الصحافة العبرية | استراحة مقاتل لحركة حماس.. وهل غيرت إسرائيل علاقتها بالحرم القدسي؟

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

من الذي يريد الصلاة في الحرم القدسي؟

تناول الكاتب جادي جبرياهو رغبة المتطرفين اليهود في شد الرحال للمسجد الأقصى والصلاة هناك، لا سيما وأن التيارات المحافظة والإصلاحية اليهودية أجمعت على تجنب الصلاة في الحرم القدسي، لتفادي إشعال الوضع. كما يلتزم تيار الصهيونية الدينية الحقيقي والمركزي – لا الحزب المزيف – بتعليمات كبار رجال الدين والمؤسسة الدينية العليا في إسرائيل، ولذلك لم يبق سوى قلة قليلة هامشية تنوي جر إسرائيل لمواجهات مع العالم الإسلامي.

ورأى الكاتب أن المتطرفين اليهود يسعون لإسقاط حكومة بينيت وتغيير الوضع الراهن في القدس والحرم القدسي الشريف، وقد حاولوا سابقًا فعل ذلك من خلال مسيرة الأعلام فور تشكيل الحكومة الجديدة، ولكنهم ومع الأسف لن يكفوا عن ذلك إلى حين سقوط الحكومة.

وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن اعتبار دخول اليهود للحرم القدسي والصلاة فيه، جدلًا أكاديميًّا يتعلق فقط “بحرية ممارسة الشعائر الدينية”، بل يجب اعتباره محاولة لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي وفي مدينة القدس، الأمر الذي قد يجر المنطقة برمتها إلى حرب طاحنة، فليتفضل الراغبون بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي بإجراء استفتاء شعبي حول طرحهم البريء هذا، وبناء على نتائجه ليشد كل المتطرفين رحالهم للصلاة في الحرم القدسي كما يحلو لهم، أو يختاروا بدلًا من ذلك السلم، أي الصلاة في حائط المبكي كما فعل سابقوهم.

تقليص التواجد الأمريكي في المنطقة.. إلى أين؟

أكد الباحث بمركز بيجن-سادات للدراسات “دورون ماتسا” أن هناك بيانات رسمية من واشنطن تفيد بتقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وسيشمل هذا التقليص أيضًا الدفاعات الجوية المنصوبة في المملكة العربية السعودية التي تواجه أيضًا مشكلة الحوثيين في اليمن، وبالتأكيد هذا الخبر ليس جديدًا، فتقليص الوجود العسكري الأمريكي كان هدفًا وضعته لنفسها أيضًا إدارة ترامب عندما أرادت تحويل مركز الثقل الاستراتيجي للولايات المتحدة إلى قوة اقتصادية عظمى في مواجهة التحدي الصيني، والآن يدرك الرئيس بايدن سلّم أولويات واشنطن الذي يركز أولًا على الصين، وبصورة أقل على روسيا والشرق الأوسط.

ورأى الباحث أن ذلك هو سبب عدم الاهتمام بالشرق الأوسط الذي تظهره الإدارة الأمريكية حاليًا، وهذا هو سبب عدم إظهار بايدن حتى الآن حماسة استثنائية لمحاكاة الولاية الأولى لإدارة أوباما والتدخل في مستنقع النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني المعقد؛ ولهذا السبب تراجع محمود عباس، الذي وضع توقعات مبالغًا فيها واعتمد على التقدميين في واشنطن، عن عملية الانتخابات العامة في المناطق بعد أن أدرك أن الإدارة الديمقراطية ليست متحمسة لها.

وفي هذه المرحلة ليس واضحًا ما إذا كان سيستمر توجه عدم التدخل في المسألة الفلسطينية؛ فمن المحتمل أن يحفز التغيير السياسي في إسرائيل إدارة بايدن على المحاولة مجددًا فيما فشلت فيه أكثر من مرة. لكن على الرغم من أنه من الواضح أن تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط كان هدفًا مشتركًا بين إدارتي ترامب وبايدن، إلا أن هناك فارقًا كبيرًا بينهما بشأن كل ما له علاقة بإيجاد ظروف استراتيجية تسمح بالانسحاب الأمريكي. وبالنسبة إلى ترامب، تقليص الوجود العسكري مرتبط بممارسة ضغط كبير على إيران لدفعها إلى طاولة المفاوضات، بينما هي ضعيفة ومستعدة لقبول اتفاق أفضل بكثير من الاتفاق النووي لسنة 2015. في المقابل عمل ترامب على إيجاد توازن استراتيجي إقليمي جديد يعتمد على ائتلاف بين إسرائيل ودول الخليج اتخذ صورة اتفاقات أبراهام.

هدوء حماس.. استراحة محارب

أكد الكاتب بمركز القدس للشئون السياسية “يوني بن مناحم” أنه بعد هدوء نسبي في قطاع غزة، وفي نهاية عيد الأضحى، استأنفت التنظيمات الفلسطينية المسلحة عملياتها ضد إسرائيل وأطلقت بالونات مشتعلة في اتجاه غلاف غزة أحرقت عدة حقول في الجانب الإسرائيلي، وردًّا على ذلك؛ قلّصت إسرائيل مجال الصيد في القطاع إلى 6 أميال، كما هاجمت طائرات الجو الإسرائيلية أهدافًا تابعة لـحماس في قطاع غزة.  

