سلطان الجابر.. رائد الطاقة المتجددة ورئيس cop28

قال رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأسبوع الماضي، إن إنجاح مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 مشروع وطني طموح.

بهذا المنظور تتعامل قيادة الإمارات مع استضافتها لفعاليات COP28 خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وبدرجة عالية من الحكمة وقع اختيارها على وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر لمنصب الرئيس المعيَّن لـCOP28.

العمل المناخي جزء من استراتيجية الإمارات

على مدار سنوات مضت، رسخت الإمارات مكانتها كوجهة مثالية لاستضافة الفعاليات الدولية، والآن تجري استعداداتها لاستضافة COP28 على قدم وساق، تحت رعاية قيادة الدولة.

وبتاريخ 27 مارس الماضي، اطلع الشيخ محمد بن زايد على آخر ما وصلت إليه هذه الاستعدادات. وقال الشيخ محمد بن زايد خلال لقاء عدد من المسؤولين إن دولة الإمارات انطلقت في رحلة تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية على مدى السنوات الـ50 الماضية، وحرصت على أن تكون التنمية المستدامة والعمل المناخي جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها، وفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وخلال اللقاء، أوضح الدكتور سلطان الجابر أنه يعتزم خلال مؤتمر الأطراف  COP28  التركيز على احتواء الجميع وحشد جهود الأطراف الـ 198 كافة وجميع المعنيين من غير الأطراف لتقديم حلول ونتائج وشراكات رائدة تساهم في تعزيز العمل الهادف والإجراءات الملموسة عبر موضوعات التخفيف، والتكيف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار.

سلطان الجابر.. دور حاسم في قيادة أجندة المناخ

منذ أن وقع عليه الاختيار في يناير الماضي لمنصب رئيس COP28، يسارع سلطان الجابر الوقت للعب دور حاسم في قيادة أجندة المناخ العالمية، وتحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي من خلال استضافة بلاده للمؤتمر الدولي.

ويلعب رئيس COP دورًا حيويًّا كوسيط نزيه، للتنسيق بين حكومات العالم وأصحاب المصلحة الرئيسين والمجتمع المدني، لوضع خارطة طريق تتضمن حلولًا عملية تدعم العمل المناخي والتزامات الدول بشأن تحقيق الحياد المناخي. ويتمتع الرئيس المعين بقدر كبير من الحرية لتحديد اتجاه المحادثات والقضايا التي تعطى أولوية.

وستشمل مهام الجابر أيضًا محاولة الوصول إلى توافق بشأن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، الذي جرى الاتفاق عليه في COP27 والمعني بمساعدة الدول النامية على مكافحة التغيرات المناخية، فضلًا عن تقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس. ومن المتوقع أن يستقطب مؤتمر الأطراف أكثر من 70 ألف مشارك من أنحاء العالم، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.

استراتيجية القوة الناعمة الإماراتية

جرى تعيين الدكتور سلطان الجابر لمرتين مبعوثًا خاصًّا لدولة الإمارات للتغير المناخي من 2010 إلى 2016، ومن 2020 وحتى الآن، وشارك في أكثر من 10 من مؤتمرات الأطراف السابقة للمناخ.

وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في تصريح إلى الجارديان، إن الجابر يتمتع بخبرة دبلوماسية وتجارية عميقة ولديه قدرة على تقديم قيادة رائدة لـ Cop28. واتفق معه المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري، الذي رحب بتعيين الجابر، معبرًا عن ثقته بأنه سيتمكن من جمع كل أصحاب المصلحة الضروريين على طاولة الحوار في cop28 للخروج بحلول أسرع.

وقال نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، السفير وليام رويبوك، في مقال بتاريخ 26 يناير 2023، إن اختيار الجابر لرئاسة COP28 يعكس استراتيجية القوة الناعمة الطموحة للإمارات، ويُمثل رمزًا لمحاولات دول الخليج أن تكون جزءًا من صناعة الطاقة النظيفة.

وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي  الدكتور سلطان بن أحمد الجابر الرئيس المعيَّن لـCOP28

سلطان الجابر.. مبعوث للمناخ بدرجة وزير

بالإضافة إلى أنه وزير الصناعة منذ يوليو 2020 ومبعوث المناخ، يترأس سلطان الجابر أيضًا مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” التي شارك عام 2006 في تأسيسها، بتوجيه من قيادة الإمارات، لتعزيز اعتماد مصادر الطاقة المتجددة داخل الدولة. ويتولى الجابر العديد من المناصب الاستشارية، أبرزها رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.

