«ثلوج هولندا».. مصدر بهجة وسعادة رغم آلام كورونا

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – رغم تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية الهولندية، وإعلانها حالة الطوارئ منذ مساء الأمس السبت بسبب عاصفة ثلجية  قوية  تصل للون الأحمر، وربما تستمر حتى الخميس القادم، مما يعني تحذيرات قوية بعدم الخروج إلا للضرورة، إلا أن ذلك لم يمنع  الحياة الهولندية أن تستمر بين المرح والاحتفال بالثلوج وأيضا بمن وقف يكمل مسيرته الاحتجاجية على إجراءات كورونا الاحترازية.

وفي هذا التقرير ننقل لكم  كيف تواجه الجهات المعنية في البلاد العاصفة ، وكيف تعامل معها الشعب الهولندي بين الاحتفالات السعيدة وبين استمرار غضب البعض من إجراءات كورونا.

الكبار والأطفال يحتفلون بيوم  أبيض ومرح افتقدوه بسبب كورونا

الأطفال والشباب وحتى كبار السن، خرجوا للعب والتنزه  والتزحلق في الحدائق والاحتفال في الشوارع، ومنهم من قام بعمل كور من الثلوج وإلقائها على بعضهم البعض في شوارع هولندا،وحتى الشباب من النوافذ قاموا بعمل كور ثلجية والقوها على المارة، ولأول مرة نسى الشعب الهولندي على حد قوله أزمة كورونا وشعر بأن الثلوج البيضاء أحدثت حالة من البهجة والسعادة، اللون الأبيض واللعب جعلهم يشعرون أن الحياة عادت من جديد، البرد القارص و الرياح الشديدة لم تمنع الأمهات والآباء من اللعب مع أولادهم في حدائق المنزل والشوارع والتزحلق في الحدائق.

الأصدقاء جيمي وجيلي ونيك قالوا لصحيفة إر تي إل نيوز . عندما استيقظوا في الصباح الباكر وقاموا بفتح الستائر ووجدوا الثلوج شعروا أنه وقت الاحتفال قد حان، وذهبوا للتزحلق بمنحدرات حديقة جوليانا في أوتريخت البرد والعاصفة لم تمنع فرحتهم.

هولندا تبتسم من جديد

وحسب الصحيفة في كل مكان تمشي فيه ، تسمع صرخات السعادة من بعيد ، وترى الناس يبتسمون على نطاق واسع وتشعر بالاسترخاء الذي فقدناه جميعًا كثيرًا في زمن كورونا. يبدو هذا اليوم وكأنه تذاكر للسعادة . ولكنها مجانيًا. هدية من السماء.

كلما اقتربنا من وسط مدينة أوتريخت ، زاد انشغالها، لا يحتفظ الجميع بمسافة المتر ونصف المتر، لا سيما في الشوارع الضيقة التي تضم العديد من المطاعم والبارات ، حيث تكون أحيانًا مزدحمة للغاية. ومع ذلك ، هذا لطيف أيضًا. باستيان: “الثلج يجعلك تفكر بدرجة أقل في كورونا الخوف تضعه جانبا. إنه يوم جليدي لطيف مثل الأيام الخوالي قبل كورونا، لكن بقواعد مختلفة قليلاً.

وفي المقابل عشرات من المتظاهرين يقفون على أقدامهم رغم البرد

ورغم البرد ، تجمع المتظاهرون اليوم في أمستردام و ماستريخت للتظاهر ضد إجراءات كورونا. في ماستريخت وضعت الشرطة وشرطة مكافحة الشغب حدا للمظاهرة، وظل المتظاهرون موجودين في أمستردام حتى وقت قريب، ولكن الأعداد قليلة.

السيارات عالقة في دي ديم فارت في الجليد

شهدت البلاد أيضا العديد من الحوادث ورغم التحذيرات، وقفت عدة سيارات عالقة في الجليد على الطريق السريع N48 بالقرب من ديدم سافرت ، في أوفريجسيل. لذلك فإن الطريق مغلق في كلا الاتجاهين، حسبما ذكرت قناة أر تي في أوست. ولم يتضح بعد إلى متى سيبقى الطريق مغلقًا.

وحسب الأرصاد الجوية من المتوقع حدوث المزيد من الجليد في الأيام المقبلة. إذا تم قياس استمرار سقوط الثلوج حتى الخميس المقبل ، وسوف تصل إلى -10 درجات تحت الصفر وممكن أقل من ذلك.

