هل تنجح الولايات المتحدة في تجاوز أزمة انهيار بنك سيليكون فالي؟

سارة هشام

كان بنك سيليكون فالي لفترة طويلة، مقرضًا رئيسًا للشركات الناشئة، فقدم تمويلًا إلى ما يقرب من نصف عدد شركات التكنولوجيا الموجودة بالولايات المتحدة، فما أسباب انهياره؟


لا تزال تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي مستمرة، فاضطرابات القطاع المصرفي بالولايات المتحدة تنتقل إلي عدد من البنوك الأوروبية.

ومؤخرًا رفع مستثمرون دعوى قضائية ضد كل من شركة KPMG، بصفتها مدقق حسابات سيليكون فالي، ومديري إصدارات الأسهم والسندات الخاصة بالبنك، “جولدمان ساكس” و”مورجان ستانلي”، فهل تنجح واشنطن في تجاوز تلك الأزمة؟

أزمة سيليكون فالي

تقدمت الشركة الأم “svb” المجموعة المالكة لبنك سيليكون فالي في مارس الماضي، بطلب إلى السلطات الأمريكية للحماية من الإفلاس، ونظرًا إلى أن سيليكون فالي بنك تجاري، فهو هو غير مؤهل للإفلاس، وجرى وصعه تحت الحراسة القضائية لجمعية ودائع الفيدرالية.

وانهار البنك بعدما أعلن أنه بحاجة إلى 2.25 مليار دولار لدعم ميزانيته العمومية، ما دفع المستثمرين لسحب أموالهم، ومع فشل عملية زيادة رأس المال أدى ذلك إلى انهيار البنك وخسارة سهمه ما يقرب من 60% من قيمته السوقية.

وكان سيليكون فالي لفترة طويلة، مقرضًا رئيسًا للشركات الناشئة، فقدم تمويلًا إلى ما يقرب من نصف عدد شركات التكنولوجيا الموجودة بالولايات المتحدة، ويبلغ حجم أصوله 200 مليار دولار، ولديه عدد من الفروع في الصين والدنمارك وألمانيا والهند وبريطانيا.

اقرأ أيضًا: انهيار بنك سيليكون فالي.. «البجعة السوداء» تخيم على الأسواق العالمية

صفقة استحواذ بقيمة 16.5 مليار دولار

في نفس الشهر، نجح بنك فيرست سيتزنز بانكشيرز” في الاستحواذ على سيليكون فالي المنهار، أوضح بنك المؤسسة أن الصفقة تشمل شراء أصول سيليكون فالي بنك، تبلغ قيمتها 72 مليار دولار بسعر مخفض قدره 16.5 مليار دولار.

والصفقة شملت بقاء 90 مليار دولار في صورة أوراق مالية وأصولًا تحت الحراسة القضائية للتصرف فيها من المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، وحصلت المؤسسة الفيدرالية على حقوق انتفاع من ارتفاع قيمة الأسهم بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار.

وبنك فيرست سيتزنز، يقع في نورث كارولينا، واحتل المرتبة 30 بين أكبر البنوك التجارية في الولايات المتحدة من حيث الأصول بنهاية 2022، وفقًا لوكالة بلومبرج، واستحوذ على أكثر من 20 بنكًا بدعم من المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع منذ 2009.

اقرا أيضًا: البنوك الأمريكية تتفكك بفعل أزمة سيليكون فالي.. هل يوفي بايدن بوعوده للمستثمرين؟

انفوجراف الشركات الأكثر مساهمة في سيليكون فالي

انفوجراف الشركات الأكثر مساهمة في سيليكون فالي

معلومات مضللة تسببت في انهيار البنك

اتهم مجموعة من المستثمرين شركة KPMG بصفتها مدقق حسابات بنك سيليكون فالي الأميركي، وأيضًا مديري إصدارات الأسهم والسندات الخاصة بالبنك، أبرزهم “جولدمان ساكس” و”مورجان ستانلي” وبنك أوف أمريكا، بأنهم قدموا معلومات مضللة أسهمت في انهيار سيليكون فالي.

واتهم المستثمرون مديري إصدارات الأسهم والسندات الخاصة بالبنك بإصدار بيانات مضللة بشأن عروض الأسهم الخاصة بالبنك، كما اتهمت الدعوى شركة KPMG باعتماد التقرير السنوي المالي للبنك قبل أسبوعين من انهياره، متجاهلة وجود مخاطر مرتبطة بانخفاص قيمة الودائع وقدرة البنك على الاحتفاظ بسندات الدين حتى تاريخ استحقاقها.

النظام المصرفي آمن

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقب انهيار بنك سيليكون فالي إن النظام المصرفي الأمريكي آمن، وسأطلب من الكونجرس تشديد القوانين المتعلقة بالبنوك، كما أنه أكد أن ودائع الأمريكيين في أمان. ويرى نائب كبير اقتصاديي الأسواق في كابيتال إيكونوميكس، جوناس جولترمان، أن أزمة سيليكون فالي حالة فردية.

وأضاف جولترمان: “السبب الرئيس في أزمة سيليكون فالي هو انكشافه على قطاعات بعينها، وتحديدًا التكنولوجيا، ما جعله عرضة للخسائر مع جفاف منابع التمويل لهذا القطاع، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستويات الـ4%، واحتمالات الركود الاقتصادي”، وفق وكالة أنباء رويترز.

ويرى كبير المستشارين الاقتصاديين لدى أليانز، الدكتور محمد العريان، أن النظام المصرفي الأمريكي متين، ويمكنه احتواء مخاطر العدوى الناجمة عن أزمة بنك سيليكون فالي، بالإدارة الحكيمة للميزانيات العمومية للبنوك وتجنب المزيد من أخطاء السياسة النقدية.

ربما يعجبك أيضا