ذا هيل | ما وراء خرافة الحروب السُنيّة – الشيعية في الشرق الأوسط

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

يشهد الشرق الأوسط جولة أخرى من الاحتجاجات، من لبنان إلى إيران، والتي أشعلتها مجموعة متنوعة من العوامل.

إحدى القضايا التي لم تكن في الصدارة هي الانقسام السُني الشيعي المعتاد، والذي ميّز بعض الصراعات في المنطقة خلال العقود الماضية.

ويُظهر التراجع في الصراع الديني الطائفي، الذي يُذكّر بصراعات أخرى مثل شمال أيرلندا أو حرب الثلاثين عامًا ، كيف أن تقسيم الشرق الأوسط لكتل دينية هو وجهة نظر تبسيطية أكثر من اللازم.
ويقدّم تقرير مخابراتي، من 700 صفحة، مُسرّب من إيران أدلة صادمة بشأن كيفية عمل الجماعات السُنية والشيعية السياسية معًا ضد أعداء مشتركين.
تكشف التقارير المخابراتية الإيرانية، التي نشرها موقع "إنترسبت" و"نيويورك تايمز" يوم 18 نوفمبر, عن لقاء بين قوات الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين.
يقول موقع إنترسبت: "يمثل فيلق القدس أقوى دولة شيعية في العالم, بينما جماعة الإخوان المسلمين عبارة عن قوة سياسية ودينية مؤثرة غير تابعة لدولة في العالم الإسلامي السُني".

إذن؛ لماذا جلس ممثلو التنظيمين في فندق تركي في 2014 لرسم استراتيجية إقليمية وبحث كيف يمكنهما العمل معًا؟ لأنهم أدركوا أن لهم أعداء مشتركين، من ضمنهم السعودية ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر, الذي أطاح بالإخوان المسلمين في 2013, وإسرائيل، ولديهم أعداء مشتركين أيضًا في الغرب, حيث تَعتبر إيران أن الولايات المتحدة عدوّها الرئيسي في العالم.

منذ أكثر من عقد عندما غرق العراق في حلقة مفرغة من حوادث القتل بين المتمردين المدعومين من القاعدة والميليشيات الشيعية، كان من السهل النظر لصراعات الشرق الأوسط على أنها بين هذا "الشقاق الديني القديم." لكن هل كان بالفعل شقاقًا قديمًا يجعل الدول السُنية, مثل تركيا, تميل إلى محاربة الأنظمة الدينية الشيعية مثل إيران؟ أم أنه "صراع حديث في الدول الفاشلة أو التي في طريقها للفشل تشعله خصومة سياسية, وقومية وجيواستراتيجية"، مثلما زعم مقال لمؤسسة بروكنجز في 2018؟  

ولا شك في أن وحشية داعش – الذي هاجم الشيعة في العراق عندما غزا الدولة في 2014, وقتل أكثر من ألف طالب عسكري شيعي في قاعدة سبايكر – تُمثّل أسوأ ما في التطرف السُني، وقد اقترح بعض صناع السياسة إقامة "دولة سُنية" في العراق, وهي فكرة جادلها مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون في 2015.

لكن القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ليست على طرفي نقيض كما يريدها البعض أن تكون. أعدمت حركة طالبان الشيعة في أفغانستان, لكنها كانت تجتمع مؤخرًا مع إيران. تركيا وقطر حلفاء, وكلاهما يعمل مع إيران ضد السعودية والإمارات في الخليج العربي.

وتعمل تركيا مع حماس لأن الحزب الحاكم في تركيا، حزب العدالة والتنمية, وحماس ينظران للإخوان المسلمين بطريقة إيجابية، وتمول إيران أيضًا حماس في غزة، والقتال الأخير بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" في غزة أيضًا مرتبط بدعم إيران لتلك الحركة.

في الماضي, أمضى أعضاء حماس وقتًا في دمشق بسوريا وقطر. ودمشق قناة اتصال رئيسية لإيران لتدعم حزب الله في لبنان، وعلى نحو غير مفاجئ, تمتلك حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عملاء في دمشق.
المستند المُسرّب الذي يوضح أن جماعة الإخوان فكرت في العمل مع الحرس الثوري الإيراني يكشف أن ليس كل شيء في الشرق الأوسط يمكن وضعه في نظام ثنائي بسيط.
في السابق, كان "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي"، وكانت الدول العربية بشكل عام منقسمة بين موالية للاتحاد السوفيتي أو موالية للولايات المتحدة.

ولاحقًا, كانت هناك نقاشات حول تقسيم الشرق الأوسط إلى "سياسة قبلية"، ثم الانقسامات الشيعية – السُنية. غير أن الحقيقة هي أن كل هذه الأشياء تلعب دورًا: القبيلة, والدين, والمَلكية, والقومية.. جميعها أجزاء من الهوية.

في بعض الحالات, ربما تأتي الهوية الشيعية أولًا, مثلا عند مواجهة داعش، وفي أوقات أخرى, ربما تكون علاقات المصلحة منطقية أكثر. واليوم, تركيا وإيران, الخصمان السابقان عندما كانتا إمبراطوريتين عثمانية وفارسية, تعملان معًا على بعض القضايا ولأنهما معاديتان للسعودية وإسرائيل. ربما يتغير هذا في يوم من الأيام, لكن لا يوجد دائمًا تفسيرًا دينيًّا بسيطًا لهذه التغييرات أو التحديات.

لقد عملت إيران لخلق مجموعة من الجماعات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني, وغالبيتها من الشيعة, التي تمتد من لبنان إلى العراق، لكنها تريد أيضًا العمل مع البلاد الأخرى, بغض النظر عن الدين؛ وهذا سيعني أن الجماعات الإسلامية السياسية, مثل الحرس الثوري الإيراني أو الإخوان, سيجدون أنفسهم شركاء غرباء ضد أعداء مشتركين.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا