“The Theory of Everything” حكاية سينمائية عن الألم والإرادة

أماني ربيع

أماني ربيع

لم يكن ستيف هوكينج عالم الفيزياء الشهير والذي رحل عن عالمنا اليوم، مجرد اسم في عالم العلوم، فهناك حكاية إنسانية وراء هذا “الميجا مايند” الذي ناضل ضد مرض أقعده عن كل شيء، لكنه لم يفقد إيمانه وشغفه بالحياة والعلم.

ففي بداية مرحلة العشرينات، اكتشف أنه يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، وأعتقد الأطباء أنه سيعيش لسنوات قليلة، لكن تنبؤاتهم لم تتحقق، ورغم أنه فقد بسبب مرضه القدرة تماما على الحركة ثم الكلام فيما بعد إلا أنه استمر في أبحاثه العلمية.

“مرحبا.. انا اسمي ستيفن هوكينج وأنا فيزيائي وعالم فلك، وحالم بعض الأحيان على الرغم من أنني لا أستطيع التحرك، ولا يمكنن أن أتكلم إلا عبر كمبيوتر، ولكن في عقلي فأنا حر تمامًا”، كانت هذه عقيدته.

في عام 2014 قدمت حياته في الفيلم السينمائي “The Theory of Everything” بطولة مواطنه الشاب إيدي رايدمان، وعندما رشح رايدمان للدور كان يظن أن الفيلم مجرد سيرة ذاتية نمطية، لكن بعد قراءة السيناريو اكتشف أنه أمام حالة إنسانية وعمل معقد لا يتناول سيرة علمية جافة، فهناك قصة حب تواجه عقبات، ولحظات غير متوقعة وتحولات كثيرة وهو ما أثار حماسته لقبول الدور.

وبالطبع من أجل الدور قابل رايدمانستيف هوكينج نفسه، وبعد مقابلته قال: “شخص مرح للغاية يتمتع بحس الدعابة، ورغم أنه يحرك القليل من جسده، فإنه يملك وجها معبرا للغاية”.

منذ الشباب والجامعة إلى مراحل المرض الأخيرة التي أصيب فيها بالشلل جسد رايدمان شخصية هوكينج باقتدار شديد وكان وراء نجاحه المذهل 8 أشهر من التدريب، استعان فيها براقصة ليستطيع التحكم في حركته، ومدرب صوتي ليستطيع التحدث بشكل يشبه شخصية هوكينج الحقيقي.
 
وزار ريادمان أيضا عددا من مرضى التصلب الجانبي الضموري ليفهم أكثر طبيعة المرض وكيفية تطوره ما سينعكس على أدائه فيما بعد، وعلق على ذلك في أحد حواراته قائلا: “حاولت جمع كل ما أستطيع من معلومات عن العلوم التي تخصص بها، ومقابلة الأشخاص الذين على معرفة به، والبحث عن المرض الذي يعانيه”.

أما عن تغير الملامح فكانت جان سويل هي المتخصصة التي أعدت رايدمان للدور سواء بالماكياج أو تصفيف الشعر، هي استعانت بصور وفيديوهات لتستطيع الاقتراب من الشخصية الحقيقية واعتبرت هذا الفيلم أفضل عمل في حياتها.

شكل الدور تحديا لرايدمان خاصة وأنه لم يصور المشاهد وفقا للمراحل العمرية، فكان مضطرا أن يغير في شكله وأدائه وحركته مع كل مشهد جديد.

أما أكثر ما أرهقه  فهو ثبات حركة هوكينج الأمر الذي أرهقه كثيرا، فرغم أنه لا يحرك وجهه إلا أن هذا لا يعني أنه كممثل ارتاح فهو مضطر للتعبير بإحساسه، وقال: إنه كان يتدرب لمدة ساعة كاملة على التحكم في حركة الحاجبين، مستعينا بما كانت قالته والدة هوكينج في إحدى المرات في أن حاجبي نجلها يعبران بشدة عما يريد أن يقوله.

وبسبب أدائه المذهل حصل رايدمان على جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم.

ونعى رايدمان هوكينج قائلا: “فقدنا عقلًا جميلًا وعالماً مذهلاً، كان أطرف رجل قابلته في حياتي”.

ربما يعجبك أيضا