صواريخ على إسرائيل.. إلى أين يجر «حزب الله» لبنان المنهك ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تطورات عاجلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وقصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي وميليشيات حزب الله، في أعقاب غارتين شنتهما مقاتلات الاحتلال داخل لبنان لأول مرة منذ سبع سنوات، ساعات من الهدوء الحذر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية لم تدم طويلا، قطعتها أصوات صواريخ حزب الله جنوب لبنان صوب الأراضي المحتلة، تحديدا شمال إسرائيل، وهو ما وصفته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» بـ«الوضع الخطير للغاية»،مطالبة الجميع بوقف فوري لإطلاق النار.

صواريخ حزب الله

الاحتلال1

أفاد جيش الاحتلال صباح الجمعة باعتراض منظومة القبة الحديدية معظمَ الصواريخ التي أطلِقت باتجاه إسرائيل من جنوب لبنان، بينما سقطت بقيةُ القذائف في مناطقَ مفتوحة غير مأهولة بالسكان.ورد جيش الاحتلال بقصف مكان إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بعدد من قذائف المدفعية، فيما حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على علو منخفض في أجواء حاصبيا والعرقوب جنوبي لبنان. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصدار تعليمات للسكان في منطقة الجولان بالبقاء في الملاجئ.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث بلسان جيش الاحتلال تم تفعيل إنذارات في عدة بلدات من الجليل الأعلى وهضبة الجولان. وأضاف أدرعي أن تفاصيل الحادث قيد البحث دون مزيد من المعلومات.

تصعيد لبناني

من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن استخدام إسرائيل سلاحها الجوي ضد بلاده يكشف عن نوايا عدوانية تصعيدية. وأعلنت السلطات اللبنانية أمس الخميس أنها ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الغارات والقصف الإسرائيلي.

وأفاد بيان للحكومة اللبنانية بأن رئيس الوزراء حسان دياب طلب من وزيرة الخارجية زينة عكر تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ونقل البيان عن دياب قوله إن “العدو الإسرائيلي -بمدفعيته أولا وبطائراته الحربية ثانيا- نفذ عدوانا صريحا على السيادة اللبنانية”. وأوضح أن “العدو (إسرائيل) اعترف علنا بهذا الخرق الفاضح للقرار 1701، متذرعا بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية، ولم تتبنها أي جهة”.

مصالح إيران

الموقف الرسمي اللبناني لا يتماشى كثيرا مع الموقف الشعبي المناهض لسياسات ميليشيا حزب الله، الذراع العسكري لإيران، إذ يرون أن التصعيد الحاصل ليس إلا محاولة لصرف الأنظار عن اعتداءات إيران المتكررة على السفن في بحر عمان.

إذ يؤكد الباحث السياسي، حارث سليمان، أنه لا يمكن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل إلا بموافقة حزب الله، مشيرا إلى أن الميليشيا تضحي بـلبنان من أجل إيران. ولا يستبعد سليمان أن يدخل حزب الله حرباً واسعةً ضد إسرائيل تنفيذاً لتوجيهات إيران دون الالتفات إلى مصالح لبنان.

وفي الوقت الذي يتساءل البعض حول إمكانية فتح جبهة أو حرب واسعة النطاق بين الجانبين، يرى الخبير العسكري الإسرائيلي، إيال عليما، أن إسرائيل لن تدخل حربا عسكرية مفتوحة ضد إيران لكنها قادرة على توجيه رسائل مباشرة إليها على حد قوله.

وأوضح المحلل السياسي إيلي نيسان، أن إسرائيل قد ترد على صواريخ حزب الله بضرب أهداف في سوريا، مشيرا إلى أن الميليشيا تنفذ خطة إيرانية بالتصعيد تزامناً مع تنصيب رئيسي.

أزمات لبنان تكفيه

بدوره، شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أن الأمر خطير جدا، محذرا من أن النار إن هبت ستقضي على من تبقى من اللبنانيين. كما اعتبر جعجع أن الشعب اللبناني لا يستطيع تحمل ما يحدث، وأن يكفيه ما يعيشه من عذاب ومعاناة.

وتساءل رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، عن موقف الدولة اللبنانية بمؤسساتها فيما يجري، محملا إياها المسؤولية عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة. وحذر الحريري من أن «تسليم قرار الحرب والسلم مع العدو إلى مطلقي الكاتيوشا قمة التخلي عن دور الدولة ومسؤولياتها».

وحذر الحريري من أن استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه.

https://www.youtube.com/watch?v=dn3kb91Tr9k

ربما يعجبك أيضا