الحرب تقترب.. أذربيجان تسمح لإسرائيل باستهداف إيران عبر مطاراتها

ستسمح أذربيجان لإسرائيل باستخدام مطاراتها، لشن غارات على منشآت الطاقة النووية الإيرانية.

وأعدّت أذربيجان مطارًا حال سعي إسرائيل لاستهداف إيران، في المرحلة المقبلة، في تطور قد يعكس احتمالية وقوع هجوم إسرائيلي قريبًا ضد طهران، التي تواصل تخصيب اليورانيوم بقدر أكبر من 80%.

زيادة الرحلات الجوية في أوقات النزاع

كشف تحقيق أجرته صحيفة “هآرتس”، المحسوبة على اليسار الإسرائيلي، هبوط 92 طائرة آذرية بقاعدة عوفدا الجوية الإسرائيلية، التي تضم المطار الوحيد الذي بإمكانه نقل المواد المتفجرة إلى الخارج.

وبحسب التقرير، فقد تزايدت على نحو ملحوظ الرحلات الجوية بين إسرائيل، وأذربيجان في أوقات نزاعاتها الحدودية مع جارتها أرمينيا، وفقًا للتقرير الوارد صباح يوم أمس الأحد 5 مارس 2023.

علاقة تعود إلى التسعينات؟

كجزء من علاقة التعاون بين الجانبين، ستسمح أذربيجان، بشن ضربة على منشآت الطاقة النووية عن طريق أراضيها، ولن تمانع حال رغبت إسرائيل في ذلك، وفقًا للتقرير.

وتعود العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان إلى التسعينات، وترتكز أُسس العلاقة على شقين، فتبيع إسرائيل أسلحة ومعدات عسكرية للدولة ذات الأغلبية الشيعية بمليارات الدولارات، كما تمتد إلى جوانب اقتصادية.

النفط والدفاع والاستخبارات

في المقابل، تزود أذربيجان إسرائيل بالنفط، وبمعلومات استخباراتية عن إيران، الواقعة جغرافيًّا على حدودها، وفقًا لما قالت الصحيفة العبرية، التي أضافت أنها أعدّت مطارًا حال سعي إسرائيل لاستهداف إيران.

وذكرت تقارير منذ عامين، أن عملاء الموساد الذين سرقوا أرشيف إيران النووي، هربوه إلى إسرائيل، عبر أذربيجان، بحسب الصحيفة العبرية.

اعتراف مبكر

في تعليقه على هذه التقارير، قال الباحث المتخصص في الشأن الإقليمي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان بدأت مبكرًا للغاية.

وأضاف أنه عقب انهيار الاتحاد السوفيتي بعد اعتراف الجانبين، كليهما بالآخر، توثقت العلاقات، لافتًا إلى إقامة نحو 30 ألف يهودي بالعاصمة الأذرية، ويمتلكون نفوذًا قويًّا وتأثيرًا في اقتصاد أذربيجان.

زيادة التعاون بين إسرائيل وأذربيجان

أضاف خبير الشأن الإقليمي، أيمن الرقب، خلال حديثه مع شبكة رؤية الإخبارية، أن العلاقة تأخذ أبعادًا متعددة، اقتصادية ومالية وعسكرية واستخباراتية.

صورة أرشيفية

ولفت إلى إمداد إسرائيل لأذربيجان بطائرات مُسيّرة، ومعدات عسكرية أخرى، وقد زادت كمًّا ونوعًا خلال الحرب الأذرية الأرمينية.

إعلان رسمي وتعاون وثيق

في عام 2019، اشترت أذربيجان أسلحة علنًا من إسرائيل، ويرى أستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، أن هذه المرحلة “مثلت بعدًا جديدًا من أبعاد العلاقات، والتي كانت عميقة بالفعل قبل هذه الخطوات”.

ولفت خبير الشؤون الإقليمية لـ “رؤية”، إلى تصريحات مسؤولين آذريين إبان نهاية التسعينيات بأن العلاقة “بعمق 10 أمتار جليد تحت سطح الأرض”، مشيرًا بذلك ليس فقط لمتانة العلاقة، بل إكتنافها بكثير من السرية.

صورة أرشيفية

وشدد الرقب على أن هذه التصريحات لها دلالات خطيرة تتعلق بطبيعة العلاقة بين الجانبين، وبالإضافة إلى ذلك صرح الرقب بعمق العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وأذربيجان.

أبعاد تجسسية واستخباراتية

في سؤاله عن التقارير التي تحدثت عن نقل أسلحة من إسرائيل إلى أذربيجان، مؤكدًا أنها لا تقف عند هذا الحد، بل تتجاوز ذلك إلى أبعاد تجسسية واستخبارية، في ظل امتلاك إسرائيل “منظومة أمنية عالية جدًّا”.

وتستطيع إسرائيل عن طريق هذه المنظومة، جمع معلومات في جميع أنحاء العالم، وعلاوةً على ذلك فتل أبيب تستغل هذه العلاقات “المتينة” في “بزنس الأمن” وبيع معلومات مقابل خدمات أمنية، وفق الرقب.