اتفاق بين روسيا وتركيا لشحن القمح عبر البحر الأسود.. ما موقف كييف؟

آية سيد

تبحث روسيا وتركيا إقامة ممر آمن لشحن القمح الأوكراني من ميناء أوديسا، تحت إشراف الأمم المتحدة.


توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق مبدئي لمعاودة شحن القمح والمنتجات الزراعية الأوكرانية، عبر ميناء أوديسا، المطل على البحر الأسود.

ونقلت وكالة بلومبرج الأمريكية، اليوم الاثنين 6 يونيو 2022، عن أشخاص مطلعين على المباحثات بين الجانبين الروسي والتركي، أن أوكرانيا تظل متشككة في الاتفاق المقترح ولم تمنح موافقتها بعد.

DW5J6FXVIVJTLKQ6TZQLCJWDRA

ملامح الاتفاق المقترح

ذكر الأشخاص المطلعون على هذه القضية، الذين نقلت عنهم شبكة بلومبرج، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عرضت المساعدة العسكرية في إزالة الألغام قبالة ساحل أوديسا ومرافقة سفن القمح. ولكن أوكرانيا لم توافق بعد، بدافع القلق من أن إزالة الوسائل الدفاعية قد تترك الميناء الحيوي مكشوفًا أمام الهجوم الروسي.

وقال أشخاص مطلعون، إن تركيا تأمل في أن تبدد موافقة الأمم المتحدة على الاتفاق المقترح، مخاوف أوكرانيا الأمنية. وستسمح الخطة الروسية-التركية بإزالة الألغام القريبة من أوديسا، وتضمن المرور الآمن للسفن إلى خارج البحر الأسود، بإشراف الأمم المتحدة. وتهدف تركيا إلى إنشاء مركز في إسطنبول لمراقبة الشحنات وتنسيقها. وحسب مسؤول أوكراني، فإن أوكرانيا لم تشارك في المحادثات مباشرة.

موقف أوكرانيا من الاتفاق

أوردت بلومبرج أنه من المتوقع أن يعقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، محادثات في أنقرة حول الخطة يوم الأربعاء المقبل. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت أوكرانيا سترسل ممثلًا عنها. وتعليقًا على الخطة المقترحة، كتب نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، تاراس كاتشكا، في رسالة نصية، “تسعى روسيا إلى نقل المسؤولية عن تعطيل الإمدادات، إلى أوكرانيا، عبر التعليق مقدمًا على التوصل إلى الاتفاق”.

وشدد على حقيقة أن “أزمة الغذاء من صنع روسيا وحدها”. ولكن موسكو نفت مسؤوليتها عن تعطيل الإمدادات، وطالبت برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية التي تحد صادراتها من الأسمدة والمنتجات الزراعية. ورفضت كييف أيضًا شرط روسيا الذي يطالب بمنحها القدرة على تفتيش السفن المتجهة إلى أوكرانيا، وفقًا لبلومبرج.

أزمة الغذاء العالمية

بحسب ما أوردت رويترز، في 3 يونيو 2022، توفر روسيا وأوكرانيا ثلث إمدادات القمح العالمية تقريبًا، وتُعد روسيا كذلك مُصدِّرًا كبيرًا للأسمدة وتُعد أوكرانيا مُصدِّرًا رئيسًا لزيت عباد الشمس والذرة. ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، توقفت شحنات القمح الأوكراني من موانئ البحر الأسود، ويوجد أكثر من 20 مليون طن من القمح عالقة في الصوامع.

وأدى الصراع إلى إشعال أزمة غذاء عالمية، بسبب ارتفاع أسعار القمح والأسمدة، ما دفع الأمم المتحدة إلى طرح خطة لإعادة فتح الطرق البحرية من أوديسا والموانئ الأوكرانية الأخرى. وقالت تركيا إنها مستعدة للعب دور ضمن “آلية الإشراف” المشتركة إذا جرى التوصل إلى اتفاق.

روسيا تبيع القمح الأوكراني المسروق

EJLKTKMBSZP5POGYGF2B66DXME

في سياق متصل، اتهم السفير الأوكراني في أنقرة، فاسيل بودنار، الدولة الروسية بشحن الحبوب المسروقة من بلده أوكرانيا وبيعها إلى أشخاص من تركيا، وفقًا لوكالة رويترز الإخبارية. وقال إن كييف طلبت المساعدة من السلطات التركية، لتحديد هوية البائعين والمشترين.

وأضاف بودنار أنه سوف يتعين على كييف وضع أمن موانئها في الحسبان عند الموافقة على بنود الاتفاق. وأخبر المراسلين في أنقرة، بأنه “يجب أن يكون لدينا منظور عسكري عند اتخاذ القرارات. ونحن نتوقع من الأمم المتحدة أن تسهم أكثر في إيجاد حل مناسب لكلا الجانبين”.

الشروط الروسية والأوكرانية

 

ذكر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن روسيا تريد رفع بعض العقوبات الغربية، لتوافق على الممر الآمن، في حين لم ترغب أوكرانيا في اقتراب السفن الحربية الروسية من ميناء أوديسا. وفي حديث مع صحيفة “إل باييس” الإسبانية، قال المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم قالين، إن موسكو أوضحت لأنقرة أنها لن تهاجم أوديسا في حال إنشاء الممر الآمن.

وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين. ووفقًا لرويترز، فقد قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 30 مايو 2022، إن موسكو مستعدة لتسهيل تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا بالتنسيق مع تركيا. وفي حوار مع قناة روسيا 24، الجمعة الماضية، قال بوتين إن روسيا لا تمنع شحن الحبوب الأوكرانية، واقترح عدة طرق لتصديرها.

تشكك أمريكي في الاتفاق

ذكرت صحيفة بوليتيكو، أمس الأحد 5 يونيو 2022، أن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن والمشرعين، متشككون بشدة في أن المقترح الروسي يحمل نية حسنة. والسبب الرئيس لتشككهم هو تصريحات بوتين والمسؤولين الروس الأخيرة التي تشترط رفع العقوبات الاقتصادية مقابل تخفيف الحصار عن الموانئ الأوكرانية. ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين عرض موسكو بـ”دبلوماسية الابتزاز”.

وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية لن توافق على اتفاق يرفع الضغط الاقتصادي عن الكرملين. وقال مسؤول آخر “من الصعب النظر إلى العروض الروسية بنية حسنة، نظرًا إلى الطريقة التي تدمر بها روسيا المنتجات الغذائية في أوكرانيا عمدًا وتفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي”، في إشارة إلى استهداف القوات الروسية المستمر للمنشآت والحقول الزراعية الأوكرانية.

دعم أمريكا للمباحثات الدولية

من جانبها، أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، عن الدعم الأمريكي العام للمباحثات الأولية، لكنها لفتت إلى أن العقوبات لا تمنع الدولة الروسية من تصدير منتجاتها الغذائية والزراعية، مثل ما ألمح رئيسها، فلاديمير بوتين.

وذكرت بوليتيكو أن مسؤولي وزارة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر تفاؤلًا حول المفاوضات من مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن، لكن معظم المسؤولين قالوا إنهم سوف يحاولون النظر في ما إذا كانت روسيا ستتخلى عن دعوات رفع العقوبات المفروضة عليها.

ربما يعجبك أيضا