وأوضح بن مناحم أن التصعيد سيكون تدريجيًّا وسيبدأ بإطلاق بالونات مشتعلة على مستوطنات غلاف غزة، بعدها سيجري الانتقال إلى مسيرات على طول حدود القطاع تشبه مسيرات العودة التي بدأت في سنة 2017 واستمرت سنة ونصف السنة.

هذا، وتواصل إسرائيل إغلاق المعابر إلى قطاع غزة وتمنع دخول المواد الأولية ومواد البناء، وتضع السياسة الإسرائيلية شرطًا لإعادة إعمار القطاع هو إحراز تقدم في الخطوات لاستعادة الأسرى والمفقودين الأربعة الذين تحتفظ بهم حماس، وبالاستناد إلى أطراف في حماس تُدخل إسرائيل إلى القطاع فقط 30% من البضائع التي كانت تسمح بدخولها قبل الحرب الأخيرة.

ويعتقد الكاتب أنه يخطئ من يعتقد أن عملية سيف القدس انتهت، كل ما في الأمر نحن الآن في مرحلة استراحة المقاتل بالنسبة إلى حماس، فالمعركة ضد إسرائيل ومن أجل القدس والمسجد الأقصى، والتي بدأت في مايو، لا تزال مستمرة.

إسرائيل تستضيف تدريبًا عسكريًّا لطائرات بدون طيار

كشفت المراسلة العسكرية لصحيفة إسرائيل اليوم “ليلاخ شوفال” أن سلاح الجو الإسرائيلي استضاف هذا الأسبوع ولأول مرة في إسرائيل تمرينًا دوليًّا لتفعيل طائرات مسيرة من دون طيار، بمشاركة مندوبين من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا. وسيستمر التمرين الذي سُمي Blue Guardian لمدة أسبوعين، ويشمل تحليقًا لطائرات “هيرمس 450” المسيرة. ويستهدف التمرين تدريب المشتركين فيه على سيناريوهات متعددة، بما في ذلك دعم القوات البرية، والقيام بمهمات استطلاع وجمع معلومات استخباراتية، والتعاون مع مختلف القوات في الجو.

وقالت المراسلة إن هذا التدريب يركز على الطائرات من دون طيار نظرًا إلى الأهمية الاستراتيجية التي اكتسبتها على خلفية تعاون القوات الجوية مع الدول الأجنبية، وأضافت أن دولة إسرائيل تعدّ رائدةً في مجال تلك الطائرات، وأن هذا التمرين من شأنه أن يكون بمثابة منصة للدرس والنمو المتبادلين.

ولفتت المراسلة إلى قول مسؤول كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، بأن سلاح الجو نفّذ 6000 ساعة تشغيل لطائرات مسيرة من دون طيار خلال عملية حارس الأسوار العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهذا أكثر من أي وقت مضى، وقام الجيش الإسرائيلي بإطلاق ما معدله 20 طائرة مسيرة في وقت واحد خلال فترة العملية، ونفذت هذه الطائرات الموجهة عن بعد عمليات استطلاعية وضربات بالتنسيق مع مروحيات ومقاتلات بصورة أسرع وأفضل مما كانت عليه حتى الآن.

هل غيرت إسرائيل علاقتها بالحرم القدسي؟

أوضح الكاتب ناداف سيرجيه بمركز القدس للشئون العامة والسياسية أن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت المحافظة على “حرية العبادة” لجميع الأديان في الحرم القدسي- بما فيها اليهودية، ثم تراجعه السريع عنه هو نتيجة مبدأ ثابت عمره 54 عامًا وضعته حكومات إسرائيل المتعاقبة – سواء من اليسار أو من اليمين – بشأن كل ما له علاقة بحقوق اليهود في الحرم القدسي واحتمالات تحقيقها.

ويقوم هذا المبدأ الثابت على التفريق بين حق الزيارة الذي يمكن تحقيقه وبين حق الصلاة الذي لا يمكن تحقيقه. في الأعوام الأربعة الأخيرة، وبعد سلسلة انتهاكات كبيرة وجوهرية لهذا المبدأ من جانب المسلمين، مثل بناء واستخدام 3 مساجد جديدة في الحرم، وتقليص مناطق وساعات زيارة اليهود إلى المكان، وتآكل المحافظة وتطبيق قوانين التخطيط والبناء والآثار في الحرم، وإغلاق البوابات منعًا لدخول اليهود وغيرها، طرأ تآكل معين أيضًا على التطبيق الصارم لمنع صلاة اليهود في الحرم.

ورأى الكاتب أنه من المحتمل أن يكون إعلان رئيس الحكومة بينيت بشأن المحافظة على حرية العبادة لكل الأديان في الحرم وُلد نتيجة رغبته في ترسيخ ذلك رسميًّا في الواقع القائم. وإذا كان هذا هو ما حدث فإنه كان خطأً؛ لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى أن ما سُمح به بصورة غير رسمية في الحرم لن يكون مسموحًا به في الأشهر المقبلة.

