دراسة تكشف كيف تؤثر الضوضاء على ذاكرة الأطفال

أماني ربيع

توصلت دراسة إسبانية إلى أن ضوضاء الطريق بالقرب من حجرات الدراسة تبطئ بشكل كبير من تنمية مهارات الذاكرة والانتباه لدى الأطفال خاصة تلاميذ المدارس الابتدائية.

أجريت الدراسة على ما يقرب من 2700 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 سنوات في 38 مدرسة في مدينة برشلونة الإسبانية، وتعتبر هي الدراسة الأولى لتقييم تأثير ضوضاء المرور على التطور المعرفي للأطفال بمرور الوقت، ووجدت الدراسة أن الأطفال المعرضين لحركة المرور في الشارع أكثر بثلاث مرات من التلاميذ الآخرين لديهم نمو في الذاكرة بنسبة 23٪ أبطأ وتنمية قدرة الانتباه بنسبة 5٪ أبطأ على مدار عام.

كيف تؤثر الضوضاء على النمو المعرفي للأطفال؟

وبحسب الجارديان، أوضح الباحث الرئيسي في الدراسة جوردي سونير أن نتائج الدراسة تدعم الفرضية التي تقول إن الطفولة مرحلة ضعف بإمكان المنبهات الخارجية مثل الضوضاء أن تؤثر على عملية النمو المعرفي الذي يحدث خلالها قبل مرحلة المراهقة.

درس الباحثون انتباه الأطفال وذاكرتهم لتقييم التأثير المحتمل للضوضاء على تطورهم المعرفي، وأكمل الأطفال اختبارات معرفية أربع مرات على مدى 12 شهرًا، وجمعت قياسات الضوضاء خلال نفس الفترة من ملاعب المدارس والفصول الدراسية.

الضوضاء في المدارس يؤثر على ذاكرة التلاميذ

أظهرت النتائج أن تطور الذاكرة والانتباه كان أبطأ لدى الطلاب الملتحقين بالمدارس ذات المستويات الأعلى من الضوضاء المرورية، مثلًا، أدت زيادة 5 ديسيبل في مستويات الضوضاء الخارجية إلى إبطاء في متوسط الذاكرة العاملة بنسبة 11.5%، وإبطاء الذاكرة العاملة المركبة بنسبة 23.5%، في حين كانت قدرات الانتباه أبطأ بنسبة 4.8% من المتوسط.

وجد الباحثون أن الأطفال في المدارس ذات الملاعب الصاخبة كانوا الأسوأ في جميع الاختبارات، بينما كانت الفصول الدراسية المليئة بالضوضاء تؤثر على انتباه الأطفال فحسب وليس على ذاكرتهم، ولم تتوصل نتائج الدراسة إلى وجود صلة بين الضوضاء في محيط السكن والتطور المعرفي فبحسب الدكتورة ماريا فوستر المشاركة في الدراسة، فإن التعرض للضوضاء في المدرسة أكثر ضررًا لأنه يؤثر على النوافذ الضعيفة للتركيز وعمليات التعلم.

ولاتزال العلاقة السببية بين تأثير الضوضاء والتلوث السمعي وتباطؤ الإدراك المعرفي في ضوء نتائج الدراسة غير واضحة، ويأمل الباحثون في أن تؤدي نتائج الدراسة إلى إجراء مزيد من الدراسات حول تأثير حركة المرور على الطرق وانعكاس ذلك على النمو المعرفي للأطفال.

ربما يعجبك أيضا