تماسيح بحيرة ناصر.. أنياب تلتهم ثروة مصر السمكية

أكبر البحيرات الصناعية

“بحيرة ناصر”، تعد إحدى أكبر البحيرات الصناعية في العالم، تكونت نتيجة المياه المجمعة أمام السد العالي في مصر بطول ٥٠٠ كم وتصل مساحتها إلى نحو ٥٢٥٠ كم، ويصل عمقها إلى ١٨٠م بسعة تخزين ١٦٢م، وتعد بحيرة ناصر من أهم مصادر الاقتصاد المصري، ويعتمد عليها آلاف الصيادين كمصدر دخل لهم، حيث توجد بها العديد من أنواع الأسماك المميزة ذات الشهرة الواسعة على مستوى العالم.

إلا أن سوء استغلال خيرات البحيرة حال دون الاستفادة منها، والتكاثر المضطرد لأعداد التماسيح النيلية في البحيرة ضاعف من المخاطر التي تتعرض لها الثروة السمكية المصرية مستقبلاً، بالإضافة إلى قيام بعض الصيادين مع مافيا تهريب الأسماك من بحيرة ناصر من خلال بيعها بسعر زهيد، للحصول على دخل أعلى من دخله اليومي، ويتم تهريب الأسماك خارج البحيرة عن طريق صيدها بشكل غير قانوني وبيع الكيلو بسعر أقل من المقرر، مما أدى إلى زيادة الربح بالنسبة للصياد أو المهرب.

مقترحات

هناك بعض المقترحات التي خرج بها كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر موقع “فيس بوك”، طالبوا بالاحتفاظ بالأحجام الصغيرة من التماسيح، وإنشاء ٣ مزارع تماسيح، في الأقصر، أسوان، أبو سمبل، كمزارات سياحية ما يعد فرصة ذهبية لتشغيل الشباب وفرصة أخرى لمواجهة شبح البطالة.

كما يشكل ذلك فرصة للكسب المادي والتربح للدولة من رسوم الدخول، مقاهي، مطاعم، بازارات سياحية لبيع المصنوعات من جلد التماسيح وتصنيع وبيع (أحزمة، شنط يد، جواكت، أحذية) من جلود تلك الحيوانات الثمينة التي تعد الأغلى في العالم.

هل تشهد الفترة المقبلة التفاتًا من الدولة المصرية نحو عرقلة التكاثر الكبير والتزايد الرهيب في أعداد التماسيح ببحيرة ناصر عن طريق استثمار تلك الأعداد بالاستفادة من جلودها اقتصاديًا وتطويعها سياحيًا؟؟.

رؤية – عاطف عبد اللطيف

القاهرة – يقدر عدد التماسيح التي تتسيد الحياة في بحيرة ناصر، الواقعة جنوب مصر، ما يقارب الـ 120 ألف تمساح، من أحجام وأعمار مختلفة. يأكل التمساح الواحد متوسط 10 كجم أسماك يوميًا، ما يمثل هدرًا شديدًا للثروة السمكية في مصر، خاصةً أن مصر تصطاد ما يقارب الـ25 ألف طن أسماك من بحيرة ناصر سنويًا، بحسب تصريحات سابقة لمحافظ أسوان.

في حين تأكل تلك التماسيح النهمة، ما يفوق 146 ألف طن سنويًا تقريبًا، في حين أن دولة مثل المغرب بلا بحيرات ولا أنهار، وتصدر بما قيمته ٢ مليار يورو سنويًا من (سردين معلب، أسماك مجففة، رؤوس وديل الأسماك)، في حين تستورد منها بعض الدول، من بينهم مصر علف الدواجن.

جلود التماسيح

تفاقم الأمر وتخوف البعض من اختلال التوازن البيئي في ظل التكاثر الكبير للتماسيح وتهديدها للثروة السمكية بالبحيرة في الآونة الأخيرة -لما يعرف عن طبيعة التماسيح كونها من الزواحف كثيفة التكاثر- خرجت أصوات من جمعيات الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة، تطلب الاستعانة بشركات عالمية متخصصة في الصيد دون استخدام الرصاص.

وطالب رئيس هيئة الثروة السمكية في مصر، اللواء حمدي بدين، بإنشاء 4 مصانع يكون دورها الاستفادة من التماسيح ببحيرة ناصر، ومنتجاتها المختلفة، سواءً جلودها أو غير ذلك وتصديرها، خاصة أن جلود التماسيح النيلية، يصل سعر الواحد منها إلى مئات الدولارات، ما يعد مصدر دخل جيد للكثيرين، وفرصة لدخول أكبر كمّ ممكن من العملة الأجنبية إلى الأسواق المصرية.

ربما يعجبك أيضا