ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح
تستخدم الصين في الأساس مشاريع بنى تحتية ضارة بيئيًّا واجتماعيًّا للحصول على مكاسب دبلوماسية لمواجهة الوجود العسكري الأمريكي في منطقة المحيط الهندي – الهادئ، وتحاول في الوقت ذاته إعطاء نفسها ميزة تنافسية عن الولايات المتحدة في أسواق ناشئة مهمة. تساعد مشاريع الفحم المدعومة من بكين، على سبيل المثال، الحزب الشيوعي الصيني في توسيع تعاونه الدفاعي مع إسلام آباد، ومساعدتها في الوقت ذاته على الإضرار بالبيئة. إن قادة باكستان – وقادة الدول النامية الأخرى حيث تفعل بكين الشيء ذاته – إما أنهم لا يرون هذا الرابط، أو أنهم باتوا مدمنين للغاية على الأموال الصينية؛ ما يمنعهم من الاعتراض على نهج الصين في علاقتها مع باكستان.
وأثناء انعقاد "المنتدى الثاني لمبادرة الحزام والطريق" عام 2019، أصدر الحاضرون المُقبلِون من جميع أنحاء العالم بيانًا مشتركًا يتضمن 283 منجزًا مستهدفًا، ركز العديد منها على تعزيز التنمية المستدامة اجتماعيًّا وبيئيًّا في مشاريع المبادرة، كما جرى إطلاق طائفة من المبادرات، من بينها مبادرتان ركّزتا على تحقيق أقصى قدر ممكن من الكفاءة في عمليات الإضاءة والتبريد لتقليل استخدام الطاقة، وبناء مدن مستدامة.. ولكن يبقى التساؤل: هل من الممكن تحقيق تلك الأهداف؟
مع ذلك، فإن مبادرة الحزام والطريق ليست مجرد حزام ناقل للفحم؛ فالصين تصدّر أيضًا طاقة متجددة للخارج، إذ أصبحت مصارفها التجارية نشطة في هذا المجال، كما وفّرت التمويل والأعمال الهندسية والمعدات والبناء للعديد من مشاريع الطاقة الشمسية الأكبر في العالم، من بينها مجمّع "نور" للطاقة الشمسية في المغرب وحديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في الإمارات (وكلاهما مشروعان تابعان لمبادرة الحزام والطريق). كما جرى بناء مزارع رياح مهمة ضمن هذه المبادرة، من بينها "مزرعة داوود لطاقة الرياح" في باكستان.
ونظرًا للموارد والأساليب المتطورة المطلوبة لإنشاء هذا السوق، فمن المتوقع أن يظل ذلك هدفًا صعب التحقيق بالنسبة للعديد من الدول النامية لفترة طويلة من الزمن. ولو كانت الصين تتمتع بالذكاء، لتعاملت مع مصارف التنمية متعددة الأطراف لتوفير البيئة القادرة على دعم هذه البيئات المحلية ضمن الخطة الكبرى لمبادرة الحزام والطريق. لكن في الوقت الراهن، سيظل هذا الطموح مجالاً قاصرًا على المؤسسات المالية والتنموية الصينية.
للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا>
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=7798