دراسة: تغيّر المناخ يقوّض قدرة الغابات على سحب الكربون من الغلاف الجوي

بسام عباس
تأثير تغير المناخ على الأشجار

سلطت دراسة جديدة الضوء على أهمية تحديث سياسات تعويض الكربون والحدّ من تغيّر المناخ لحماية الغابات وفوائدها المناخية.


كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة يوتا عن أن تغير المناخ يؤثر سلبًا في قدرة الغابات على تخزين الكربون وسحبه عن الغلاف الجوي.

ووجدت الدراسة مجموعة واسعة من تقديرات مكاسب أو خسائر الكربون المحتملة في مناطق مختلفة، فالمناطق الأكثر عرضة لخطر فقدان الكربون في الغابات تتقاطع مع مواقع العديد من مشاريع تعويض الكربون في الغابات.

مخاطر المناخ على الغابات

أوضحت الدراسة، التي نشرتها مجلة نيتشر جيوساينس، الحاجة الملحة لتحديث بروتوكولات وسياسات تعويض الكربون بأحدث علوم مخاطر المناخ، وأشارت النتائج، التي توصلت إليها، إلى أن تغيّر المناخ يشكل مخاطر كبيرة على الغابات، من خلال الحرائق، والإجهاد المناخي، والأضرار الناجمة عن الحشرات، ما يؤثر سلبًا في فاعلية مشاريع تعويض الكربون.

وأضافت أن جميع أجزاء الأشجار في الغابات تسحب الكربون من الغلاف الجوي، من خلال عملية التمثيل الضوئي، وساهمت في الحد من زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون، التي تسبب تغيّر المناخ، لافتة لأهمية استخدام القوة العظمى في تخزين الكربون كحل للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية.

غابة تأثرت بتغير المناخ

غابة تأثرت بتغير المناخ

تباين قدرة الغابات على تخزين الكربون

لفتت الدراسة، التي أجريت بشأن كيفية استجابة مختلف المناطق والأنواع الشجرية لتغيّر المناخ، إلى أن هذا الظاهرة بحد ذاتها تضر بقدرة الغابات الكربونية على تخزين الكربون بنحو دائم، وإبعاده عن الهواء، ووجدت تباينًا في قدرة الغابات على تخزين الكربون أو فقدانه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.

وقالت المجلة الأمريكية إن الدراسة اهتمت بالتنبؤ بالتغيرات في كمية تخزين الكربون فوق سطح الأرض في الغابات المختلفة، فالكربون فوق الأرض يشير إلى الأجزاء الحية من الشجرة، بما في ذلك الخشب والأوراق أو الإبر.

نمذجة متعددة المنظور

يمكن للعلماء التنبؤ بمستقبل الغابات في ظل تغيّر المناخ بعدة طرق مختلفة، من خلال فحص التوقعات التاريخية والمستقبلية للمناخ، واستخدام التعلم الآلي لتحديد أنواع الأشجار المناخية الأكثر تفضيلًا. واستخدام نماذج معقدة تتضمن تفاعلات بين النظام البيئي والغلاف الجوي.

وقال مدير مركز ويلكس الأمريكي لعلوم وسياسات المناخ وقائد فريق البحث، ويليام أنديريج، إن إدخال العديد من الأساليب والنماذج المختلفة ومقارنتها، يتيح لنا تحسينها، واكتساب ثقة أكبر بأن جميع النماذج والأساليب تعطينا نفس النتائج في منطقة معينة.

تهديد مناخي ثلاثي

وجد الباحثون، عند تحليل مخرجات النموذج المشترك، أن تنبؤات النماذج، رغم اختلافها في بعض النواحي، أظهرت بعض الاتساق في التنبؤات بكيفية تغير تخزين الكربون في المناطق المختلفة في المستقبل، فالبحيرات العظمى وشمالي شرق الولايات المتحدة، وأجزاء من جنوب شرق الولايات المتحدة وشمال روكي، أظهرت باستمرار مكاسب كربونية في التوقعات المستقبلية.

وأظهرت النماذج مخاطر كبيرة بفقدان الكربون من الغابات، من خلال التهديد المناخي الثلاثي، المتمثل في الحرائق والإجهاد المناخي والأضرار الناجمة عن الحشرات، وتوقعت النماذج زيادة صافي الكربون في الغابات في جميع البلاد بما يتراوح بين 3 و5 بيتاجرام من الكربون بحلول نهاية القرن 21.

وقال أنديريج إن فعالية الغابات ستقوض كحلول لتغير المناخ، إذا تعرضت للحرائق أو إتلاف الحشرات، وباستخدام النمذجة وسيناريو المناخ، وكشفت الدراسة عن أن عددًا كبيرًا من مشاريع غابات تعويض الكربون ستفقد الكربون بحلول نهاية القرن.

مستقبل منخفض الكربون

أوضحت الدراسة أن النماذج الديموغرافية للأشجار تشمل محاكاة لديناميات الغابات مع موت الأشجار القديمة ونمو الجديدة. ولكن هذه النماذج الحالية لم تأخذ في الاعتبار ردود الفعل الناتجة عن الاضطرابات والنباتات، في إشارة إلى الأنواع المختلفة من الغطاء النباتي، التي تظهر بعد حرائق الغابات، وكيف يمكن أن تحدث اضطراب آخر.

وقال أنديريج إن العمل على معالجة تغير المناخ في أقرب وقت ممكن، والانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، يقلل بقدر كبير من المخاطر التي من المحتمل أن تواجهها الغابات في القرن 21، ويزيد من الفوائد المحتملة التي قد نحصل عليها من الغابات.

ربما يعجبك أيضا