دوامة لبنان لا تزال مستمرة

أكدت الكاتبة بمعهد دراسات الأمن القومي “أورنا مزراحي” أن اعتذار سعد الحريري عن تأليف الحكومة في لبنان يعكس الدوامة التي تعيشها الساحة السياسية في هذا البلد. يأتي ذلك على خلفية الضائقة المتفاقمة التي يعانيها السكان في مواجهة أقسى أزمة اقتصادية شهدها لبنان، والتي تتسبب بصعوبات معيشية ونقص حاد في السلع الاستهلاكية الأساسية كالغذاء والكهرباء والوقود والمياه والدواء، بالإضافة إلى غياب البنى التحتية الأساسية التي من المفترض أن تؤمنها الدولة لمواطنيها.

فالمنظومة الحاكمة في لبنان، التي لا حكومة لديها منذ سنة تقريبًا، مشلولة تمامًا وليس في مقدورها اتخاذ القرارات المطلوبة لمواجهة الأزمة. الجهات الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي يعاني هو أيضًا جراء ضائقة اقتصادية، تجد صعوبة في القيام بمهماتها. خطوة الحريري أثبتت مجددًا ضعف وعجز الزعامات الغنية والفاسدة من كل الطوائف، بينها حزب الله الذي يركز في الأساس على المحافظة على قوته ومكانته دون أن يظهر أي استعداد لتقديم تنازلات من أجل مصالح كل سكان الدولة.

وأوضحت الكاتبة أن هناك فريقين في إسرائيل، أحدهما يرى أن تفكك لبنان في مصلحة إسرائيل، والثاني يرى العكس وأن تفكك لبنان سيء لإسرائيل، الفريق الأول يدّعي أن حزب الله يسيطر على لبنان حاليًا، ويقولون إنه كلما ازدادت المصاعب الداخلية في هذه الدولة كلما غرق حزب الله في مواجهة مشكلات هذا البلد، وسيكون من الصعب عليه التفرغ للمواجهة مع إسرائيل، وسينتهج نهجًا منضبطًا أكثر حيالها. وبحسب وجهة النظر هذه، حتى لو اضطر حزب الله في نهاية المطاف إلى اختيار السيطرة بالقوة والاستيلاء رسميًّا على السلطة في لبنان، فإن ذلك سيزيد شرعية إسرائيل على العمل في مواجهة لبنان، وخصوصًا في وضع مواجهات عسكرية أو حرب شاملة.

أما الفريق الثاني الذي يعتقد أن تفكك لبنان ليس في مصلحة إسرائيل، يرى أن من مصلحة إسرائيل أن يبقى لبنان مستقرًا ومواليًا للغرب، ويقولون إنه على الرغم من سيطرة حزب الله على لبنان، إلا أنه ليس عنصر القوة الوحيد، وأي تدهور إضافي في الوضع الداخلي للدولة سيقويه ويمكن أن يؤدي إلى تغيير توازن القوى الداخلي في لبنان ضد مصلحة إسرائيل في الأساس في المدى البعيد. وبذلك يحقق نصر الله رؤيته بتحويل لبنان إلى دولة أُخرى واقعة تحت وصاية إيران، وإلى جزء لا يتجزأ من المحور الشيعي. ومنذ بداية الأزمة الاقتصادية – السياسية المستمرة في لبنان ادّعى نصر الله أن على الاقتصاد اللبناني الانفصال عن الغرب والتوجه شرقًا، وفتح جسور مع إيران والعراق وسوريا؛ لذا من المحتمل أن يؤدي تفكك لبنان إلى دفعه إلى الحضن الإيراني وتحوله مع مرور الأيام إلى معقل آخر لإيران شبيه بسوريا.

بعد إعلانها المقاطعة.. إسرائيل تهدد شركة “بن آند جيري” للمثلجات بعواقب وخيمة

تناول رسم كاريكاتيري بصحيفة “كالكاليست” الاقتصادية أزمة إعلان شركة آيس كريم “بن آند جيري” العملاقة أنها لن توزع منتجاتها بعد الآن في المستوطنات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، على الرغم من أنها ستستمر في التوزيع في إسرائيل، حيث أعلنت الشركة في بيانها أن هذه الخطوة تعكس مخاوف محبي الشركة وشركائها الموثوق بهم.

وتعرّض الرسم لردة الفعل الإسرائيلية العنيفة على قرار الشركة، حيث هدّد رئيس الوزراء نفتالي بينيت شخصيًّا الشركة بعواقب وخيمة، معتبرة تلك الخطوة من جانب الشركة معادية بشكل سافر لإسرائيل، وأن بلاده ستتصرف بحزم ضد كل عمل من شأنه مقاطعة مواطنيها.

وصور الرسام بينيت ووزير دفاعه يهاجمان بالسلاح عبوة آيس كريم خاصة بالشركة المذكورة، تعبيرًا عن قوة رد الفعل الإسرائيلي تجاه تلك الأزمة، والتصعيد المبالغ فيه من جانب المسؤولين.

ربما يعجبك أيضا