ما حقيقة «المياه الصاخبة» في المحيطات؟

كشفت دراسة هولندية أن العالم تحت الماء أصبح صاخبًا بشكل متزايد بسبب تأثيرات تغير المناخ، ما يؤثر على الحياة البحرية.

وحذرت الدراسة من أن صوت السفن، بحلول نهاية هذا القرن، سيكون أعلى بخمسة أضعاف وسيتداخل مع سلوك العديد من أنواع الأسماك والثدييات البحرية.

انتقال الصوت في المحيط

أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره أمس الثلاثاء 21 نوفمبر 2023، أن الدراسة التي أجريت بالتعاون مع جامعة أوترخت والمنظمة الهولندية للأبحاث العلمية التطبيقية TNO، اعتمدت على النمذجة الرياضية واستكشف تأثير السيناريوهات المناخية المختلفة

وركزت الدراسة على درجة حرارة وحموضة مياه البحر، حيث تؤثر هذه العوامل على انتقال الصوت في المحيط، ووجدت أن مياه البحر أصبحت أكثر حمضية بسبب استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة، وأنه من المتوقع أن ينتقل الصوت تحت الماء إلى مسافة أبعد في معظم أنحاء محيطات العالم في المستقبل.

وذكر الموقع أن تيارات المحيط المتغيرة تلعب دورًا في هذه الظاهرة، وتنبأت الدراسة بحدوث تحول في طبقات درجات الحرارة في شمال المحيط الأطلنطي بسبب الانخفاض المحتمل في إمدادات المياه السطحية الأكثر دفئًا، ونتيجة لذلك، يمكن أن تتشكل “قناة صوتية” منفصلة في الجزء العلوي من شمال المحيط الأطلنطي.

فرق سرعة الصوت بين (2018 إلى 2022) و (2094 إلى 2098)

ضوضاء متزايدة

نقل الموقع عن مؤلف الدراسة وعالم المحيطات في المعهد الملكي الهولندي للأبحاث البحرية، لوكا بوسنتي، قوله إن الضوضاء المتزايدة الناتجة عن الإنسان ستؤثر على مجموعة واسعة من الحياة البحرية، لافتًا إلى أن الأسماك والثدييات البحرية تتواصل من خلال الأصوات.

وحذر بوسنتي من أن النظام البيئي بأكمله سيتضرر كثيرًا إذا لم تعد الأسماك قادرة على سماع الحيوانات المفترسة، أو إذا واجهت الحيتان صعوبة في التواصل مع بعضها البعض، لافتًا إلى ضرورة معرفة تأثيرات المناخ المتغير في النظام البيئي البحري.

وبالإضافة إلى الدراسة النظرية، أجرى فريق البحث الهولندي قياسات فعلية للأصوات تحت الماء، مستخدمًا الكرات الزجاجية المتكسرة لتوليد أصوات على أعماق مماثلة لتلك التي تستخدمها الثدييات البحرية، وسجلها على بعد عشرات إلى مئات الكيلومترات.