تحركات أمريكية وعربية ودعوات عالمية لإنقاذ السلطة الفلسطينية

محمود
فلسطين

بات سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية في طريقه إلى الواقعية لدرجة دفعت الدول الإقليمية والولايات المتحدة لحراك عاجل خشية الأسوأ، في ظل تنديد عشرات الدول في أنحاء العالم للعقوبات الإسرائيلية الرامية لتفكيك السلطة الفلسطينية.


رام الله – تقترب الأوضاع السياسية والميدانية في الضفة الغربية المحتلة، يومًا بعد آخر، من تلك التي سبقت اندلاع الانتفاضة الثانية في العام 2000.

وفي ظل زخم الاقتحامات والمواجهات المسلّحة، وعمليات الإغلاق والحصار، والإعدامات اليومية للفلسطينيين، وتغول الاستيطان والمستوطنين، تقف السلطة الفلسطينية عاجزة تحت تهديد سلطة الاحتلال الإسرائيلي بضرورة تقديم تنازلات أكثر، أو مواجهة خطر الإلغاء.

إسرائيل تسعى لإلغاء السلطة الفلسطينية

كشفت صحيفةهآرتس العبرية عن أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تسعى لإلغاء وجود السلطة الفلسطينية، والعودة إلى فترة الاحتلال الأولى، وتعيين حكام عسكريين يصدرون تصاريح الحركة والتنقل والدراسة، وغيرها من أمور الحياة في الداخل الفلسطيني.

وتخشى الجهات الأمنية والاستراتيجية في إسرائيل من أن انهيار السلطة سيؤدي لتدهور الوضع الأمني بصورة خطيرة جدًّا، ما يعني اضطرار إسرائيل لضخ أعداد كبيرة من قواتها داخل المناطق الفلسطينية، كذلك سيكون مصير الرئيس محمود عباس غامضًا، ولا دور له على الساحة، وفق موقع سما الفلسطيني.

وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، إن الاحتلال الإسرائيلي سيعمل على تشكيل كيانات بلدية محلية، مرتبطة به، تحل محل السلطة الفلسطينية.

الانتهاكات الإسرائيلية بحق السلطة الفلسطينية

في 30 ديسمبر 2022، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطلب من محكمة العدل الدولية الإدلاء برأيها في مسألة شرعية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية، حسب وكالة “فرانس برس”.

وفي رد انتقامي، أعلنت إسرائيل في 6 يناير الحالي، حزمة عقوبات ضد السلطة الفلسطينية، بينها إجراءات مالية لجعلها “تدفع ثمن” تحركها، من أجل صدور هذا القرار، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، ومن بين هذه العقوبات، مصادرة أموال من الضرائب الفلسطينية، وسحب بطاقة التسهيلات من مسؤولين كبار في السلطة، وإلغاء تراخيص بناء أعطيت، في الفترة الأخيرة، للفلسطينيين القانطين في المناطق المصنفة “ج” بالضفة.

ويضاف إلى ذلك جملة انتهاكات، كاقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، وتهديده بسنّ قوانين عنصرية ضد الأسرى، وتمديد سريان أنظمة الطوارئ، التي تفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وشرعنة البؤر الاستيطانية.

«القمة الثلاثية» تتمسك بالدولة الفلسطينية

في إطار الحراك العربي الإقليمي لمواجهة الصلف الإسرائيلي، اتفق زعماء مصر، عبدالفتاح السيسي، والأردن، الملك عبدالله الثاني، وفلسطين، محمود عباس، خلال قمة ثلاثية عقدت في القاهرة أمس الثلاثاء 17 يناير 2023، على استمرار التنسيق المكثف بينهم، على جميع المستويات، لبلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف وإحياء عملية السلام، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.

وشدد القادة على استمرار الجهود المشتركة لتحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين، على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية، التي تقوض هذا الحل من استيطان ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل والاقتحامات اليومية، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للقدس ومقدساتها.

حراك أمريكي للتهدئة

في سياق التحركات الأمريكية للتهدئة، التقى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، بمساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، هادي عمرو، بعد لقاءات عقدها السفير الأمريكي لدى تل أبيب مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وفق موقع “دنيا الوطن”، الخميس 12 يناير 2023.

ونقلت تقارير إعلامية أن السلطة الفلسطينية طلبت من الإدارة الأمريكية ومسؤولين أوربيين كبار التدخل العاجل، لمنع الإجراءات العقابية الإسرائيلية، ومن المقرر زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المنطقة نهاية هذا الشهر، ضمن محاولات الضغط على السلطة لوقف التوجه لإدانة الاحتلال في الأمم المتحدة.

العالم يرفض الانتهاكات الإسرائيلية

دعت 40 دولة عضو في الأمم المتحدة، في بيان مشترك، الاحتلال الإسرائيلي إلى رفع العقوبات، معربة عن دعمها الثابت لمحكمة العدل الدولية والقانون الدولي، و”قلقها العميق حيال قرار الحكومة الإسرائيلية”، وفق صحيفة الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء 17 يناير 2023.

ووجاء في البيان: “بصرف النظر عن موقف كل دولة من القرار، فإننا نرفض الإجراءات العقابية التي جاءت ردًّا على طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية، وبنحو أوسع ردًّا على قرار للجمعية العامة، وندعو إلى التراجع عنها فورًا”.

الأردن يخشى سيناريو التهجير

ومع ازدياد الحديث الإسرائيلي عن تفكيك السلطة الفلسطينية، ترتفع المخاوف الأردنية من مخاطر ذلك، خاصة مع طرح اليمين الإسرائيلي لسيناريو تهجير فلسطيني الضفة إلى الأردن كوطن بديل.

وتنعكس هذه المخاوف الأردنية في مشاحنات مع إسرائيل بملف القدس والمسجد الأقصى، كامتداد للأزمة، وهو أمر حذرت عمان واشنطن من أنه سيؤدي إلى صراعات لا يمكن ضبط إيقاعها ولا تداعياتها، وتحرص عمان على إدارة الازمة خلف الكواليس، أملًا أن ينجح التدخّل الأمريكي في ردع مخططات حكومة الاحتلال.

ربما يعجبك أيضا