أسهم النفط الرخيصة تغازل المستثمرين رغم الحوكمة البيئية

رؤيـة

زيورخ – قد لا تكون أسهم النفط في أوروبا هي أكثر الاختيارات وضوحًا في عالم يراعي الحوكمة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات، لكن بعض المستثمرين لا يمكنهم الإكتفاء منها.

وتعتبر هذه الأسهم رخيصة، وتدر أرباحًا كبيرة واستفادت من انتعاش أسعار النفط. هذا مزيج جذاب للمستثمرين القلقين من المبالغة في تقدير السوق الأوسع بعد صعوده المستمر منذ بلوغه قاع تفشي وباء كورونا العام الماضي. كنقطة تحول إضافية، يضخ العديد من منتجي النفط الخام السيولة في قطاع الطاقة المتجددة، مما يساعد على تخفيف الانتقادات الموجهة إليهم بالمساهمة في تغير المناخ؛ وفق ما أفادت وكالة “بلومبيرج” اليوم الأحد.

وقال نيال جالاجر، مدير الاستثمار في قسم الأسهم الأوروبية في شركة “جي أيه إم إنفستمنتس” (GAM Investments)، في مقابلة عبر الهاتف: “من المذهل لنا أن ننظر الآن في السوق إلى ما هو رخيص جداً، ويولد الكثير من المال، ولكن أيضاً مع وجود زخم أرباح قوي للغاية، فإن أسهم الطاقة تبرز حقاً على أنها جذابة للغاية”.

ولدى جالاجر أسهم في شركة “إيكوينور” (Equinor) وشركة “بريتش بتروليوم” وشركة “رويال دويتش شل”، ويزيد من وزن أسهم قطاع الطاقة في صندوقي “جي أيه إم ستار يوروبين إيكويتي” (GAM Star European Equity) و”جي أيه إم ستار كونتينينتال يوروبيان إيكويتي” (GAM Star Continental European Equity).

في الوقت الحالي، حتى مع استثماراتها الكبيرة في الطاقة المتجددة، وتخزين البطاريات ، ونقاط شحن السيارات الكهربائية، وتكنولوجيا احتجاز الكربون وغيرها من جهود إزالة الكربون، لا تزال هذه الشركات تكرس جزءاً كبيراً من نفقاتها الرأسمالية للوقود الأحفوري، مما يلقي بثقله على سجلها من الحوكمة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات.

وقال آلان كوستيس، رئيس قسم أسهم المملكة المتحدة في “لازارد أسيت مانجمنت” : “أعتقد أنه من الصعب اعتبار شركات النفط والغاز ايجابية في مجال الحوكمة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات، لأن نسبة عائداتها من الوقود غير الأحفوري لا تزال صغيرة جداً كنسبة مئوية من إجمالي إيراداتها”.

وبالنسبة للمستثمرين في أسهم النفط والغاز، لم يكن الأمر سهلاً: دفعت الجائحة شركات النفط الكبرى إلى خفض توزيعات الأرباح في محاولة لخفض التكاليف والحفاظ على رأس المال، وفقد القطاع ربع قيمته في عام 2020، وهو أكبر انخفاض في مؤشر “ستوكس 600 للأسهم الأوروبية”.

ولكن بعد أن أُعيد فتح الاقتصادات وتعافت أسعار النفط من هبوطها في عام 2020، فإنهم يعيدون فتح صنابير الأموال مع تعهدات بزيادة المدفوعات النقدية وإعادة شراء الأسهم. ومع ذلك، فإن القطاع مرة أخرى هو الأسوأ أداء على مستوى نطاق السوق الواسع.

لهذا السبب، يلقي المستثمرون باللوم على المخاوف الاقتصادية ولكنهم أيضاً قلقون بشأن دور شركات النفط الكبرى في المساهمة في تغير المناخ. يقاوم منتجو النفط الخام الأوروبيون من خلال زيادة الاستثمارات في الانتقال إلى طاقة أنظف، لكن هذا يسبب مشكلته الخاصة حيث أن الإنفاق يهدد بحرمان الشركات من السيولة اللازمة لدفع توزيعات الأرباح.

ألمح كوستيس إلى تساؤل المستثمرين عن مقدار السيولة التي ستحولها شركات النفط والغاز إلى مصادر الطاقة المتجددة، في حين أنه لم يجر إثبات قدرتها على كسب عائد طويل الأجل من هذا الاستثمار. وتتضاءل هذه المخاوف مع تقديم الشركات مزيد من التفاصيل عن خططها.

قال كوستيس عبر الهاتف إنه يشعر أن “السوق أصبح أكثر راحة بشكل تدريجي مع الكيفية التي ستعمل بها هذه الشركات في نهاية المطاف على تحويل أعمالها بعيداً عن إنتاج الوقود الأحفوري”.

من جهة أخرى، سيستمر منتجو النفط في جني الأرباح من التنقيب عن النفط الخام. قال ألاسديار ماكينون، المدير الأول لصندوق ” سكوتش إنفستمنت تراست” Scottish Investment Trust))، إن الوقود الأحفوري موجود هنا ليبقى لمدة 30 أو 40 عاماً على الأقل، ولا يزال هناك طلب من صناعة المواد الكيميائية لتصنيع البلاستيك. ولديه أسهم في شركات “إكسون موبيل” و”بريتش بريليوم” و”شل” و”توتال إنيرجيز” ، حيث تشكل شركات النفط والغاز 15% من محفظة أصوله، أي ما يقرب من أربعة أضعاف وزنها في سوق الأسهم الأوروبية.

للاطلاع على الموصوع الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا