

من المهام الأخرى المنوطة بالقاعدة تأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات و المجهود الجوي والمياه الإقليمية ، والشواطئ المصرية ومنع التسلل إليها، وحركة السفن من وإلى الموانئ المصرية ، وتقع القاعدة بالقرب من ليبيا، وتشمل مهامها أكثر من ألفي كيلومتر على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر إضافة إلى تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس.

ثروات المتوسط

يأتي افتتاح القاعدة في ضوء اتفاقيات مبرمة حديثا بشأن شرق البحر المتوسط وهي منطقة تضم احتياطات واعدة للنفط والغاز.

في يوليو 2017، افتتحت مصر قاعدة “محمد نجيب” الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، في مدينة الحمام بمرسى مطروح، إلى جانب قاعدة “سيدي براني” التي تبعد مئة كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا.

وفي يناير 2020، افتتح السيسي قاعدة “برنيس” العسكرية البحرية الأكبر في البحر الأحمر.

الجمهورية الجديدة

تتبنى مصر خطة لتحويل هذه المنطقة، والتي تم إهمالها منذ الحرب العالمية الثانية، إلى محور اقتصادي وسياحي ومركز للطاقة يمكن أن يعمل كنقطة جذب لعشرات مليارات الدولارات من الاستثمارات، وعشرات الملايين من المواطنين.

وتقوم الحكومة المصرية الآن ببناء مدينة العلمين الجديدة، بالقرب من مدينة “مرسى مطروح” الشمالية الغربية، التي تبعد فقط مئات الكيلومترات عن الحدود مع ليبيا.

وأصبحت المدينة، التي كانت موقعًا سابقًا في الحرب العالمية الثانية، مسرحا للمشاريع الإنشائية والسياحية العملاقة، بما في ذلك العشرات من ناطحات السحاب والأبراج، وعشرات الآلاف من الشقق، وعدد كبير من الحدائق الترفيهية والمنشآت السياحية.

كما أن مصر لديها أيضا خطة لإقامة عدد من المدن الأخرى في المنطقة، في محاولة لإعادة توزيع السكان الذين يعيش معظمهم على طول نهر النيل وساحل البحر المتوسط

.

ربما يعجبك أيضا