الادعاء السويسري يفتح النيران على خطة إنقاذ بنك كريدي سويس

في أعقاب “خطة إنقاذ” بنك كريدي سويس بدعم من الدولة، فتح الادعاء السويسري تحقيقًا لتبيان مخالفات  محتملة للقانون الجنائي.

ووفق ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، اليوم الأحد 2 إبريل 2023، يشك المدعي المدعي العام السويسري في أن المسؤولين الحكوميين والمنظمين والمديرين التنفيذيين في البنكين، ارتكبوا مخالفات في استحواذ “يو بي إس” على كريدي سويس.

إجراءات استباقية لـ«مركز مالي نظيف»

بينما أصر المدعي العام السويسري على أن خطورة الوضع خلال الشهر الماضي لم تترك لهم سوى خيارات قليلة، قالت الحكومة إن كريدي سويس شهد تدهورًا كبيرًا في قدرته على الوصول إلى السيولة، في الأيام التي سبقت “خطة الإنقاذ” في 19 مارس الماضي.

اقرأ أيضًا: صفقة تاريخية تسدل الستار على أزمة بنك «كريدي سويس»

وقالت فايننشال تايمز إن المدعي العام بمدينة برن، يفي استباقيًّا بمهمته ومسؤوليته من أجل “مركز مالي سويسري نظيف”، وأصدر المدعي العام ستيفان بلاتلر عددًا من “أوامر التحقيق” إلى الهيئات الحكومية، وكان مكتبه على اتصال بالحكومات الفيدرالية، ومن المرجح أن يسعى لمقابلة المسؤولين الرئيسين في ما يتعلق بالاستحواذ.

ووفقًا للصحيفة، أظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من 3 أرباع المواطنين السويسريين يعارضون الاستحواذ بقيمة 3.5 مليار دولار، الأمر الذي سيخلق عملاقًا ماليًّا بميزانية تزيد على 5 تريليونات فرنك سويسري (5.5 تريليون دولار).

تصويت عكسي لصندوق الثروة السيادي النرويجي

من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أن صندوق الثروة السيادي النرويجي سيصوت ضد أغلبية مديري بنك “كريدي سويس”، من بينهم الرئيس أكسل ليمان، في اجتماع لمساهمي البنك، ينعقد بعد غد الثلاثاء.

وأضافت الصحيفة، نقلًا عن إعلان من الصندوق أمس الأول الجمعة، أن “البنك النرويجي لإدارة الاستثمار” سيصوت أيضًا ضد أيريس بونيت وكريستيان جيلرستاد، وتشان لي وسيراينا ماسيا، وريتشارد ميدينجز وآنا بيسورا. ومن المقرر أن يعقد البنك السويسري آخر اجتماع سنوي للمساهمين في 4 إبريل الجاري، ما سيسمح لمساهمي البنكين بالتعبير عن شكاواهم.

خفض قوة العمل

كان متحدث باسم بنك “كريدي سويس” قال لوكالة “بلومبرج” الشهر الماضي، إن الصندوق يمتلك حصة تبلغ حوالي 1% في البنك. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة تاجس أنتسايجر السويسرية اليومية، نقلًا عن مدير بارز في بنك “يو بي إس” لم تسمّه، إن الكيان الناتج عن استحواذ البنك على كريدي سويس سيخفض قوة العمل بنحو 20% إلى 30%.

ووافق “يو بي إس” على شراء منافسه كريدي سويس مقابل 3 مليارات فرنك سويسري (3.3 مليار دولار) في صفقة أدارتها الحكومة السويسرية والبنك المركزي والهيئة التنظيمية للسوق، لتجنب حدوث انهيار في النظام المالي للبلاد.

تأمين الاستقرار المالي العالمي

تهدف الصفقة أيضًا إلى المساعدة في تأمين الاستقرار المالي العالمي، وأثارت قلقًا بشأن حجم المصرف الجديد الذي ستبلغ قيمة أصوله 1.6 تريليون دولار، بعدد موظفين يفوق 120 ألفًا بأنحاء العالم. وذكر تقرير الصحيفة أن البنك قد يلغي 11 ألف وظيفة في سويسرا.

اقرأ أيضًا: انهيار بنك سيليكون فالي.. «البجعة السوداء» تخيم على الأسواق العالمية

وقال التقرير إن الوظائف في وحدة البنك للاستثمار المصرفي في الولايات المتحدة ستتأثر بذلك أيضًا، مضيفًا أن “يو بي إس” يعتزم إجراء محادثات، لإلغاء صفقة كان من شأنها أن تمنح المصرفي مايكل كلاين السيطرة على معظم الوحدة الاستثمارية لكريدي سويس.