ويشغل الجابر أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، ما يجعله أول رئيس تنفيذي يرأس مؤتمر الأطراف للمناخ، ويسمح بالاستفادة من خبرته الطويلة في مجال الإدارة والاقتصاد، وفي قطاعي الطاقة التقليدية والمتجددة، لإدارة محادثات cop28 بأفضل ما يمكن.

اقرأ أيضًا: سلطان الجابر يلقي الكلمة الافتتاحية في مؤتمر كوبنهاجن الوزاري للمناخ

وولد الجابر في العام 1973، وهو نجل أحمد سلطان الجابر، أحد رواد العمل الوطني الإماراتي ومن أوائل أعضاء المجلس الوطني الاتحادي. وحصل الجابر على بكالوريوس العلوم في هندسة الكيمياء والبترول من جامعة جنوب كاليفورنيا، ويحمل أيضًا شهادة الماجستير في إدارة المشاريع والاقتصاد من جامعة ولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى الدكتوراه في الاقتصاد والإدارة من جامعة كوفنتري البريطانية.

اقرأ أيضًا: الرئيس المعين لـ«COP28» ومبعوث الأمم المتحدة يعلنان الشراكة لدعم العمل المناخي

مسيرة مهنية حافلة

بدأ سلطان الجابر حياته المهنية في 1998 مهندس عمليات وتخطيط في أدنوك لمعالجة الغاز، وفي 2004 تولى منصب مدير مشاريع أول في قطاع الطاقة والصناعة في شركة مبادلة، وفي 2006 أصبح رئيسًا تنفيذيًّا لقطاع الطاقة في مبادلة، ثم الرئيس التنفيذي لشركة مصدر لمدة 7 سنوات.

وفي 2009 جرى تعينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة أبوظبي للموانئ، وهو المنصب الذي احتفظ به لمدة عقد من الزمان، وفي 2010 وقع عليه الاختيار ليكون مبعوث الإمارات الخاص لشؤون تغير المناخ للمرة الأولى.

وشغل الجابر خلال الفترة من 2013 إلى 2020 منصب وزير دولة، وفي يوليو 2020 جرى تعينه وزيرًا للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومنذ 2014 يشغل الجابر أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة مصدر، وفي 2016 صار رئيسًا تنفيذيًّا لشركة أدنوك وعضوًا منتدبًا.

وخلال الفترة من 2016 إلى 2020، شغل الجابر منصب رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وفي 2019 جرى تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، وفي يوليو 2020، صار رئيسًا  لمصرف الإمارات للتنمية.

اقرأ أيضًا: التمويل الأخضر فرصة بتريليوني دولار لدول التعاون الخليجي.. كيف؟

 سلطان الجابر.. بطل الأرض

لأكثر من عقد من الزمان، كان الجابر وجهًا مشرفًا لقطاع الطاقة الإماراتي، ففي عام 2012 حصل على جائزة بطل الأرض من منظمة الأمم المتحدة، عن إسهاماته في قطاع الطاقة بشقيه المتعلق بالنفط والغاز والمتعلق بالطاقة المتجددة. وفي 2011 اختاره الأمين العام للأمم المتحدة للعمل عضوًا في المجموعة رفيعة المستوى للطاقة المستدامة.

وفي 2010 حصل الجابر على درجة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة من جامعة تيري الهندية، وحاز في 2013 على وسام امتياز الإمبراطورية البريطانية من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وفي 2013 أيضًا حاز الجابر على وسام الاستحقاق الموريتاني، تقديرًا لالتزام شركة مصدر بتسريع التبني العالمي للطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.

وفي 2019 حاز الجابر على جائزة أفضل إنجاز شخصي في قطاع الطاقة من دولة الهند، تقديرًا لمساهماته في مجال أمن الطاقة وتعزيز الروابط مع الأسواق الآسيوية الناشئة، وفق البيانات الواردة على موقعي شركتي مصدر وأدنوك.

اقرأ أيضًا: أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في العالم.. المنطقة العربية بقعة مضيئة