الجيل زد.. معضلة تواجه النظام في إيران

الجيل زد في إيران.. قنبلة موقوتة تواجه حكومة بزشكيان

يوسف بنده

الثقافة والحياة الجديدة التي ظهرت مع الجيل زد، تنذر بتغييرات اجتماعية واسعة في إيران، تجعل من الصعب تمرير أفكار النظام الحاكم بين أبناء هذا الجيل.


جاء فوز الرئيس الإصلاحي في إيران، مسعود بزشكيان، عقب حكومة متشددة تجاه الحريات الفردية والمرأة في إيران.

وكانت الاحتجاجات التي اندلعت منتصف سبتمبر 2022، عقب مقتل فتاة اعتقلتها شرطة الأخلاق، بداية للاعتراف بوجود شرخ في المجتمع الإيراني بين جيل الآباء وجيل الألفية وجيل زد.

الجيل زد والانترنت

الجيل زد = جيل الانترنت والفضاء الاليكتروني

الجيل زد في إيران

الجيل “زد” Generation Z أو zoomers، هو الجيل الذي يلي جيل الألفية، وغالبًا ما يستخدم الباحثون وعلماء الديموجرافيا مواليد ما بين منتصف التسعينيات ونهاية عقد الألفين، كنقطة بدء الجيل، ويتبعه جيل “ألفا” وهم مواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد 2020، كنقطة انتهاء.

وأبرز ما يميز هذا الجيل، استخدامه الواسع للإنترنت في سن مبكرة، وعادة ما يكون أبناؤه متكيفين مع التكنولوجيا، ويمثل التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من حياتهم الاجتماعية.

الجيل زد في إيران

الشباب يراهن على التغيير في إيران

انزلاق في هوة الغضب

كان معظم هذا الجيل لا يعترف بوجهي النظام في إيران (المحافظون والإصلاحيون)، إلا إن فوز الرئيس بزشكيان يمثل بارقة آمل للشباب في إيران من الأجيال كافة. لا سيما أن المسألة الاقتصادية وصعوبات المعيشة في إيران، تدفع هذه الأجيال للتفكير في الهجرة أو اليأس من احتمالية التغيير في ظل وجود نظام ديني في إيران.

لكن مع اشتداد حالة الصراع بين إيران وإسرائيل، انزلق الرئيس بزشكيان في هوة الغضب وتبني خطاب معادي تجاه إسرائيل. وهو ما يزيد من حالة الإحباط بين الشباب الإيراني، الذي ينتظر نتائج حكومة إصلاحية على اقتصاد بلاده. وهو أمر قد يهدد استقرار النظام الذي فقد جزءًا من شعبيته إذا لم يتم تلبية تطلعات الأجيال الشابة، التي وحدها قادرة على العمل أو الذهاب إلى ساحات التظاهرات.

ماموستا محمد امین راستی

إمام جمعة مدينة سنندج، ماموستا محمد أمين راستی

مخاوف النظام الإيراني

تشكل نظام ولاية الفقيه في إيران على أدبيات ما بعد ثورة 1979م والحرب مع العراق (1980-1988م)، التي رسخت مفاهيم الثورة والدفاع المقدس والمبادئ الدينية باسم دولة المهدي المنتظر. إلا إن معظم الأجيال الجديدة لا تنشغل بالشعارات الثورية، بسبب يأسها من استمرار المعاناة الاقتصادية بفعل العقوبات الغربية على إيران.

حسب وكالة أنباء الحوزة الدينية في إيران، الاثنين 5 أغسطس، يقول إمام جمعة مدينة سنندج، ماموستا محمد أمين راستی: “لا شك أن التحول الفكري لجيل الشباب يعرض مستقبل هذا النظام للخطر”.

وأشار الإمام السني، إلى أن التحولات الفكرية لدى الشباب هي من خطط الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء ضد النظام الإيراني، الذين عجزوا عن مواجهته عسكريًا.

محمدحسین رجبی

قائد فيلق شهداء أذربيجان الغربية، محمد حسين رجبي

أيضًا وحسب وكالة مهر الإيرانية، اليوم الثلاثاء 6 أغسطس، شدد قائد فيلق شهداء أذربيجان الغربية، محمد حسين رجبي، على ضرورة شرح تعاليم الثورة للجيل الجديد والمراهقين في إيران.

وأشار رجبي إلى أهمية قوات التعبئة (البسيج) ودورها في اجتذاب الأجيال الجديدة نحو مبادئ النظام الحاكم في إيران.

فتيات يعارضن الحجاب في إيران

فتيات يعارضن الحجاب في إيران

خلافات فكرية

يوضح تقرير لصحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن “الجيل زد” على عكس الأجيال السابقة التي ارتبط بتيارات ثقافية أو سياسية محددة، وقد انتقلت من تيار لآخر، لا يمكن حصره في تيار فكري محدد، بسبب أنه يستلهم رؤيته ومعارفه من وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير أن هذا الأمر أدى إلى فجوة في المواقف السياسية بين أجيال الشباب المختلفة في إيران، فإن كان الجيل زد أكثر اهتمامًا بمتابعة الأحداث السياسية بسبب التصاقه بوسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الافتراضية، لكن هناك تقاوت كبير في وجهات النظر بين ذلك الجيل نفسه، حيث لا يملكون أية قناعة نحو أية فكرة.

كذلك، أشار تقرير الصحيفة الإصلاحية إلى أن 30% من سكان إيران على منصة انستجرام، وهم من الشباب بلا شك، ويستعرضون حياتهم اليومية على هذه المنصة. ما أدى في النهاية إلى فقدانهم الشعور بالخصوصية، وتدربت أذهانهم على مسألة البحث عن الفضائح وتمرير المعلومات بلا حساب أو تدقيق.

والمحصلة، أن الثقافة والحياة الجديدة التي ظهرت مع الجيل زد، تنذر بتغييرات اجتماعية واسعة في إيران، تجعل من الصعب تمرير أفكار النظام الحاكم بين أبناء هذا الجيل، إلا إذا كان الأبناء ينتمون لآباء حريصين على ذرع تلك الأفكار في أذهان أبنائهم.

ربما يعجبك أيضا