من مصر إلى الهند.. فرحة العيد بكل اللغات

أماني ربيع

أماني ربيع

بعد 30 يوما من الصيام والقيام يختم شهر رمضان ذلك الضيف الجميل زيارته ببهجة العيد، تلك البهجة التي يكافئ الله بها عباده الذين امتنعوا طوال شهر طامل عن الملذات وما أحله لهم امتثالا لأوامره، ورغم أن لرمضان فرحة خاصة في القلوب وأن كل لياليه عيد إلا أن لعيد الفطر وقعه الخاص في النفوس فهو وقت للمرح ولمة العائلة وصلة الأرحام.

وحول العالم يحتفل ملايين المسلمين بقدومه رغم تباين الثقافات وطريقة الاحتفال لكنهم يحرصون على إحيائه كل بطريقته الخاصة غير ناسين لأهم أركانه وهو إخراج زكاة الفطر سواء في ليلة العيد أو في الصباح قبل صلاة العيد.

وفي هذا التقرير نستعرض معكم احتفال المسلمين حوال العالم بقدوم العيد

مصر

مع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة، إذ يقوم الناس بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم بعضاً في المسجد، وتقديم التهاني الخاصة “عساكم من عواده” و”تقبّل الله طاعتكم” وغيرها، ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعداداً للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب.

وتنتشر عادة في الكثير من الأسر السعودية الاجتماعات وخصوصًا في الاستراحات التي تقع في المدينة أوفي أطرافها، إذ يتم استئجار «استراحة» يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، التي تضم الجد والأولاد والأحفاد. إذ تقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب من قبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة.

الإمارات

وفي الإمارات توضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضاً، ويتم تجهيز الملابس الجديدة للأطفال ويتم تجهيز طعام العيد وخصوصًا اللقيمات والبلاليط، ويبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، مرتدين الملابس الجديدة وقد يكون هنالك إطلاق نار في “الرزقة” وهي رقصة شعبية أيضاً تعبيراً عن الفرح.

 اليمن

إذا ذكرت الاحتفالات والأعياد ذكرت مصر، وللعيد فيها طعم خاص مختلف، ويبدأ الاستعداد له من منتصف شهر رمضان حيث تبدأ الأسرة المصرية رحلة البحث عن “هدوم العيد” وتكتظ الشوارع بالأمهات والآباء الذين يشترون الملابس لأطفالهم، وتكون بهجة خاصة عند الأطفال الذين يجدون أنفسهم أبطالا للحظة يختارون ما يعجبهم من ملابس ويأخذونها معهم ويحلمون بارتدائها صبيحة العيد وفي ليلة العيد تنام بجانبهم.

ولا ننسى “كحك العيد” وهو الطقس الذي تجتمع فيه القريبات والجيران و الأصدقاء لإعداد حلوى العيد من كعك وبسكويت وغريبة، وهي الحلوى التي تقدم للضيوف يوم العيد، وهو طقس ممتع مليء بالفرحة خاصة للأطفال، وتزدحم الأفران بالأواني التي تفوح رائحتها الذكية.

وفي صباح العيد يفطرون على تمرة ثم يرتدون الملابس الجديدة وينزلون إلى الساحات من أجل صلاة العيد وبعد الانتهاء تبدأ زيارات الأقارب ثم توزيع العيدية وهو الطقس الذي ينتظره الأطفال على أحر من الجمر، ويذهب الجميع إلى النوم بعد سهرة ليلة العيد ثم يستيقظون إما للجلوس أمام التلفزيون ومشاهدة المسرحيات الكوميدية الكلاسيكية، او الخروج إلى المنتزهات مثل القناطر وحديقة الأزهر وحديقة الحيوانات وغيرها.

ماليزيا

تعتبر ماليزيا من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وتجتمع الأسرة المسلمة هناك في العاصمة كوالالامبور لصلاة العيد والحرص على الاستماع إلى الخطبة وبعد الانتهاء يتبادلون التهنئة بعبارة “اغفر لي أخطائي”، لأنهم يعتبرون يوم العيد يوم غفران الذنوب ونشر روح التسامح.

وهناك  تقليد “البيت المفتوح”، وهو عادة محلية يفتح فيها الماليزيون أبواب منازلهم لاستقبال الأقارب والجيران للتهنئة وتناول وجبة شهية.

وأشهر الأطعمة المرتبطة بالعيد في ماليزيا “كيتوبات” ويصنع من الأرز المطهو في أوراق البامبو، و”ليمانج” المصنوع من الأرز المخلوط بحليب جوز الهند، و”ريندانج” المصنوع من لحم البقر والبهارات.

تايلاند

وفي تايلاند لا وقت للإجازة لدى موظفي البريد والسبب تقليد محلي يرسل فيه المسلمين في تايلاند بطاقات التهنئة للأصدقاء والأقارب، وفي الريف يضطر موظفوا البريد لتأجيل إجازاتهم، ويذهب الرجال إلى صلاة العيد مرتدين “السارونج”.

الهند

وفي الهند وخاصة مدينة حيدر أباد تنتظر النساء العيد لزخرفة اليد بالحناء وارتداء الملابس الحريرية الجديدة والتوجه إلى مسجد “جاما” للصلاة ثم تبادل التهنئة وزيارة الأقارب.

نيبال

يحرص المصلون في نيبال بعد الانتهاء من صلاة العيد على شراء البالونات المكتوب عليها عيد سعيد وإطلاقها في الهواء لتحبق في طقس احتقالي مبهج.

العراق

تبرع النساء العراقيات في إعداد حلوى المعمول والكليجة الشهية فرحا بقدوم العيد، ويقدمونها بحشوات التمر والجوز والسكر مع استكان الشاي والحلقوم والمسقول، بينما يخرج الأطفال لركوب المراجيح والاستمتاع بالصخب واللعب، ثم تذهب الأسرة لمنزل الوالدين ومعايدة الأقارب وتوزيع العيدية.

المغرب

وفي المغرب أيضا تتبارى النساء في صنع حلوى كعب الغزال والفقاص والزنجلان لتوزيعها على الأقارب والجيران، أما عبارة “تعيد وتعاود” فهي العبارة التي يتبادلون بها التهنئة بعد الفراغ من صلاة العيد.

السعودية

وتبدو مظاهر العيد في اليمن في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، إذ ينشغل الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية، ليتم حرقها ليلة العيد تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر وحزناً على وداعه.

ويذبح أهل القرى الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والأصدقاء والجلوس في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة. أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدم العيدية للأولاد.

والأكلات اليمنية التي لا يكاد بيت يخلو منها فهي «السَّلتة» وتتألف من الحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والرز والبيض، وتحرص النسوة اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام إلى الضيوف في العيد، ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير المتماسكة ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.

ربما يعجبك أيضا