5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

5 انتخابات مرتقبة في 2024 قد تقلب التوازن الجيوسياسي في أوروبا

آية سيد
5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

يُطلق على العام 2024 "عام الانتخابات".. فما أهم الانتخابات التي قد تؤثر في القارة الأوروبية؟


من المتوقع أن يتجه نحو 2 مليار شخص في 50 دولة حول العالم إلى صناديق الاقتراع في 2024، وهو عدد يفوق أي عام آخر في التاريخ.

وتحمل الانتخابات داخل حدود أوروبا وخارجها إمكانية التأثير بشدة في القارة، فالتغييرات المُحتملة في الحكومات قد تقلب التوازن الجيوسياسي، وتؤثر في الدعم الغربي لأوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، والعلاقات التجارية والاقتصاد العالمي.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية

أشار تقرير لشبكة “يورونيوز”، أمس الأربعاء 27 ديسمبر 2023، إلى أن 5 انتخابات ستُعقد العام المقبل قد تشكل مستقبل أوروبا، على رأسها انتخابات الرئاسة الأمريكية، في 5 نوفمبر 2024.

وترفع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض العام المخاطر على أوروبا، ورغم أن المشكلات القانونية قد تمنع ترامب من خوض السباق الانتخابي، فإن فوز الجمهوريين، سواء ترامب أو مرشح آخر، قد يزعزع سياسة الغرب تجاه أوكرانيا، لأن بعض أجنحة الحزب تدعو لتقييد المساعدات العسكرية والمالية لكييف.

5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

دونالد ترامب

وقد يثير النزاعات التجارية مجددًا، بسبب تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على كل الواردات الأجنبية إذا أُعيد انتخابه. كما أن التغيير في الإدارة قد يؤثر في المحادثات الجارية للسماح للاتحاد الأوروبي بتصدير المعادن الحرجة، المستخدمة في تصنيع البطاريات الكهربائية، للولايات المتحدة دون دفع رسوم جمركية بموجب قانون الحد من التضخم.

انتخابات البرلمان الأوروبي

من 6 إلى 9 يونيو 2024، يتجه الناخبون في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم في البرلمان الأوروبي، الذي يُعد المؤسسة الوحيدة المُنتخبة ديمقراطيًا في الاتحاد.

وتثير التوقعات بارتفاع الدعم للأحزاب اليمنية المتطرفة والمتشككة في الاندماج الأوروبي، التي عززتها النجاحات الانتخابية الأخيرة في هولندا وإيطاليا وفنلندا والسويد، الشكوك بشأن المسار المستقبلي للاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن يكون التراجع الاقتصادي في كبرى الاقتصادات الأوروبية، وتغير المناخ والهجرة، قضايا حاسمة في تحديد الائتلافات الفائزة.

وستحسم الانتخابات أيضًا من سيقود المفوضية الأوروبية القادمة، وسط توقعات بأن تترشح الرئيسة الحالية، أورسولا فون دير لاين، مجددًا، كما ستؤدي إلى تغيير كبير في المناصب العليا في الاتحاد.

الانتخابات التشريعية البرتغالية

في نوفمبر الماضي، دعا رئيس البرتغال إلى إجراء انتخابات مبكرة، في 10 مارس 2024، بعد إجبار رئيس الوزراء الاشتراكي، أنطونيو كوستا، على التنحي، وسط تحقيق واسع في اتهامات بالفساد.

5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

زعيم الحزب الاشتراكي البرتغالي، بيدرو نونو سانتوس

ويأمل الحزب الاشتراكي البرتغالي أن يتمكن زعيمه الجديد، بيدرو نونو سانتوس، من التشبث بالحكومة، في الدولة التي كانت حصنًا لجناح اليسار الأوروبي في السنوات الأخيرة، وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق محموم بين الحزب الاشتراكي، ومنافسه المعارض، الحزب الديمقراطي الاجتماعي، اللذين يتعادلان في الاستطلاعات بنسبة 27% الأصوات.

لكن البرتغال قد تصبح أحدث دولة أوروبية تشهد صعودًا لليمين المتطرف، في ظل تقدم حزب “شيجا” اليميني المتطرف إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي، بنسبة 17% من الأصوات.

الانتخابات الفيدرالية البلجيكية

ستعقد بلجيكا انتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات الفيدرالية في 9 يونيو 2024، وتُعرف الدولة، البالغ سكانها 11.6 مليون نسمة، بسياستها المنقسمة وترتيباتها المعقدة لتقاسم السلطة، في ظل وجود ما لا يقل عن 7 أحزاب في حكومتها الائتلافية الحالية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب “فلامز بيلانج” اليميني المتطرف في فلاندرز، وهو الجزء الشمالي الناطق بالهولندية، وتقدم الحزب الاشتراكي في فالونيا، وهو الجزء الجنوبي الناطق بالفرنسية، في حين من المرجح أن يفوز الليبراليون في بروكسل.

5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

رئيس وزراء بلجيكا، ألكسندر دي كرو

وحسب استطلاعات الرأي، بلغ تأييد الحزب الفلامنكي الليبرالي المحافظ، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، ألكسندر دي كرو، أدنى مستوياته في فلاندرز، لأن موقفه الحاسم تجاه الحرب في غزة، والأزمة التي واجهتها الحكومة عقب الهجوم الإرهابي الأخير في بروكسل، تسببا في تراجع تأييده.

الانتخابات التشريعية النمساوية

بينما تكافح أوروبا لمنع صعود اليمين المتطرف، قد تصبح انتخابات النمسا، المتوقع إجرائها في الخريف المقبل، واحدة من أهم الانتخابات. وتُظهر استطلاعات الرأي أن حزب الحرية النمساوي يحظى بـ30% من الأصوات.

وبدأ الحزب استعادة ثقة الناخبين اليمينيين تدريجيًا بسبب سياساته المناهضة للإغلاق أثناء جائحة كورونا، وانتقاده للتداعيات الاقتصادية للعقوبات الأوروبية على روسيا، وسياساته الشعبوية. كما استفاد أيضًا من الاقتتال الداخلي بين أحزاب الوسط لتعزيز تأييده.

وإذا استمر الزخم، من المُحتمل أن يأتي المستشار النمساوي القادم من صفوف حزب الحرية.

ربما يعجبك أيضا