علماء يكتشفون مسببًا جديدا لمرض الألزهايمر

بسام عباس

يكشف تحليل أنسجة المخ البشري عن تباين في الخلايا المناعية في أدمغة المصابين بالألزهايمر، مقارنة بالسليمة، ما يشير إلى وجود علاج محتمل.

واكتشف البحث الذي قادته جامعة واشنطن أن الخلايا الدبقية الصغيرة في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الألزهايمر أصابها التهاب متكرر، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة، حسب تقرير لموقع ساينس أليرت.

الحفاظ على وظائف المخ

أوضح ساينس أليرت، في تقرير نشره اليوم السبت 26 أغسطس 2023، أن الخلايا الدبقية الصغيرة هي خلايا مناعية تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ بالحفاظ على وظائف المخ الطبيعية، وتساعد على تشكيل الدوائر التي تساعد الدماغ على العمل جيدًا.

اقرأ أيضًا: علاج جديد بالخلايا الجذعية للوقاية من مرض الألزهايمر

وأضاف أن دورها في مرض الألزهايمر، ليس واضحًا، ولكنها في الأشخاص المصابين بهذا المرض، تستجيب بعض الخلايا الدبقية الصغيرة بقوة كبيرة، مسببةً التهابًا يؤدي إلى موت خلايا الدماغ. ولفت إلى أن التجارب السريرية للأدوية المضادة للالتهابات لمرض الألزهايمر لم تظهر آثارًا ملحوظة.

نشاط الجينات في الخلايا

ذكر الموقع أن فريق بحث أمريكيًّا بقيادة عالمي الأعصاب في جامعة واشنطن، كاثرين براتر وكيفن جرين، استخدم عينات تشريح الدماغ من متبرعين بالأبحاث (12 مصابًا بألزهايمر و10 أصحاء) لدراسة نشاط الجينات في الخلايا الدبقية الصغيرة.

رسم توضيحي لخلية عصبية سليمة (يسار)، وخلية عصبية مصابة بمرض الزهايمر (الوسط)، وخلية عصبية ميتة تبتلعها الخلايا الدبقية الصغيرة (يمين)

رسم توضيحي لخلية عصبية سليمة (يسار)، وخلية عصبية مصابة بألزهايمر (وسط)، وخلية عصبية ميتة تبتلعها الخلايا الدبقية الصغيرة (يمين)

وأضاف أن الفريق استخدم طريقة جديدة لتعزيز تسلسل الحمض النووي الريبي (RNA) أحادي النواة، للتعرف على 10 مجموعات مختلفة من الخلايا الدبقية الصغيرة في أنسجة المخ، بناءً على مجموعتها الفريدة من التعبير الجيني، والتي تخبر الخلايا بما يجب فعله.

تطور مرض الألزهايمر

وجد الباحثون أن مجموعات الخلايا الدبقية الصغيرة في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الألزهايمر كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا في حالة ما قبل الالتهاب، ما يعني أنهم كانوا أكثر عرضة لإنتاج جزيئات التهابية يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الدماغ، وقد تسهم في تطور مرض ألزهايمر.

صورة مجهرية للخلايا الدبقية الصغيرة (الأخضر) في الدماغ المصاب بمرض الزهايمر.

صورة مجهرية للخلايا الدبقية الصغيرة (الأخضر) في الدماغ المصاب بمرض الألزهايمر.

ويعتقد العلماء أن الخلايا الدبقية الصغيرة يمكنها تغيير أنواعها بمرور الوقت، فلا يمكن فحص الدماغ لتحديد نوع الخلايا الدبقية الصغيرة الموجودة فيه على وجه الدقة، ولذلك فإن تتبع كيفية تغير الخلايا الدبقية الصغيرة بمرور الوقت يساعد في فهم دورها في تطور مرض الألزهايمر.

ولا تزال الدراسة التي نشرتها مجلة Nature Aging، في مراحلها المبكرة، ولكنها تكشف عن دور هذه الخلايا في مرض الألزهايمر. وقد تكون مجموعات من الخلايا الدبقية الصغيرة أهدافًا لعلاجات جديدة، ويأمل فريق البحث أن تؤدي دراسته إلى تطوير علاجات جديدة يمكنها تحسين حياة المصابين بألزهايمر.

ربما يعجبك أيضا