الورقة الثالثة.. هل ينجح “الكاظمي” بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله 

يبدو أن حالة انسداد الأفق التي عاشها العراق منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في طريقها للانفراج بعن إعلان الرئيس العراقي برهم صالح الخميس تكليف رئيس جهاز المخابرات الوطني، مصطفى الكاظمي، بتشكيل الحكومة، بعد اعتذار المكلف عدنان الزرفي.

أول تغريدة لـ”الكاظمي” عقب التكليف

الكاظمي – وعقب تكليفه – غرد على تويتر قائلاً: مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية أتعهد أمام الشعب بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها، وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

بذلك سيكون أمام الكاظمي (53 عاماً) الآن، 30 يوماً لتقديم تشكيلته الحكومية.

الكاظمي أصبح المحاولة الثالثة لاستبدال عبد المهدي منذ بداية العام 2020، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان الأكثر انقسامًا في تاريخ العراق.

من هو الكاظمي؟

ولد الكاظمي في بغداد سنة 1967 حصل على شهادة البكالوريس في القانون من “كلية التراث الجامعة”، وغادر البلاد عام 1985 إلى إيران ثم ألمانيا ثم بريطانيا، قضى سنوات طويلة من عمره خارج العراق معارضًا لنظام الرئيس الراحل صدام حسين، وهو لا يحمل جنسية أخرى رغم اتهامه بأنه محسوب على واشنطن.

اختار لقب الكاظمي خلال عمله كصحفي وترأس تحرير مجلة “الأسبوعية”، التي كانت تصدر عن مؤسسة كردية في مدينة السليمانية تتبع لبرهم صالح (رئيس الجمهورية الحالي) خلال عامي 2010-2011، كما نشر خلال مسيرته المهنية العديد من الكتب، أبرزها “مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل”.

وأدار الكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة “الحوار الإنساني”، وهي منظمة مستقلة تسعى لسد الثغرات بين المجتمعات والثقافات والتأسيس للحوار بدلا عن العنف في حل الأزمات من خلال تعاون يقطع الحدود الجغرافية والاجتماعية.

وشغل الكاظمي منصب رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ عام 2016 إبان سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من العراق كأعلى منصب شغله قبل ترأسه الحكومة.

اعتذار الزرفي

كان الرئيس العراقي، برهم صالح، قد كلف منتصف مارس/ آذار الماضي عدنان الزرفي وهو قيادي في تحالف النصر بزعامة العبادي بتشكيل الحكومة العراقية، بعد أن فشلت اللجنة السباعية (المؤلفة من أبرز 7 كتل شيعية في البرلمان العراقي) في التوافق على اسم موحد لتشكيل الحكومة.

إلا أنه الزرفي وبحسب “وكالة الأنباء العراقية”، أعلن انسحابه من التكليف بتشكيل الحكومة بحجة الحفاظ على وحدة العراق.

توافق القوى السياسية

الرئيس العراقي وفي كلمة له عقب إعلان تكليف الكاظمي أكد أن جميع القوى السياسية الأساسية توافقت على اختيار الكاظمي رئيساً للوزراء بالحكومة الانتقالية في البلاد مثمنا جهود من وصفهم بـ”المخلصين” .

كانت خمس كتل شيعية، هي تحالف الفتح، ودولة القانون، وتيار الحكمة، وكتلة النهج الوطني، وكتلة الفضيلة، أعلنت الأحد الماضي الاتفاق على ترشيح الكاظمي بدل الزرفي لتشكيل الحكومة، وهي تملك 106 مقاعد في البرلمان.

ربما يعجبك أيضا