لذلك التحذيرات بالرمز الأحمر لا يزال ساري المفعول حتى منتصف الليل.

كما تم إغلاق الطريق الرئيسي باتجاه لاهاي

لا تزال هناك مشاكل على الطرق السريعة بسبب الثلوج. بسبب حادث على A4، وقد تم إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى لاهاي.

في أمستردام توقفت القطارات وكافة  أنواع المواصلات

في أمستردام  أعلنت هيئة المواصلات، أنه لم تعد حافلات وقطارات تعمل على الإطلاق بسبب الظروف الجوية. وذلك حتى نهاية اليوم .

الجمعية الهولندية لأطباء الطوارئ الوضع هادئ نسبيا في غرف الطوارئ

وفي سياق متصل ووفقًا للجمعية الهولندية لأطباء الطوارئ، ظل الوضع هادئًا نسبيًا في غرفة الطوارئ حتى الآن. ومن وجهة نظرهم أن معظم الناس يستمتعون بالثلج وأن الأشخاص الضعفاء الذين يتساقطون بسرعة يقيمون في منازلهم بشكل أساسي” ، كما تقول رئيسة الجمعية أنيماري فان دير فيلدين.

كانت أقسام الطوارئ على استعداد جيد للهدوء. كما أوضحت رئيسة الجمعية لهذا السبب من المهم جدًا تقليل عدد الإصابات ، لأن ذلك يترك مجالًا لعدم  القلق”. لدي العاملين في أقسام الطوارئ، وقد أصبح الآن من الأصعب قليلاً الوصول إلى المستشفى بسبب الانزلاق”.

بلدية أمستردام تقرر فتح مأوى للمشردين في أمستردام خلال اليوم و الأسبوع المقبل

أعلنت بلدية أمستردام فتح أماكن إيواء المشردين في أمستردام خلال النهار حتى الأحد المقبل. قررت البلدية هذا بسبب الطقس الشتوي ، ولأن الإغلاق يعني أن المشردين لا يمكنهم الذهاب إلا إلى مرفق المشي، وفقًا لعضو المجلس المحلي ، ليس من المسؤولية الآن البقاء في الخارج لفترة طويلة. “بسبب الإغلاق ، حيث تم إغلاق العديد من الأماكن العامة في المدينة ، مما يعني أن الأشخاص الذين لا مأوى لهم يجب أن يعتمدوا على مرافق المشي أثناء النهار. ولهذا السبب قررنا فتح جميع مواقع الإيواء الأسبوع المقبل. بالطبع سنفعل مراقبة مقاييس كورونا”.

الثلج خطر على الحيوانات

ذكرت أن أو أس  الإخبارية الهولندية أنه كان القط كوي بوس يلعب دائمًا بالخارج ويحب مطاردة الطيور. بمجرد أن رأى القط الصغير الثلج هذا الصباح ، شعر بسعادة غامرة. لكن عشر دقائق من العبث في الثلج كانت قاتلة.

يقول مالكه غيرت يان باكر: “يبدو أنه لا يوجد شيء خطأ”. كان كوي بوس يلعب دائمًا في الحديقة ، لكنه خرج اليوم و بعد عشر دقائق انتهى من اللعب. “استلقى في الداخل على الفور. فتركناه بمكان دافئ  ، لكن سرعان ما بدأت ساقه الخلفية تسحب. خرج لعابه من فمه وفي عينيه كنا نرى أن الأمور لا تسير على ما يرام.”في غضون دقائق، مات كوي بوس. “نعتقد أنه كان مزيجًا من ضعف قلبه وإثارة الثلج. ولا بد أن البرد لعب دورًا أيضًا. “جيرت جان، سيدفن كوي بوس” بالحديقة. ويقول متأثرا إنه لأمر محزن. سيبلغ الرابعة في الربيع. كان لا يزال صغيرًا جدًا.”

جمعية حماية الحيوان تحذر

يقول نيلز دورلاند من حماية الحيوان إنه أمر استثنائي أن تموت قطة في الثلج. “لم أسمع بذلك من قبل. عادة ما تحتمي القطط عندما يصبح الجو شديد البرودة. لهذا السبب في الأيام الباردة من المهم النقر على غطاء السيارة قبل أن تقود سيارتك بعيدًا ، لأنه قد يكون هناك قطة تحتها”.