زراعة الأعشاب البحرية.. هل تحل أزمة المناخ؟

بسام عباس
زراعة أعشاب البحر

تعتبر زراعة الأعشاب البحرية القوة الأسرع نموًا في إنتاج الغذاء العالمي في العصر الحديث.


يمكن أن تنتج الطحالب البحرية العملاقة أطنانًا من الوقود والغذاء، إلا أن العلماء أشاروا إلى أن قدرتها على مواجهة أزمة المناخ غير واضحة.

ولامتصاص 1 جيجا طن فقط من انبعاثات الكربون سنويًّا، تشير عمليات المحاكاة الأخيرة إلى أن مزارع الأعشاب البحرية الضخمة يجب أن تغطي مليون كيلومتر مربع من أكثر مناطق المحيط إنتاجًا.

نتائج أقل من المتوقع

ذكر موقع ساينس أليرت العلمي، اليوم الأحد 2 يوليو 2023، أنه وفقًا لدراسة جديدة، قادها باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، يتطلب تحقيق اكتساح للأعشاب البحرية بهذه الكثافة جهودًا زراعية ساحلية حالية للتوسع بمقدار 370 ضعفًا.

وسيقود ذلك إلى حل جزء بسيط من المشكلات المناخية الدولية، والتي تعتمد على إزالة ما بين 4 و13 جيجا طن من الكربون من الغلاف الجوي كل عام، لوقف الاحترار تحت 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة.

وأضاف الموقع أنه مع تضخم حجم مزارع الأعشاب البحرية، تتضاءل غلاتها. ويقدر الباحثون أنه حتى لو استحوذت مزارع الأعشاب البحرية على ربع سواحل العالم، ستصل عملية إزالة الكربون الناتجة إلى 3.5 جيجا طن بحد أقصى سنويًّا.

حصاد الأعشاب البحرية

أوضح الموقع أن مزارع الأعشاب البحرية عالية الكثافة في المناطق الخصبة يمكن أن تستنفد النترات من المحيط، وقد تجهد مخزون المغذيات القريبة من السطح وتعطل مضخة الكربون البيولوجية الطبيعية.

وأضاف أن المزارع الكبيرة يمكن أن تستنفد إمكانات حصاد الأعشاب البحرية في جميع أنحاء العالم بمتوسط ​​90%، مقارنة بالمزارع الصغيرة، التي تظل النترات وفيرة بها.

ولفت إلى أن عمليات المحاكاة الجديدة التي أجراها الباحثون تستند إلى سيناريوهات مثالية، ولكن هذه التقديرات المبسطة تضع قيودًا محتملة على زراعة الأعشاب البحرية.

زيادة مساحة الزراعة

أوضح الموقع أن علماء الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب، في عام 2021، قدروا أن زراعة الأعشاب البحرية حول سواحل البلاد يمكن أن تزيل نحو 0.03 جيجا طن من الكربون سنويًّا.

وأشارت الدراسة الجديدة إلى أن هذه النسبة أقل بكثير من الإمكانات العالمية الكاملة لهذه الممارسة، لافتةً إلى أن هذا الهدف الأدنى يتطلب زيادة مساحة زراعة الأعشاب البحرية الحالية بأكثر من 10 أضعاف في المناطق الأكثر إنتاجية.

يضر بالنظم البيئية

ذكر الموقع أن تأثير هذه المساحات الخضراء العائمة في صيد الأسماك والشحن والمرور والمناطق المحمية البحرية ما زال مبهمًا، إلا من بعض تكهنات العلماء، مشيرًا إلى أن شركات اقترحت إغراق الأعشاب البحرية بمجرد زراعتها لضمان بقاء الكربون محاصرًا في المحيط.

وأضاف أن هذا الإجراء يمكن أن يضر بالنظم البيئية في أعماق المحيطات، ويؤدي إلى تفاقم المناطق التي تعاني نقص الأكسجين. ولا تزال توجد مشكلات محتملة عديدة مجهولة النتيجة، رغم أن الدراسة الجديدة أوضحت أن الأعشاب البحرية لديها القدرة على خفض نسبة الكربون.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن تحسين إمكانات زراعة الأعشاب البحرية العالمية يستدعي الاستثمار في الأبحاث المستقبلية، موضحةً أن الشركات التي تزعم تعويض انبعاثاتها الكربونية بالأعشاب البحرية تتوارى خلف حل مناخي لم تفكر فيه جيدًا.

اقرأ أيضًا: مرض ناجم عن التغير المناخي يدمر أعشاب البحر

اقرأ أيضًا: دراسة: تغيّر المناخ يقوّض قدرة الغابات على سحب الكربون من الغلاف الجوي

اقرأ أيضًا: وقف استخدام البشر للغابات.. هل يعوض انبعاثات الكربون؟

ربما يعجبك أيضا