الاستثمار في الإنترنت.. من يسيطر على بيانات العالم؟

فاروق محمد

88% من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات قرروا زيادة إنفاقهم على الحوسبة السحابية منذ عام 2019.. وقبل أشهر من تفشي جائحة كورونا.


تمتد كابلات الانترنت البحرية بطول يتجاوز 1.3 مليون كيلومتر في أنحاء العالم، وتنقل نحو 99% من بيانات الاتصالات والانترنت، مقابل أقل من 1% تتدفق عبر الأقمار الصناعية.

وكشفت دراسة سويدية عن أن رفع سرعة الإنترنت 10% يساهم في ارتفاع الناتج المحلي للبلد بنحو 1%، وخلق المزيد من الوظائف عالية الجودة، لكن يظل النقص في الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، التحي الأكبر في هذا القطاع حاليًّا، بحسب موقع قناة “سكاي نيوز عربية”.

ريادة الخليج في الاستثمار التقني

تزامن ارتفاع سرعة الإنترنت واستقراره في دول الخليج العربي، عقب ضخ استثمارات كبيرة للوصول لهذا الهدف، مع الوعي بالأمن السيبراني وأهمية ضمان أمن المعلومات وحمايتها، ما دعم نجاح دول المنطقة بالاستمرار في الجمع بين استقرار وأمان خدمات قطاع الاتصالات.

وساهم، في الوقت ذاته، تبنّي دول الخليج للخدمات السحابية ونقل البيانات الحكومية والجهات السيادية للخدمات السحابية بوتيرة أسرع، ما يعود بفوائد كثيرة، مثل خفض التكاليف، وسرعة إطلاق الخدمات، والمستوى المرتفع لأمان مزودي الخدمات السحابية العالمية، مثل شركة هواوي وغيرها.

طلب إماراتي غير مسبوق

المدير الإقليمي لشركة “لاين سيات” في الشرق الأوسط، كيران ماكورماك، قال إن الإمارات شهدت في السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا على مستوى سوق مراكز البيانات، وبالتحديد على خدمات الحوسبة، خصوصًا بعد التوجه الكبير للعمل عن بعد عبر الإنترنت منذ بداية تفشي جائحة كورونا، بحسب صحيفة الخليج.

وأضاف “لاحظنا طلبًا كبيرًا على خدمات الحوسبة السحابية، خصوصًا من المنصات الإلكترونية للبيع بالتجزئة”، وأظهر المسح الذي أجرته شركة “يو جوف” مؤخرًا، أن نحو 88% من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات قرروا زيادة إنفاقهم على الحوسبة السحابية بداية من العام 2019.

صراع القوى على الكابلات البحرية

تظهر أهمية قصوى لكابلات الاتصالات والانترنت البحرية التي تسيطر الولايات المتحدة على مفاصلها حاليًّا، ومنذ الحرب العالمية احتد الصراع بين الدول وتزايدت خشية الكثير منها من سيطرة واشنطن في هذا المجال، وبسبب هذا التخوف، دشنت البرازيل كابلًا بحريًّا مباشرًا بينها وبين أوروبا عن طريق إسبانيا، تفاديًا للمرور عبر الولايات المتحدة بفاتورة بلغت 185 مليون دولار، وفق قناة “آر تي” الفرنسية الألمانية.

في المقابل، لدى روسيا كابلات بحرية تربطها مباشرة مع فنلندا وجورجيا، ولديها كابلان مع اليابان، في حين تدير شؤون الإنترنت عبر شركاتها الخاصة، وكذلك تشغّل الصين مجموعة كوابل بحرية مع أوروبا ومناطق أخرى، بعيدًا عن أعين أمريكا، أو بالأحرى أذنها.

الكابلات حول العالم

الكابلات البحرية حول العالم

الشركات العالمية والاستثمار في الكابلات

دشنت فيسبوك ومايكروسوفت، في العام 2017، الكابل البحري “ماريا” الذي يربط الولايات المتحدة وإسبانيا بطول 6 آلاف و400 كيلومتر، مع قدرة هائلة على نقل 160 تيرابيت من البيانات في الثانية ما يعادل 20 ألف ساعة من أفلام الفيديو عالية الدقة، وقبل عام 2012، كانت الشركتان مع ألفابت وأمازون يحتكرون أقل من 10% من الألياف الضوئية المغمورة، أما الآن ارتفعت هذه الحصة إلى نحو 66%.

ووفقًا لشركة “تيليجيوجرافي” المتخصصة في دراسات الاتصالات السلكية واللاسلكية، فمن المنتظر أن يسيطر الرباعي في السنوات المقبلة على تمويل وامتلاك شبكة كابلات الإنترنت تحت البحر بين البلدان، وبحلول عام 2024، من المتوقع أن تكون للشركات الأربع حصص في أكثر من 30 كابلًا بحريًّا.

ربما يعجبك أيضا