فنلندا تقترب من الانضمام لحلف الناتو.. هل تتكرر «حرب الشتاء»؟

شروق صبري
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كانت العلاقات ودية بين موسكو وهلسنكي.


اقتربت فنلندا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد موافقة تركيا، وخرجت عن الحياد بين الروس والغرب.

وأشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في تقرير لها عن انضمام فلندا للناتو،  إلى حالة التشابه بين الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، والغزو السوفيتي لفنلندا في العام 1939.

ما هي حرب الشتاء؟

«حرب الشتاء» أو «الحرب السوفيتية الفنلندية الأولى» وقعت خارج بلدة سوموسالمي، التي تقع على بعد 600 كيلومتر شمال العاصمة هلسنكي، عندما غزت فرقة البندقية الـ44 التابعة للجيش السوفيتي فنلندا، خلال الفترة من 1939-1940.

وبمجرد عبور 14000 رجل و530 شاحنة و44 دبابة بقرية رايت الحدودية، فجر الفنلنديون مركباتها الأمامية والخلفية، وكان معظم الجنود السوفييت من الروس، لكن أولئك الذين كانوا على طريق رايت كانوا أوكرانيين.

موقف فنلندا من الحرب الروسية الأوكرانية

وفق مجلة إيكونوميست، فإنه بعد قرابة 82 عامًا، كان الأوكرانيون الذين يقاتلون من أجل بلدهم يحاصرون ويحطمون الجيش الروسي على طريق سريع شمال العاصمة كييف، باستخدام نفس التكتيكات التي اتبعها الفنلنديون.

وأدانت فنلندا روسيا في الحرب، وتخلت عن سياسة الحياد العسكري، التي فرضها عليها أولاً السوفييت. وتقدمت بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفعلت جارتها المحايدة السويد نفس الشيء.

قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كانت العلاقات ودية بين موسكو وهلسنكي. وعبر الفنلنديون الحدود إلى روسيا لشراء البنزين الرخيص، واشترى الروس منازل لقضاء العطلات، وعملوا في الصيف في قطف التوت بالمزارع الفلنيدية، لكن هذا انتهى الآن، بل إن بعض السكان يعرفون ماذا سيفعلون إذا كرر الروس غزو البلاد مرة أخرى، وفق المجلة.

اقرأ المزيد

أردوغان: تركيا ستبدأ إجراءات التصديق على طلب فنلندا الانضمام لـ«الناتو»
رئيس وزراء السويد: احتمالات انضمام فنلندا لـ«الناتو» قبلنا تتزايد

أردوغان يقبل فنلندا

أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن تركيا أوقفت طلبات فلندا والسويد للانضمام إلى الناتو، لكن المشكلة الرئيسة للأتراك هي السويد، التي تتهمها أنقرة بإيواء متشددين من حزب العمال الكردستاني، الذي يحمل السلاح في وجه الحكومة منذ 1984.

وزادت الخلافات بين البلدين، بعد حرق سياسي سويدي متطرف المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم. وشنق متظاهرون في ستوكهولم دمية للرئيس أردوغا، ولفتت الإيكونوميست إلى أنه بناء على هذه الوقائع، رفض أردوغان طلب السويد، وطالب بترحيل أكثر من 100 شخص يصفهم بـ”الإرهابيين”، ومعظمهم من المهاجرين الأكراد.

194 213605 turkey sweden finlandفنلندا وحدها

أشارت الإيكونوميست إلى أنه في يناير 2022، وافقت تركيا على قبول فنلندا فقط في الناتو، وهي فكرة رفضتها هلسنكي في البداية، ومع ذلك فقد توصلا تدريجيًّا إلى قبول الفكرة.

وفي 17 مارس، أجرى رئيس فنلندا، سولي نينيستو، زيارة لأنقرة، وهناك أعلن نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أنه سيبدأ عملية التصديق على طلب هلنسكي في البرلمان

هل يوافق أردوغان على انضمام السويد للناتو؟

أفادت المجلة البريطانية بأن واشنطن تؤيد دخول السويد للناتو، في حين تعارضه تركيا، ما دفع الأولى لإرجاء بيع طائرات مقاتلة من طراز F-16 لأنقرة.

رأت الإيكونوميست أن أردوغان يحتاج أيضًا إلى حسن النية من أعضاء الناتو، لمساعدة بلاده في إعادة البناء بعد الزلزال، الذي وقع في فبراير ودمر العديد من المنشأت وزلزل الاقتصاد التركي.

9170074f 9419 42c0 9f9c 8b76d5dc9396لماذا تسعى فنلندا للناتو؟

أشارت الإيكونوميست إلى أنه بالنسبة لفنلندا، فإن الانضمام إلى الناتو يجعل بعض الأمور أكثر بساطة، في ظل حالة الحياد من القادة الفنلنديين، الموازنة عمليًّا بين توجههم الغربي والتهديد الشرقي.

ومسألة انضمام فنلندا للناتو تعمق أيضًا تحالفهم مع الغرب، ويساعد في ضمان دفاع الناتو عن البلاد وحماية حدودها التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر مع روسيا، وفق المجلة.

هل تخشى فنلندا غزوًا روسيًّا؟

نقلت المجلة البريطانية عن الجنرال بالجيش الفنلندي، سامي نورمي، قوله إنه جرى إرسال العديد من القوات الروسية المتمركزة في المنطقة إلى أوكرانيا، لكنه توقع إعادة بناء القوات خلال 3 إلى 5 سنوات.

وأضاف أن الحرب جعلت من الصعب على مروجي الدعاية الروس التأثير في الرأي العام داخل فنلندا، لرفض الانضمام للحلف، وكان بإمكانهم في السابق استغلال الحياد التقليدي للفنلنديين، لكن كل ذلك تغير بعد الحرب.

هل تنضم السويد وفنلندا قريبًا للناتو؟

وقعت الدول الأعضاء في الناتو بروتوكولات بشأن انضمام فنلندا والسويد في 5 يوليو 2022، وستنضم هاتان الدولتان إلى الحلف بمجرد تصديق جميع الدول الأعضاء على بروتوكولات الانضمام.

وفي بداية مارس الحالي، أعلن الناتو أن السويد وفنلندا أجرتا مشاورات مع تركيا بشأن عضويتهما في الحلف، واتفقوا على الاجتماع مرة أخرى، قبل قمة الحلف في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، في يوليو المقبل.

ربما يعجبك أيضا