سرقة أم اقتباس؟ ناقد موسيقي يوضح أبعاد أزمة أغنية محمد منير «للي»

أماني ربيع

تشابه الأعمال الموسيقية أمر شائع لكن يوجد فارق بين السرقة الكاملة للحن وبين اقتباسه بطريقة مشروعة أو التأثر به.


حذف موقع يوتيوب أغنية “للي” للنجم محمد منير، بعد اتهامات لمؤلف وملحن الأغنية أكرم حسني بسرقة اللحن من التراث الشعبي الصعيدي.

وقد بادر حسني، في مداخلة هاتفية مع برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي”، بالرد على الاتهامات، موضحًا أن لحن الأغنية ليس مسروقًا، كما قال المطرب، محمود المنسي، وإنما هو مستوحى من الفولكلور الشعبي الذي هو ملك للجميع، وليس حكرًا على أحدًا.

 

الاقتباس من الفلكلور ليس جديدًا

اتهم المطرب الشاب، محمود المنسي، أكرم حسني بسرقة لحن أغنية “للي” من أغنيته “أولاد الهلالية” التي طرحها عام 2017، وقدم شكوى إلى إدارة موقع الفيديوهات (يوتيوب) حول حقوق الملكية الفكرية للأغنية، ما تسبب في حذفها. وأوضح الناقد الموسيقي، أمجد جمال، أن الاقتباس من الفلكلور ليس أمرًا جديدًا، وأن الملحن الراحل، بليغ حمدي، فعل ذلك في بعض تجاربه مع عبدالحليم حافظ.

وأضاف أمجد أن “بليغ حمدي اقتبس لحن أغنيتي (على حسب وداد قلبي) و(أنا كل ما أقول التوبة)”، لكنه أشار إلى ذلك عند تقديمه العمل إلى الجمهور، وحديثًا توجد تجارب أخرى اقتبست من الفلكلور مثل أغنية “بالليل تنام العيون”، لهشام عباس من ألحان محمد رحيم، وهي من الفلكلور الصعيدي باعترافه.

عملية تنكر

بحسب أمجد، فإن بليغ ورحيم أخذا جملة لحنية من التراث، وأضافا إليها، وقُدِّمت في ثوب جديد، وهذا اقتباس عادي وشائع، لكن حسني قدم “سيكوانس” فجاء بنفس اللحن ولكن بنغمات مرتفعة، وشبه ذلك بـ”عملية تنكر” حتى لا يكتشف أحد اللحن الأصلي، واللحن هنا لأغنية “يونس خضر في السوق” الفلكلوري. وأكرم هنا لم يضف إلى اللحن أو يجدده، والخطأ أنه كتب عليه اسمه، ولم يوضح أنه فلكلور.

 

وذكر الناقد الفني لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن أغنية “ولد الهلالية” التي اتهم صاحبها حسني بالسرقة، مقتبسة من نفس الأغنية الفلكلورية، مبينًا أن المسموح به في الاقتباس بمصر، وفق قوانين جمعية الملحنين هو 4 موازير متتالية، لكن أكرم أخد الجملة كاملة، مبديًا اندهاشه من عدم انتباه محمد منير الذي يعد خبيرًا في الفلكلور الصعيدي والنوبي، لذلك فهو يتحمل جزءًا من المسؤولية.

الفلكلور ليس مشاعًا

البعض يعد الفلكلور مشاعًا، لكن مع سهولة الوصول إلى الأعمال الموسيقية اليوم، يجب احترام ذائقة الجمهور وذكر المصادر، حتى لو كان الفلكلور بلا حارس يحميه، والاقتباس منه لا يستوجب دفع رسوم لجمعية الملحنين، وهو أمر كان يجب على أكرم التنبه إليه، خاصة أن له تجارب سابقة قدم خلالها أغنيات ساخرة في برامجه، تحاكي أعمالًا شهيرة، واعترف بتسديده رسوم حقوق الملكية، وفقًا لأمجد.

والاتهامات بسرقة واقتباس أعمال أخرى ليس أمرًا جديدًا على الساحة الفنية في مصر، وفقًا لجمال، وسبق أن اتهم به موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب، الذي اعترف في لقاء مع ليلى رستم، بأنه خلال مرحلة في مسيرته كان متصالحًا مع فكرة انتقاء ما يعجبه وتقديمه، ولم يعترف بمنطق “الموازير” التي تفصل بين الاقتباس والسرقة.

محمد عبدالوهاب سرق بيتهوفن

أغنية “أحب عيشة الحرية”، مثلًا لعبدالوهاب، استعان خلالها بجزء من إحدى سيمفونيات بيتهوفن، والاقتباس هنا يمكن وصفه بالسرقة، لأنه أخذ شخصية اللحن الأصلي أو التيمة المميزة فيه، بحسب أمجد جمال. ونفس الاتهام وقع فيه الملحن عمرو مصطفى، في أغنيات مثل “الليلادي” لعمرو دياب، و”مرجان أحمد مرجان” بسرقتها من أعمال عالمية هي “سواي” لدين مارتن، و”بامبو” لشاكيرا.

 

 

وذكر أمجد أن تشابه توزيع الأغنيات لا يقع تحت طائلة انتهاك حقوق الملكية، فيستوحي الموزع أو الملحن “قوالب” موسيقية رائجة عالميًّا، مثل الموسيقى اللاتينية أو “تشا تشا” أو “الهاوس” أو “الروك” وهكذا، وبهذا المعنى فأغنية “الليلادي” ليست مسروقة، ولكن أغنية “مرجان أحمد مرجان” باعتراف عمرو مصطفى نفسه، جرى اقتباس لحنها من أجل “الإفيه” والسخرية، ولم يأخذ فيها 4 موازير كاملة.

ربما يعجبك أيضا