الحرب في أوكرانيا.. إيران في معسكر روسيا تواجه غضب الغرب

يوسف بنده

الاحتجاجات داخل إيران والأزمات في منطقة القوقاز وأوراسيا، دفعت طهران نحو التورط مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا.


دخلت إيران على خط أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، من خلال الدعم العسكري الذي قدمته لصالح الطرف الروسي.

وتنفي طهران مرارًا الاتهامات التي توجهها إليها أوكرانيا بدعم روسيا بسلاح الطائرات المسيرة القتالية والانتحارية منها. والدعم الذي تقدمه إيران إلى موسكو يتعلق بمصالح إقليمية وأمنية ومخاوف من تمدد حلف الناتو بمنطقة أوراسيا.

اتهامات كييف لطهران

تصاعد الغضب الأوكراني من الدعم الإيراني لروسيا، فقد اقترح وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أن تقطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بعد أن تعرضت لضربات جوية استخدمت فيها طائرات مسيرة يُعتقد أنها إيرانية الصنع. ونفت إيران بيعها هذا النوع من الطائرات لروسيا، حسب تقرير “بي بي سي“.

ولكن سياسيين أوكرانيين وبعض حلفاء كييف يصرون على أن إيران هي مصدر تلك الطائرات المسيرة، وهي من طراز شهيد-136. وكانت روسيا قد شنت عشرات الهجمات بطائرات مسيرة على أهداف في أوكرانيا، استهدفت البنى التحتية للطاقة وقتلت العديد من المدنيين.

مُسيرات انتحارية

قال المستشار في مكتب الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك، إن إيران أرسلت ألفين و400 طائرة مسيرة انتحارية، ومدربين من الحرس الثوري، لتدمير البنية التحتية في البلاد، حسب “العربية“. وقد طلبت روسيا من إيران طائرات مُسيرة من طراز Arash-2، ذات رأس حربي أكبر من شهيد-136، حسب “الدفاع العربي“.

وقد تفاخر مستشار المرشد الأعلى، اللواء يحيى رحيم صفوي، بأن 22 دولة تقدمت بطلبات شراء الطائرات المسيرة من إيران، حسب وكالة “إرنا“. وذلك على خلفية النجاحات التي حققتها المسيرات الإيرانية في دعم الحوثيين باليمن والجيش الروسي في أوكرانيا.

أقوى من شهيد 136.. روسيا تطلب طائرات انتحارية بدون طيار جديدة من طراز Arash 2 من إيران 1 758x504 1

غضب أمريكي

توعدت أمريكا باتخاذ إجراءات بحق كل من يتعاون مع برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية. وأكدت واشنطن أن الجهات التي لديها أنشطة تتعلق بتدفق الأسلحة من إيران إلى روسيا، تنتهك قرارات مجلس الأمن، وأنها لن تتردد في عقابهم، حسب “فرانس 24“.

وأعلنت الخارجية الأمريكية، أن “تعميق روسيا تحالفها مع إيران أمر يجب أن يراه العالم بأسره على أنه تهديد كبير”. واتهم البيت الأبيض، أول من أمس الاثنين 17 أكتوبر 2022، إيران بالكذب عندما قالت إن روسيا لا تستخدم طائرات مسيرة إيرانية لشن هجمات على أوكرانيا.

تعميق التحالف

يبدو أن إيران ذاهبة لتعزيز تحالفها مع روسيا، فقد أعلن وزير خارجيتها، حسين عبداللهيان، عن استمرار المشاورات بين طهران وموسكو بهدف التوصل إلى اتفاق شامل حول التعاون بين البلدين، مبينًا أن التوقيع على هذا الاتفاق سينتهي مع نهاية العام الحالي.

وحسب تقرير صحيفة “الجريدة“، فإن إيران تقترب من روسيا خشية التحركات الغربية داخل منطقة القوقاز. وقد أجرت مناورات عسكرية ضخمة على حدودها مع أذربيجان، لمواجهة أي مخطط يرمي لإحداث تغييرات ميدانية تمس أو تقطع الممر البري بين إيران وأرمينيا، وإن لزم الأمر لخوض حرب.

ازدواجية معايير

بينما تصر إيران على عدم دعمها للاعتداء الروسي على أوكرانيا، تكشف الوقائع خطابها في صورة مزدوجة المعايير، فقد علقت صحيفة “اعتماد” بأن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على طهران، بسبب موضوع الطائرات المسيرة، وأن الأوروبيين يرونها انتهاكًا للقرار 2231 للأمم المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن الاعتقاد السائد في الرأي العام الدولي، هو أن إيران تقف مع دولة معتدية، وتقدم لها السلاح، وبما أن الغرب عازم، وبإصرار على معاقبة روسيا، فإن إيران بوصفها داعمة للروس، رغم إنكار طهران أي دعم لموسكو، يجب أن تنتظر عواقب حقيقية.

ربما يعجبك أيضا