أسعار الجازولين في أوروبا تقفز لأعلى مستوى منذ سنوات

هدى اسماعيل

رؤية

برلين – في الوقت الذي يقود فيه الأوروبيون سياراتهم بمعدلاتٍ أقل، يرتفع السعر الذي يدفعونه مقابل الجازولين، وذلك نتيجة تعزيز المصافي لصادرات الوقود وخفض إنتاجهم منه.

ووصل ما يعرف بفرق التكسير، أو العلاوة التي يتداول بها الجازولين على البترول الخام، في بداية أبريل إلى أعلى مستوى له في هذا الوقت من العام منذ 2017، وهو ما ساعد أسعار التجزئة على الارتفاع إلى أعلى مستوى في سنوات على أساس موسمي في العديد من أكبر الدول المستهلكة في القارة مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

وكانت على الأقل ربع وحدات صناعة الجازولين متوقفة عن العمل مؤخراً في مصافي شمال غرب أوروبا نتيجة الصيانة، أو مواجهة عطل غير مخطط له، وهو ما قلص الإنتاج في الوقت الذي تعالج فيه المحطات أساساً خام أقل بسبب الوباء.

وإذا أضفنا الصادرات القوية، خاصة إلى الولايات المتحدة، فستوحي الأسعار أن السوق قد عوضت بالفعل الطلب المفقود.

وقال مارك ويليامز، محلل بترول في “وود ماكينزي ليمتد” :”هناك طلب ضخم على الجازولين الأوروبي من المناطق الرئيسية الأخرى”، موضحاً أن عودة الطلب للارتفاع في الولايات المتحدة تنعش السوق الأوروبية ، حسبما ذكرت «الشرق».

وعندما سرت الإغلاقات الأوروبية في ربيع العام الماضي، اختفى طلب يعادل ملايين البراميل من الجازولين، وانهارت هوامش المعالجة إلى المنطقة السلبية، ولكن هذه المرة لم يحدث ذلك، رغم تجدد موجة الإغلاقات في القارة، ما يقيد التنقلات، ويحد من استخدام الطرق، ويسرب الضعف إلى نوعي وقود النقل الرئيسيين الآخرين وهما الديزل ووقود الطائرات.

وارتفعت الصادرات الأوروبية من الجازولين إلى الولايات المتحدة بأكثر من 60% على أساس شهري في مارس ومن المتوقع أن تظل قوية في أبريل، وفقا لبيانات شركة التحليل “كبلر”، كما تزدهر الشحنات إلى غرب أفريقيا أيضاً، وبلغ متوسطها حوالي نصف مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام الجاري، كما قالت نيجيريا مؤخراً إنها لن تتخلص تدريجياً من الدعم الحكومي للجازولين.

في نفس الوقت، يهبط المعروض في أوروبا، في ظل تعطيل وحدات صناعة الجازولين التي تستخدم تقنية التكسير التحفيزي المائع.

وخضعت مصفاة “ميرو” الألمانية، التي تورِّد عادة ما بين ربع إلى ثلث الجازولين للدولة، لعملية صيانة كبيرة الربيع الجاري، كما كانت محطة “بيمبروك” البريطانية من بين المصافي التي قلَّصت المعروض في الأسابيع الماضية.

ويرجح كوين ويسيلز، محلل في “إنرجي أسبكتس”، ألا يكون هذا التعطيل مدفوعاً بأسباب اقتصادية، وإنما نتيجة جدولة عمليات الصيانة، مشيراً إلى أن فقدان الإنتاج دعم هوامش الأرباح.

وساعد تراجع التكرير وزيادة الصادرات على تقوية سوق الجازولين الأوروبية، حتى في الوقت الذي هبط فيه استخدام الطرق إلى أدنى مستوى حتى الآن منذ العام الجاري في الأسبوع المنتهي في 28 مارس، وفقاً لبيانات النقل التي جمعتها “بلومبرغ”، وانخفض استخدام الطرق بحوالي 30% في المتوسط مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.

ورغم أن هذه العوامل تدعم الجازولين، فإنها غير كافية لزيادة هوامش أنواع الوقود الرئيسية الأخرى إلى المستويات الموسمية، وفي ظل تراجع الحركة الجوية عبر أوروبا بأكثر من 60% دون مستويات ما قبل الوباء، لا تزال المصافي تحول إنتاج وقود الطائرات إلى ديزل، ما يزيد الإمدادات ويخفض الأسعار.

وقال ويليامز: “أصبحت أسس الجازولين أكثر قوة.. ولن يتغير ذلك حتى يتحسن الطلب على وقود الطائرات”.

ربما يعجبك أيضا