الاحتجاجات الشعبية في إيران مستمرة.. والنظام لا يبرح سياسة التنكيل

يوسف بنده

الاحتجاجات الشعبية في إيران ما زالت مستمرة، والنظام الإيراني يواصل التنكيل بالمحتجين لكنه عجز عن التطويق الكامل لحركة الاحتجاجات.. ماذا تحمل الأيام المقبلة؟


تستمر الاحتجاجات الشعبية في إيران المندلعة منذ منتصف سبتمبر الماضي، وحتى اليوم السبت 3 ديسمبر 2022، ويواجه النظام تحديًا في مواجهتها.

فبينما يعمل النظام الإيراني على تطويق حركة الاحتجاجات التي اندلعت بوفاة الشابة مهسا أميني، في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، عبر إطلاق نظرية المؤامرة من أجل التنكيل بالمحتجين، لا يزال حتى الآن عاجزًا عن إخمادها بالكامل.

سياسة التنكيل

استمر النظام الإيراني في سياسة التنكيل بكل من يدعم حركة احتجاج الشباب وتمردهم على نظام ولاية الفقيه المستمر في حكم البلاد منذ ثورة 1979. وحسب “جهات برس“، هدمت السلطات الإيرانية منزل عائلة المتسلقة الرياضية الإيرانية، إلناز ركابي، بعد مشاركتها في مسابقة عالمية دون حجابها في كوريا الجنوبية.

وحسب تقرير لصحيفة “الجريدة“، بدأت طهران تصفية المسؤولين الحكوميين الذين يدعمون الاحتجاجات الشعبية في إيران، خاصة في المدن الكردية، وأقالت عددًا منهم، بذريعة مشاركتهم في الاحتجاجات. ووفقًا لـ”ميدل إيست أونلاين” توجد أحكام بالإعدام تنتظر محتجين بتهمة التخابر مع إسرائيل.

الناز ركابي

مساعدة روسيا

طلب النظام الإيراني من روسيا الحصول على معدات وسيارات أمنية خاصة لمواجهة الاحتجاجات، وطلب أيضًا إرسال مستشارين وخبراء روس للمساعدة في النظام قمع الاحتجاجات، وذلك بعدما شعر النظام بعدم القدرة على إطفاء حركة الاحتجاجات، حسب “إندبندنت عربية“.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، تطرقت سابقًا إلى مساعدة روسيا للنظام الإيراني في قمع الاحتجاجات، وقالت: “من المحتمل أن تقدم موسكو استشارات لطهران بشأن قمع الاحتجاجات، لأن روسيا لديها خبرة كبيرة في قمع تظاهرات الشوارع”.

دعوات للاحتجاج

تزداد موجة الدعوات للمشاركة الجماهيرية بالاحتجاجات والإضرابات، في الوقت الذي يستعد فيه متظاهرو الانتفاضة الثورية الإيرانية لتظاهرات حاشدة بدءًا من بعد غدٍ الاثنين، لمدة 3 أيام. وأعلن الطلاب بالفعل بدء جولة جديدة من إضراباتهم اليوم، حسب “إيران إنترنشنال“.

وفي معرض دعوتها المواطنين للمشاركة في التجمعات 5 و6 و7 ديسمبر، أعلنت مجموعة “شباب الثورة الإيرانية” أنها ستنظم تجمعات في الأيام الثلاثة، من الساعة 10:00 صباحًا عند تقاطع “وليعصر” وتقاطع شارع “فردوس شرقي” و”كاشاني” في طهران.

2022 09 21T082827Z 1 LYNXMPEI8K0BG RTROPTP 4 IRAN WOMEN 1024x768 1

حجب الإنترنت

في إطار الاستعداد لتجدد الاحتجاجات، وحسب “العربية”، طالب المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، بإغلاق الفضاء الافتراضي كليًّا، مع استمرار الاحتجاجات في البلاد. وقال: “أنا اليوم أطالب بفلترة الإنترنت، ويجب أن نغلق الفضاء الافتراضي كليًّا، ولكنه أمر لم يوافق عليه كبار مسؤولي النظام”.

واعتبر منتظري أن أكبر خيانة للحكومة السابقة كانت “عصيان أوامر المرشد في ما يتعلق بالفضاء السيبراني”، مشيرًا إلى وصف المرشد للشبكة العنكبوتية بالهجمة الثقافية، ومتهمًا حكومة حسن روحاني بممارسة “التسيب في الفضاء الإلكتروني”.

اعتراف بالضحايا

حسب وكالة “إيلنا“، اعترف مجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم، بمقتل أكثر من 200 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد. وكان قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، أعلن الأسبوع الماضي مقتل أكثر من 300 شخص منذ بدء الاحتجاجات.

وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهرًا على الأقل، معظمهم في سيستان بلوشستان جنوب شرقي إيران، عند الحدود مع باكستان وأفغانستان. وكشفت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن توقيف 14 ألف شخص، بينهم أطفال.

1280x960 28

تضامن دولي

أظهرت الدول الأوربية تضامنًا مع المحتجين في إيران، وفرض بعضها عقوبات على شخصيات ومؤسسات إيرانية متهمة بقمع الاحتجاجات. وحسب “الشرق الأوسط“، فرضت كندا عقوبات إضافية على إيران بسبب “حرمان النساء والفتيات من حقوقهن، فضلًا عن قمع الاحتجاجات السلمية”.

وحسب “فرانس24“، استنكرت وزارة الخارجية الفرنسية استدعاء سفيرها في طهران إلى السلطات الإيرانية، إثر تبني الجمعية الوطنية الفرنسية، الاثنين الماضي، قرارًا “لدعم الشعب الإيراني” يدين بالتحديد “تقييد الحريات وحقوق النساء”، ويدعو أيضًا للإفراج الفوري عن “رعايا فرنسيين محتجزين تعسفيًّا بطهران”.

جانب من تظاهرات اليوم في إيران

طلاب يتظاهرون في مترو «تربيت مدرس» ويرفعون شعار «الموت للديكتاتور»

احتجاج طلاب خوارزمي

سيدة تدعو للتظاهر في مدينة خرمشهر الإيرانية

اعتصام سائقي الشاحنات في شيراز

ربما يعجبك أيضا