بعد النجاة من حجب الثقة.. هل يواجه جونسون تصويتًا جديدًا؟ «تفاعلي»

آية سيد

استطاع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الإفلات من حجب الثقة، لكنه يواجه ضغوطًا غير مسبوقة تهدد بقاءه في المنصب.


نجا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يوم الاثنين 6 يونيو 2022، من التصويت على حجب الثقة الذي أجراه حزب المحافظين البريطاني، لكن الجدل حول استمراره ما زال متواصلًا.

وفي اقتراع سري، حصل جونسون على 211 صوتًا مقابل 148 صوتًا من نواب البرلمان المحافظين، ما يسمح له بالبقاء زعيمًا للحزب، وبالتبعية رئيسًا لوزراء بريطانيا، بحسب سي إن إن في 6 يونيو 2022.

تعليق جونسون

وصف جونسون في حوار مع سكاي نيوز عقب التصويت، النتيجة بأنها جيدة للسياسة وللبلاد، متابعًا: “أعتقد أنها نتيجة مقنعة وحاسمة، وما تعنيه هو أننا كحكومة يمكننا المضي قدمًا والتركيز على الأمور التي تهم الناس فعلًا”.

لكن بحسب سي إن إن، كان هامش الفوز أقل بكثير مما توقعه حلفاء جونسون الأكثر تشاؤمًا. والآن، يحاول مؤيدو جونسون تصوير النتائج كفوز أو تحديد خطوتهم التالية، في الوقت الذي تبدو رئاسته غير مستقرة أكثر من أي وقت مضى.

التصويت على حجب الثقة

على خلفية فضيحة “بارتي جيت” وتراجع معدلات شعبية جونسون، قدم 54 نائبًا من حزب المحافظين خطابات إلى رئيس “لجنة 1922” البرلمانية، السير جراهام برادي، لحجب الثقة عن جونسون. لكن وفق سي إن إن، فإن أحد الأسباب وراء عدم حجب الثقة هو عدم وجود بديل واضح لجونسون.

وعادةً، يعني الفوز في التصويت على حجب الثقة حصول زعيم حزب المحافظين على حصانة لمدة عام كامل. لكن يمكن تغيير القاعدة، وتنتشر شائعات بأن نواب البرلمان يسعون لفعل ذلك. ويواجه جونسون وحكومته مجموعة من الفضائح، مثل توفير الحماية لنائب في البرلمان خالف القواعد البرلمانية وحماية برلماني آخر أدين بالاعتداء الجنسي على فتى يبلغ 15 عامًا.

تراجع شعبية جونسون

وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، في 6 يونيو 2022، تراجعت شعبية جونسون وحكومته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، بسبب تورطه هو وكبار مسؤوليه في إقامة حفلات أثناء إغلاق كوفيد، وكذلك بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وفي استطلاع لمركز إبسوس لاستطلاعات الرأي، قال 54% من الشعب البريطاني إن أداء حكومة جونسون في إدارة البلاد سيء. ورأى 58% أن جونسون يجب أن يرحل.

وبينت الصحيفة أن جونسون قوبل بصيحات استهجان عند حضوره حفل يوبيل الملكة إليزابيث الثانية في كاتدرائية سانت بول، يوم الجمعة الماضي، مشيرةً إلى أن رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، نجت من تصويت على حجب الثقة بسبب فشل اتفاق بريكست في 2018، لتُجبر على الاستقالة في العام التالي. وكان 37% من المحافظين صوتوا ضد ماي، في المقابل صوت 41% ضد جونسون.

هل يواجه جونسون تصويتًا جديدًا؟

في تقرير سكاي نيوز، اليوم 7 يونيو، قال عضو حزب المحافظين المتمرد، توبياس إيلوود، إنه يعلم أن لجنة 1922 تتطلع إلى تعديل القواعد ليواجه جونسون تصويتًا آخر على حجب الثقة في غضون عام من التصويت الأول.

وقال إيلوود، “يمكن تعديل النظام وتغيير القاعدة الحالية التي تنص على منح رئيس الوزراء عامًا كاملًا، وجونسون سيرانا نسلك ذلك الطريق، لكن في الوقت الحالي ادعم النتيجة الديمقراطية للتصويت”، مكملًا: “الأمر عائد لداونينج ستريت، ورئيس الوزراء للوفاء بوعده بتغيير الأمور وإظهار أننا لدينا فرصة للفوز في الانتخابات العامة”.

البدلاء المحتملون

بحسب واشنطن بوست، كان المستشار ريشي سوناك مرشح الاحتياط لحزب المحافظين، لكنه تورط في فضيحة بارتي جيت بسبب الوضع الضريبي لزوجته المليارديرة، أكشاتا مورثي.

ووجد استطلاع ليوجوف، أمس، أن وزير الدفاع بن والاس هو الخيار الأول ليحل محل جونسون، رغم حصوله على 12% فقط. وجاءت وزيرة الخارجية، ليز تراس، في المركز الثاني بـ11% رغم الإعلان عن تأييدها المطلق لجونسون. وزير الخارجية السابق، جيرمي هانت، ثالثًا بـ10%، ويرى البعض أنه سيحاول تولي المنصب إذا أُجبر جونسون على التنحي.

وكتب هانت على تويتر أنه سيصوت “من أجل التغيير”، مردفًا: “نواب المحافظين يعلمون جيدًا أننا لا نمنح الشعب البريطاني القيادة التي يستحقها. نحن لا نقدم النزاهة والكفاءة والرؤية الضرورية لإطلاق العنان لإمكانات بلادنا الهائلة، وسنخسر الانتخابات العامة القادمة لأننا لم نعد محل ثقة الناخبين، الذين يعلمون هذا جيدًا”.

ربما يعجبك أيضا