معضلة تعز تهدد الهدنة اليمنية.. ماذا يدور في مفاوضات عمّان؟

ضياء غنيم
معضلة تعز تهدد مخرجات مفاوضات عمّان

تعاني مدينة تعز من حصار مطبق منذ 2015 على وقع سيطرة الميليشيات على الطرق المؤدية إليها، مما فاقم أزمات خمسة ملايين شخص بحاجة للإمدادات الغذائية والطبية


فشلت مفاوضات فتح الطرق بمحافظة تعز في اليمن، المنعقدة في عمّان، بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي حتى الآن في إيجاد صغية لاستمرار الهدوء، رغم اقتراب الهدنة من نهايتها.

وبالتزامن مع تلويح الوفد الحكومي اليمني بالانسحاب من المفاوضات نتيجة تعنت الحوثيين في فتح الطرق، خرجت مظاهرات في المدينة الجبلية تطالب برفع الحصار عنها، وإنهاء معاناة سكانها المستمرة منذ 2015. فماذا يحدث؟

مفاوضات عمّان على حافة الانهيار

اللجنة الحكومية المفاوضة في عمّان، لوحت يوم الجمعة 27 مايو 2022، بوقف النقاش والحوار مع الحوثيين، إذا لم يلتزموا بفتح الطرقات الرئيسة من وإلى تعز والممثلة في طريق “تعز/ الحوبان/ صنعاء”، وطريق “تعز/ الحوبان/ عدن”، وطريق “بيرباشا/ مصنع السمن والصابون/ البرح/ الحديدة”، وطريق “البرح/ المخاء”.

وذكر رئيس اللجنة، عبدالكريم شيبان، في بيان صحفي، أن جماعة الحوثي رفضت الاقتراحات وعرضت فتح ممر جبلي ضيق ووعر معد لمرور الحمير والجمال ولا يسمح بحركة السيارات يبعد عن المدينة مسافة 30 كيلومتر، ما اعتبره رئيس وفد الجماعة هدية منهم لأبناء تعز. حسب صحيفة الأيام.

الحوثيون حصلوا على ما أرادوا

شيبان ندد بتعنت ومماطلة الفريق الحوثي وعدم جديته في تنفيذ تعهداته بموجب الهدنة التي تنتهي في 2 يونيو 2022، مقابل ما حصلوا عليه. وأتاحت الهدنة للحوثيين فتح مطار صنعاء والسماح برحلات متبادلة مع “القاهرة وعمّان” وفتح ميناء الحديدة لدخول سفن المشتقات النفطية، فضلّا عن قبول الحكومة بجوازات السفر التي اعتمدتها الجماعة.

وفد الحوثي يرد الاتهامات

على الجانب الآخر اتهم رئيس الوفد المفاوض للحوثيين، يحيى الرزامي، الوفد الحكومي بالتفاوض على فتح الطرق في مناطق محصورة بتعز، وأنه لا يريد أي نقاش عن المحافظات الأخرى. وقال الرزامي في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط إن وفده «قدم مبادرات في المناقشات الجارية تسهم في رفع كل ما يسبب المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن عامة وأبناء تعز خاصة».

ونقلت قناة الميادين عن ما أسمته نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، قوله إن وفد الحكومة الشرعية رفض طلب الحوثيين بإعادة الانتشار وعدم استعمال الطرق لأغراض عسكرية وإنهاء القتال، كما رفض طلب الفتح التدريجي لبعض الطرق من الجانبين، حسبما ذكر في تغريدة على تويتر.

المبعوث الأممي مطالب بالضغط على الجماعة

المبعوث الأممي، هانز جروندبرج، يسعى من خلال المفاوضات الجارية لتمديد الهدنة وتهيئة الأجواء للمسار السياسي لحل الأزمة وصولًا إلى تسوية شاملة. وبعد استجابة الحكومة الشرعية لكل بنود الهدنة، يرى محللون أن جروندبرج بحاجة لممارسة ضغط أكبر على الجماعة إذا أراد تحقيق خطته للسلام في اليمن. بحسب صحيفة العرب.

المباحثات التي انطلقت، يوم الأربعاء، في عمّان برعاية أممية تأجل انعقادها منذ بداية الهدنة على خلفية اتهام الحكومة للحوثيين بالمماطلة في تسمية الوفد المفاوض بشأن فتح الطرق والمعابر بين مناطق سيطرة الطرفين. واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية إنهاء معضلة تعز استحقاقًا مفصليًا قد يسهم في بدأ المسار السياسي للحل أو تقويض جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب اليمنية.

معضلة تعز تتواصل

تعاني مدينة تعز من حصار مطبق منذ 2015 على وقع سيطرة الميليشيات على الطرق المؤدية إليها، مما فاقم أزمات 5 ملايين شخص بحاجة للإمدادات الغذائية والطبية، فضلًا عن تعرض حياتهم للخطر  في طرق وعرة، ومضاعفة تكاليف وزمن التنقل من وإلى المدينة.

إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية لتعز إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية لتعز

وتقدر الخسائر البشرية جراء ذلك الحصار بـ3 آلاف و590 مدنيًّا بينهم 761 طفلًا و347 امرأة و289 مسنًّا، خلال الفترة من مارس 2015 وحتى نهاية 2020، بالإضافة إلى نحو ألفي و445 مواطنًا من ضحايا القصف المدفعي وأعمال القنص.

جلسة حاسمة

ذكر موقع قناة الشرق أن الطرفين لم يتوصلا حتى صباح اليوم السبت 28 مايو 2022، إلى اتفاق بشأن فتح الطرقات والمعابر المغلقة في عدد من المحافظات اليمنية.

وقال عضو الفريق الحكومي، اللواء محمد عبد الكريم المحمودي، إن الجلسة المقبلة حاسمة، وأنه مقرر أن تشهد تحديد مسار ملف الطرقات والمنافذ المغلقة في تعز، مشددًا على أن الوفد لن ينسحب من المشاورات.

ربما يعجبك أيضا